في مصر الانقلاب ليس لك الحق في أن تؤيد محمد مرسي، الرئيس الذي انتخبه 68% من المصريين في أول انتخابات ديمقراطية حقيقية في مصر بشهادة القريب والبعيد، ليس لك الحق في ذلك لأن الإعلام المصري، الناطق الرسمي باسم الانقلاب العسكري ونظامه، سيصفك ب"العدو" و"الإرهابي" و"مصدر الشر"، وأوصاف أخرى قد لا تخطر لك على البال، حتى يقدمك للمصريين، ممن يشاهدون قنواتهم أو يقرؤون صحفهم، في صورة تنفرهم منك وتجعلهم يقبلون بأن يروك مقتولا فلا تأخذهم رأفة ولا شفقة بك. ويظهر جليا هذا التحامل من طرف الإعلام المصري المشتاق إلى زمن "حسني مبارك"، زمن "اللا حق في الاختلاف"، (يظهر) في تعامله مع حركة "حماس" الفلسطينية التي اختارت، وبكل طواعية، هي وساكنة قطاع غزةوالفلسطينيون دعم الشرعية بمصر والتنديد بالانقلاب العسكري. فقد وفر إعلام الانقلاب الغطاء الإعلامي لإغلاق معبر رفح وتحطيم الأنفاق بدعوى تسرب "إرهابيين" عبرها وهي الشرايين التي تأكل وتتنفس بها غزة بعد الحصار المضروب من طرف الاحتلال الاسرائيلي، فتُيسر للجيش المصري تشديد الخناق على الغزاويين لأنهم اختاروا أن يكونوا مع الديمقراطية! جريدة "الوفد" المصرية انخرطت في هذا التضليل وقالت أن "غزة توجد بها مكاتب رسمية لإصدار بطاقات هوية مصرية مقابل 30 ألف دولار لكل بطاقة"، في محاولة لتوهيم القارئ بأن حكومة اسماعيل هنية تتدخل في الشأن المصري، ولا تكتفي بالدعم المعنوي، بل بالدعم العسكري والبشري! ووصل "البؤس" الإعلامي ببعض المنابر الإعلامية المصرية الداعمة للانقلاب العسكري بمصر إلى درجة اعتماد معلومات للمخابرات الاسرائيلية كمادة "دسمة" لإلصاق التهم بحماس وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، فها هي ذي "صدى البلد" تقول أن "المخابرات الإسرائيلية أكدت أن ستة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين نجحت في الهروب إلى قطاع غزة، ويديرون الحرب التي تشنها الجماعة بمساعدة إرهابيين من خارج مصر في سيناء وفي مدن مختلف والقاهرة"، وتضيف أن المخابرات الصهيونية "رصدت وجود ست قيادات إخوانية على رأسها "محمود عزت" نائب المرشد في قطاع غزة، وقد هربت إليه عقب "الإطاحة" بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو الماضي"... أمر تدخل "حماس" في الشأن المصري نفته أكثر من مرة مشددة على أن المقاومة الفلسطينية وجدت لتقاوم الاحتلال الاسرائيلي بأرض فلسطين فقط. فقد نفى سامي أبو زهري، الناطق الرسمي باسم الحركة، صحة ما جاءت به جريدة "الوفد" من "مزاعم"، بل وتحدى صاحب التقرير أن "يذكر اسم مكتب واحد في غزة يقوم بهذا الدور", فهل سيقبل صاحب التقرير التحدي؟! نفس الموقف أبداه رئيس الوزراء الفلسطيني في قطاع غزة اسماعيل هنية حينما استنكر الحملة التي تشنها بعض المنابر الإعلام المصرية على الفلسطينين، وتهدف إلى تشويه صور المقاومة وحركة حماس، وتسعى لشيطنة غزة قائلاً "اتقوا الله في غزة ومصر". هنية أكد أن فلسطين لا تتدخل في الشأن المصري، وأن فلسطين من مصلحتها أن تكون مصر موحدة وقوية، وسيدة القرار العربي لتقوم بتحرير فلسطين والقدس والأقصى، مشدداً على عدم وجود أي دور أمني أو سياسي أو غيره للفلسطينين في الساحة المصرية، وموضحا أن الحكومة الفلسطينية في غزة في تواصل دائم مع المسؤولين المصريين، لإيقاف هذه الحملة الإعلامية، وأنه ليس من مصلحة فلسطين ومصر استمرارها.