يذهبون لجمع أزبالنا بعد صلاة الفجر بينما نحن نذهب إلى النوم، يسهرون على نظافة شوارع مدينتنا تحت أشعة الشمس الحارقة أو يعتنون بالمجالات الخضراء باستمرار لنجلس في ظلها ونهرب من لسعات الحر، فاستحقوا هذه الالتفاتة وأكثر، في الإفطار التكريمي المنظم على شرفهم من طرف جمعية "فاعل خير"، فرع الرشيدية، بقاعة فلسطين مساء أمس الجمعة 02 غشت. يقول رئيس فرع جمعية "فاعل خير" بالرشيدية، أمين علوي بلغيتي، "يأتي تنظيم هذا الإفطار التكريمي بمناسبة عيد العرش كمبادرة لتكريم هذه الفئة المهمشة من سكان هذا الوطن، ألا وهم عمال النظافة وعمال المجالات الخضراء الذين مهما فعلنا معهم فلن نوفيهم حقهم"، مضيفا أن "هذه الالتفاتة جاءت بشراكة مع المجلس الحضري لمدينة الرشيدية وبدعم من بعض المحسنين جزاهم الله خيرا". وأكد علوي بلغيتي أن تنظيم هذا النشاط يتوخى "بعث مجموعة من الرسائل من بينها أن هؤلاء المكرمون يقومون بمجهودات جبارة من أجلنا كمواطنين ونحن نجازي هذا الإحسان باللامبالاة"، مشيرا إلى "مجموعة من الحملات التحسيسية ستنطلق من الرشيدية وستنتشر في مجموعة من المدن المغربية". وأكد رئيس المجلس البلدي، عبد الله هناوي، في تصريح ل"الرأي"، على أن هذه المبادرة "تثير البهجة والسرور خصوصا وأنها جاءت من الشباب الذي هم رجال المستقبل"، مضيفا أنه "تعكس انخراط الشباب في الشأن المحلي لمدينتهم واهتمامهم بالشأن العام من خلال التفاتة لعمال النظافة والمجال الاخضر والنقل بالمدينة". واعتبر هناوي أن "المبادرة عندما تأتي من المجتمع المدني، وخصوصا من الشباب، فهذا مبعث فخر واعتزاز، لأنهم إذا قاموا بتحسيس الناس باحترام هؤلاء العمال وتقدير مجهوداتهم وتعاونوا معهم في اعمالهم فهذا سيكون في صالح المدينة التي نقتسمها جميعا". وحضر مجموعة من الأطر العليا بمدينة الرشيدية ورجال السلطة وأعضاء من المجلس البلدي وشباب جمعية فاعل خير للتعبير عن تقديرهم واعترافهم بالمجهودات التي يقدمها عمال النظافة والمجال الاخضر من أجل جمالية المدينة. وتضمن الإفطار التكريمي كلمات ترحيبية وموعظة لرئيس المجلس العلمي المحلي إدريس المولودي ووصلات إنشادية في المديح النبوي، كما تم بالمناسبة توزيع إعانات مادية عبارة عن قفف رمضانية. وعاينت "الرأي" عشرات الشباب، من الذكور والإناث، من أعضاء جمعية فاعل خير يتحركون بحيوية في خدمة عمال النظافة والمجال والاخضر والنقل بالرشيدية والضيوف الحاضرون في الإفطار التكريمي.