عادت القيادية في حزب العدالة والتنمية والبرلمانية، آمنة ماء العينين، إلى مهاجمة تصريحات بعض القياديين في الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي (العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، التقدم والاشتراكية، الحركة الشعبية، الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، على خلفية الحراك الشعبي الذي تعرفه منطقة الريف، قائلة إنها "مثيرة للشفقة" وهي نتيجة لما أسمته "سياسة التبخيس". وقالت ماء العينين إن "الصورة المثيرة للشفقة التي بدا فيها ممثلو أحزاب الأغلبية في التصريحات التلفزيونية، قبل أن يتم تدارك الأمر في البيان الصادر فيما بعد، صورة تلخص النتيجة الحتمية التي تؤدي إليها الاختيارات المنهجية في تبخيس الأحزاب السياسية واضعافها وقتلها رمزيا لدى الرأي العام".
وتساءلت القيادية في "البيجيدي": "إذا كنا نضعف الأحزاب ونتدخل في شؤونها الداخلية بما يفقدها استقلالية القرار، إذا كنا نستهدف نخبها التي تبني مصداقيتها بالنضال والإلتزام، وإذا كنا نريدها أحزابا صورية توجه عن بعد، نفرض عليها الاختيارات التي نريد، فلماذا نلجأ إليها في وقت الأزمات التي تحتاج فيها الدولة والمجتمع محاورا قويا ذي مصداقية ويحظى باحترام المواطنات والمواطنين؟".
وأضافت المتحدثة أنه "حينما لجأت الداخلية ل'زعماء' بعض الأحزاب أو أملت عليهم ما يصرحون به (لست أدري) بخصوص أحداث الحسيمة، كانت النتيجة كارثية حيث زادت الوضع سوء"، واصفة ما وقع ب"الخفة وانعدام القدرة على قراءة معطيات الواقع والافتقاد إلى أبسط أبجديات التصريح السياسي في لحظات الاحتقان، لأن الهدف هو تهدئة الأوضاع وليس إشعال الفتيل"، حسب تعبيرها. ولفتت ماء العينين الانتباه إلى أنه على الأحزاب وقياداتها في الرباط أن تنتبه إلى أنها أضحت متجاوزة من طرف قواعدها في الميدان، كما أضحت متجاوزة جدا من طرف النشطاء والشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وقالت إنه "بدل انتقاد نشطاء شباب صاروا رموزا يقودون الاحتجاجات، على الأحزاب أن تقوم بنقد ذاتي تُسائل من خلاله غيابها وعدم قدرتها على التفاعل الايجابي مع مطالب المواطنين في اطار الدستور والقانون".