أزيد من 300 جريح 112 منهم من بين العناصر الأمنية نقلوا إلى المستشفى الإقليمي بتازة لتلقي العلاج، والباقي من المدنيين احتموا في منازل تحولت إلى مستوصفات فتحت أبوابها لعلاج إصاباتهم المتفاوتة الخطورة. تلك هي حصيلة المواجهات العنيفة بين العناصر الأمنية والسكان بمدينة تازة عشية أول أمس الأربعاء، والتي أطلقت شرارتها الأولى على خلفية الاعتقالات التي طالت 5 أشخاص في حادث حرق سيارة الأمن في الأحداث السابقة، والتي تداولتها المواقع الاجتماعية واستعملتها الأجهزة الأمنية للتعرف على هوية المعتقلين. المواجهات التي استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع والحجارة والتي امتدت إلى مجموع أحياء مدينة تازة، بدأت بعد أن تطورت سلسلة من الأشكال الاحتجاجيةالمتفرقة بالمدينة انطلقت مع الاعتصام أمام محكمة الاستئناف بتازة لينتقل المحتجون إلى الطريق الوطنية رقم 6 قرب الجامعة والتي تم قطعها، والانطلاق بمسيرة نحو السجن المحلي قبل أن تتوج بمسيرة شعبية اخترقت أحياء تازة وتوجهت نحو حي الكوشة مسرح أحداث العنف التي شهدتها المدينة يناير الماضي ليتحول الحي بعد ذلك إلى منطقة عسكرية بحسب تعبير مصادر حقوقية من المدينة ، حيث تم تطويقها وبلغت المواجهات أوجها بعد تحرك المتظاهرين بكل من أحياء المسعودية والسعادة والحجرة والمسيرة 1 و القدس والكوشة وتنسيقية المجازين المعطلين لمواجهة العناصر الأمنية بجميع أصنافها مما نجم عنه إصابات في صفوف الطرفين. مصادر حقوقية من المدينة أكدت لنا في اتصال هاتفي أن الاحتجاجات كانت سلمية، وبالاضافة إلى أنها كانت تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، كانت تندد بالحالة الاجتماعية المتردية التي تعرفها مدينة تازة،وكانت تطالب برحيل عامل الاقليم ورئيس المجلس البلدي وتعتبره السبب الرئيسي في تردي الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وهو نفس المطلب الذي تبناه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة تازة من خلال بيانه الأخير، حيث اعتبره المتسبب الرئيسي لحالة الاحتقان بالمدينة ،إضافة إلى رئيس المجلس البلدي والأغلبية المشكلة له. تدخل القوات الأمنية لمنع تقدم المحتجين أفضى إلى اندلاع المواجهات، حيث أفادنا شهود عيان بأن العناصر الأمنية كانت تتراشق مع المتظاهرين بالحجارة وأفرطت في استعمال القوة والغازات المسيلة للدموع، كما شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة حيث استقبلت مستعجلات مستشفى ابن باجة أكثر من 100 جريح في وقت وجيز، واستمرت المواجهات بين القوات العمومية والمحتجين إلى وقت متأخر، وبوشرت عمليات اعتقال حيث ألقي القبض على حوالي 12 معتقلا في المساء. كما افادتنا مصادرنا بأن موجة اعتقالات من داخل المنازل باشرتها العناصر الأمنية مباشرة بعد أن خيم الهدوء، مستعينة بالصور التي كانت عناصر من الأمن تلتقطها للمتظاهرين، وهو ما اعتبر مؤشر توتر جديد خاصة وأن الهدوء الذي خيم على المدينة كان مشوبا بالحذر. من جهة أخرى شوهدت تعزيزات أمنية وهي تصل تباعا إلى مدينة تازة صباح أمس بعد أن قام المواطنون بمنع تعزيزات أمنية من دخول المدينة مساء أول أمس. وأفادتنا مصادرنا أن ممارسات انتقامية قد تكون وقعت من قبل العناصر الأمنية كتكسير عدادات الكهرباء واقتحام البيوت التي شك الأمن في أنها تستعمل كمصحات لعلاج المصابين حيث أكدت لنا مصادر حقوقية أن سلوكات بعض العناصر الأمنية ترهب المواطنين، وأن موجة الاعتقالات لاتزال مستمرة. مصادرنا من مدينة تازة أكدت لنا أن الوضع يتسم حاليا بنوع من الهدوء، وأن حالة من الترقب الحذر تسود المدينة في انتظار ما ستؤول إليه الامور مع بدء محاكمة المعتقلين في الوقت الذي أجمعت فيه بعض الفعاليات السياسية والحقوقية وجل فعاليات المجتمع المدني على ضرورة رحيل عامل الاقليم ورئيس المجلس البلدي، والمطالبة بحلول لجنة محايدة لفتح ملفات الفساد بالمدينة والإطلاع عن كثب على المشاكل الحقيقية التي يعيشها السكان.