لم يتأخر رد فعل الفقيه المقاصدي المغربي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، احمد الريسوني، على إقدام الإمارات العربية المتحدة على تصنيف الاتحاد ضمن قائمة "التنظيمات الإرهابية"، حيث اعتبر الريسوني أن ذلك يدخل في " جنون ووهم العظمة"، الذي قال إنه "انتقل من العقيد الراحل معمر القذافي، إلى نفوس بعض حكام الإمارات". وكانت دولة الإمارات أصدرت السبت الماضي "لائحة رسمية" لما وصفتها ب"التنظيمات والجماعات الإرهابية"، تتضمن 83 هيئة، يوجد على رأسها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"جماعة الإخوان المسلمين" المصرية. وأضاف الريسوني، في مقال له في الموضوع نشره على موقعه الرسمي على الأنترنيت، أن الشيطان "ألهم بعض حكام الإمارات فكرةَ مميزة، وهي أن يُعدوا أطول قائمة إرهابية في التاريخ"، وقال إنهم "يتفوقون بذلك بمسافة بعيدة على جميع الدول العربية والغربية، متفرقة ومجتمعة". "فحتى إسرائيل"، يضيف المتحدث "التي تعادي وتحارب العرب والمسلمين أجمعين، ليس لديها من (المنظمات الإرهابية) سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليدين، أو اليد الواحدة". وتساءل الفقيه المقاصدي المغربي باستغراب: "لماذا، دولة الإمارات لم تُخرّج ولا عالما واحدا؟"، قائلا: "حتى المفتي الرسمي مستورد من اليمن، وحتى المستشار الديني لحاكم الإمارات مستورد من المغرب. وحين ينظمون مؤتمرا أو معرضا للعلماء، تجد فيه منتجات (عُلمائية) من كل أنحاء العالم إلا من الإمارات"، حسب تعبيره، قبل أن يستدرك: "الآن فقط وجدت الجواب، وهو أن الإمارات تصنف جميع العلماء الحقيقيين إرهابيين"، على حد تعبيره. واعتبر نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن روح القذافي وجنونه بوهم العظمة، انتقلت وحلت – بعد هلاكه – في نفوس بعض حكام الإمارات، فبدأوا يشترون ويستأجرون وينتحلون كل ما يوحي بالعظمة والتفوق، من الأبراج التي فاق ارتفاعها أبراج طوكيو ونيويورك، إلى تجهيز كل شبر بكاميرات المراقبة، إلى فنادق وكباريهات تفوق ليالي ألف ليلة وليلة". وقال أيضا: "ولمن لا يؤمنون بعظمة ابن نهيان، أرسل طائراته مسافةَ آلاف الكيلومترات لقصف المدن الليبية، وهذا عمل لا تقدر عليه إلا الدول العظمى والزعماء الكبار". وجدد أحمد الريسوني التأكيد على أن الإمارات العربية المتحدة "تتفوق على العالم كله بقائمتها الإرهابية، التي فاقت في طولها برج خليفة نفسه، مع أن الإرهابيين الحقيقيين وليس المكذوبين، لا توجد عندهم (الإمارات) لا في العير ولا في النفير، ولا يضعونها لا عن شمائلهم ولا وراء ظهورهم، ولا نسمعهم يذكرونها حتى عرضا". واعتبر القيادي الإسلامي أن عدم ذكر من أسماهم ب"الإرهابيين الحقيقيين" للإمارات العربية المتحدة هو ما "يغيظ حكام أبو ظبي وينغص شعورهم بالعظمة، فلذلك أرادوا أن يعيدوا التنبيه والتأكيد على أنهم دولة عظمى يحسب لها ألف حساب، وتحاربها ثلاث وثمانون منظمة إرهابية تنتشر عبر العالم كله"، على حد قوله.