كسر متظاهرون المحسوبون على "افصاليي الداخل" الهدوء الذي خيم على مدينة الداخلة خلال الشهور الأخيرة، إثر مواجهات مع السلطات الأمنية ليلة أمس الأحد - الاثنين أدت إلى إلحاق خسائر مادية كبيرة، حسب ما أكده مصدر أمني لجريدة الرأي الإلكترونية. واندلعت المواجهات، التي تخللتها فوضى عارمة وعبث بممتلكات المواطنين والمرافق العمومية، عقب شيوع نبأ وفاة أحد المعتقلين نقلته السلطات ليلة السبت من السجن المحلي إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاجات الضرورية بعد تدهور حالته الصحية. وتحولت مدينة الداخلة إلى ساحة للكر والفر بين متظاهرين ملثمين ورجال القوات العمومية والشرطة العسكرية، واستمرت محاولة فرض الأمن وتطويق أعمال الشغب والفوضى إلى فجر اليوم الإثنين. وأفاد مصدر أمني، في اتصال مع "الرأي"، أن أحداث أمس التي استمرت لساعات قبل أن تفرض السلطات سيطرتها على الأوضاع، أسفرت عن حرق عدد من المقاهي وتكسير واجهات بنايات ومحلات تجارية وتخريب عشرات السيارات. واستعان المتظاهرون بسيارات رباعية الدفع واستعملوا مختلف الأسلحة البيضاء والحجارة في هجومهم على مقرات الأمن والمؤسسات العمومية، كما لجؤوا إلى إضرام النار في العجلات المطاطية ورمي الحجارة خلال مواجهتهم مع قوات الأمن والشرطة العسكرية واعتداءهم على رجال الوقاية المدنية. من جانب آخر، اتهم مصدر حقوقي السلطات ب"قمع" الاحتجاج على وفاة المعتقل "حسنة الوالي"، بعد تدهور وضعه الصحي داخل السجن المحلي بمدينة الداخلة، مشيرا إلى أن عائلة المتوفى "تطالب بفتح تحقيق في النازلة". وكانت عائلة المعتقل المتوفي قد دخل ت في احتجاجات أمام المستشفى العسكري، قبل أن ينظم إليها مئات من "انفصاليي الداخل" حاملين "جبهة البوليساريو" ومرددين شعارات مسيئة للمغرب ومعادية للوحدة الترابية.