الحكامة الجيدة والتدبير الراشد والمشاركة الفعالة من أجل تنمية مستديمة.. في إطار أنشطتها الثقافية والتواصلية، وتخليدا لذكرى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال نظمت ودادية حي مولاي علي الشريف لقاء تواصليا تحت شعار: «الحكامة الجيدة والتدبير الراشد والمشاركة الفعالة من اجل تنمية مستديمة» مع ساكنة الحي وبتنسيق مع المجلس البلدي ومركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث وذلك مساء يوم الأربعاء 11يناير 2012 بساحة مسجد الحي. افتتح رئيس الودادية السيد مصطفى المصباحي اللقاء شاكرا كل الحاضرين على تلبيتهم للدعوة، كما تقدم بالشكر الى السيد رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، ورئيس وأعضاء المجلس البلدي على مشاركتهم في إنجاح هذا اللقاء. ثم استعرض فقرات البرنامج موضحا أسباب تنظيمه والأهداف المرتقب تحقيقها، وقد تم تفصيل ذلك في كلمة الودادية التي تلاها السيد الكاتب العام للودادية الأستاذ زايد بوعرفة، والتي تضمنت المؤهلات التي يزخر بها حي مولاي علي الشريف والاكراهات والمشاكل التي تم الوقوف عليها خلال التشخيص ألتشاركي الذي قامت به لجن الودادية. حيث تبين أن حي مولاي علي الشريف رغم كونه حديث العهد فانه يضم تجمعا سكنيا هاما يتعدى 1450منزلا. كما أن وجوده على مقربة من الحي الجامعي والكلية المتعددة التخصصات وكلية العلوم والتقنيات أضفى عليه دينامية متميزة بفضل نوعية موارده البشرية، وتصميمه المعماري الجيد فضلا عن توسطه للعديد من الأحياء المجاورة ذاث الكثافة السكانية. إلا أن عدم تبليط أزقته وافتقاره لمجال اخضر وانتصاب بعض البنايات الغير المستغلة بوسطه وبينه وبين الحي ألجامعي تظل أهم المشاكل التي تؤرق الساكنة. ومن جهته نوه الأستاذ مصطفى تيلوا رئيس مركز طارق بن زياد في كلمته بمجهودات هاته الوداية، واعتبر المبادرة التواصلية بادرة طيبة، كما تطرق في مداخلته إلى مساهمات المركز وتدخلاته في مجموعة من الميادين: الثقافية والرياضية والاجتماعية والتنموية محليا وجهويا ووطنيا. مركزا على مساهمة المركز المتميزة والمباشرة في بناء مركز صحي وسط الحي بتنسيق مع مندوبية وزارة الصحة، التي ستتولى تسييره ومده بالأطر الطبية، والمجلس البلدي الذي سيتكلف بتجهيزه وصيانته. كما أبدى استعداده للمشاركة في كل ما من شانه أن ينهض بهاته المدينة، التي تعتبر «قرية كبيرة» بالنظر غالى افتقارها إلى العديد من البنيات التحتية الأساسية ومعاناتها من الإقصاء والتهميش على كافة الأصعدة، حيث أشار إلى ذلك العديد من المواطنين بكل حرقة واسى وأسف في تدخلاتهم ومناقشاتهم. بعد ذلك تناول الكلمة رئيس المجلس البلدي بالرشيدية شاكر الودادية على تنظيمها لهذا اللقاء التواصلي، وشكر أيضا كل الحاضرين على رغبته في التواصل مع جميع الفاعلين خدمة للقضايا الأساسية لمدينة الرشيدية، حيث تطرق إلى مجموع الاوراش الكبرى التي تعرفها مدينة الرشيدية سواء تعلق الأمر بتهيئة بعض الأحياء السكنية أو بترصيف العديد من الطرقات وتبليط الأرصفة وبناء مركز لتصفية الدم وتجهيزه.كما وقف السيد الرئيس على الجهود التي يبذلها المجلس في خلق فضاءات خضراء بالعديد من الأحياء وبجانب الطرقات. فضلا عن انطلاق الأشغال بمركب واحة الرياضات الذي سيضفي صبغة خاصة على المدينة دون أن ينسى معضلة النظافة بالمدينة الذي يزيد من حدتها النقص الحاصل في وسائل النقل الخاصة بذلك، مؤكدا على أن جزء كبيرا من هذه الأشغال يتم تمويله من ميزانية البلدية، حيث تحتاج المدينة إلى مئات الملايير من السنتيمات وليس فقط عشر مليارات لتأهيلها كما يجب، فهي مدينة منكوبة بشهادة الجميع، بسبب السياسات المحلية السابقة ومخلفاتها، تلك التي أسقطت التأهيل الحضري الحقيقي من حساباتها...! وتنفيذا لبرنامج المجلس فقد وضح السيد الرئيس أن استفادة بلدية الرشيدية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سيمكنها ابتداء من هذه السنة أن تعمل على ترصيف العديد من الشوارع المتواجدة بوسط الأحياء السكنية بالإضافة إلى بناء سوق قرب حي ازور، وكذلك بناء عدة ملاعب رياضية للقرب ومسبح بمنتزه 3 مارس، ودار شباب جديدة. أما السيد محمد الزاوي نائب الرئيس والمسؤول على الأشغال ببلدية الرشيدية فقد استعرض مكونات كل مشروع على حدى والميزانية المخصصة له، مبرزا حرص المجلس البلدي على جودة الأشغال ومراقبة سيرها ومدى موافقتها لدفاتر التحملات، مطمئنا الجميع بان المجلس سيتخذ إجراءات زجرية في حق كل تلاعب آو تماطل في هذا الشأن. وفي كلمة لمسؤولة العمل الاجتماعي بالبلدية، الدكتورة سميرة حجازي، أكدت على أهمية بناء المركز الصحي بالحي الذي سيقدم خدمات جد متميزة لساكنة الحي والأحياء المجاورة. وبدوره شكر الأستاذ حاميدي الطاهر عضو المجلس والمكلف بالأشغال بالأحياء السكنية، جميع سكان الأحياء على مشاركتهم الفعالة في تبليط العديد من الأزقة وذلك بتوفيرهم لليد العاملة في حين تتكلف البلدية بمدهم بالاسمنت والرمل. وكان النقاش مثمرا وذا قيمة مضافة من خلاله ركز جميع المتدخلين بعد شكرهم للودادية منظمة هذا اللقاء وجميع المساهمين والمشاركين فيه، على العديد من الاختلالات المجالية التي تعانيها مدينة الرشيدية، حيت يمكن الجزم بان أحياء وتجزئات سكنية بنيت دون ادني معايير حضرية، في غياب تام للأزقة والشوارع والأرصفة، إضافة إلى الإنارة والمجالات الحيوية الأخرى من مرافق اجتماعية، ليطرح السؤال كيف تم الترخيص ببنائها؟ ليتم التأكيد على ضرورة إحداث مناطق خضراء بحي مولاي علي الشريف والاهتمام أكثر بالنظافة والإنارة والإسراع بانطلاق النقل الحضري، كما يجب على جميع المسؤولين التفكير وبجدية في فك العزلة عن الرشيدية من خلال ضرورة استفادتها من الاوراش الاقتصادية الكبرى التي ستساهم بدون شك في تنميتها والرقي بها، باعتبار أن الرشيدية تمتلك مؤهلات سياحية جد هامة، إن تم تأهيلها ستحدث نقلة اقتصادية كبيرة، ومن أهم ذلك يجب تطوير مجال العمل بمطار مولاي علي الشريف الذي يعتبر معطلا وللأسف...!، كما يجب العمل على ربط المدينة بالسكة الحديدية والطريق السيار، لما لا، حتى لا تبقى الطريق الوطنية رقم 13 المعبر الرئيسي الوحيد لدخول الرشيدية، التي تزداد مسألة الولوج إليها والخروج منها صعوبة خلال أيام الشتاء والبرد والمناسبات والعطل، مما يعيق مجالات تطوير الاقتصاد المحلي وخلق وجلب الاستثمارات. وقد كانت الردود مطمئنة وباعثة للأمل والتفاؤل نحو المستقبل من طرف جميع المتدخلين الذين حاولوا الإجابة على أسئلة الحاضرين، وذلك بالتصريح بان أشغال بناء المستوصف سيشرع فيها خلال الأيام القادمة بعد أن تم التغلب على جميع المعيقات، كما أن عملية تبليط الأزقة سيشرع فيها قريبا بتنسيق بين الودادية والساكنة والمجلس البلدي. وفيما يخص المجال الأخضر فالمجلس مستعد لخلق فضاء اخضر بجانب المسجد وكذا حزام اخضر على طول واجهة الحي المحاذية لشارع محمد السادس مباشرة بعد الانتهاء من ترصيفه، وأما عن النقط السوداء المتمثلة في البنايات المغلقة وسط وجانب الحي فقد أكد رئيس المجلس البلدي أن السلطات راسلت الوزارة في هذا الشأن من اجل استثمار هذه الدكاكين، كما تقرر بناء ملعب مسيج مؤقتا في البقعة المخصصة لبناء دار للشباب. إنه لقاء تواصلي يمكن اعتباره آلية من آليات المتابعة والمحاسبة، التي يجب على المجتمع المدني القيام بها كشريك أساسي في تحقيق التنمية المحلية، كما أن للمجتمع المدني سلطة اعتبارية لابد أن تشكل ضغطا على الفاعلين والمسؤولين إن تم استخدامها بالشكل اللائق.