يمضي نشطاء منطقة الريف المعروفون بالأمازيغ في هيكلة احتجاجاتهم، فبعد التظاهرات الكبيرة والمتعددة التي تعرفها منطقة الحسيمة شمال البلاد، يرغب هؤلاء بهيكلة نشاطهم في دول أوروبا، حيث ستكون العاصمة مدريد على موعد يوم 20 ماي الجاري مع تنسيق أكثر من عشرين لجنة من دول أوروبا لدعم الحراك الريفي لتسطير برنامج عمل. وفي هذا الصدد، أصدرت لجنة مدريد لدعم الحراك الشعبي في الريف بداية الأسبوع الجاري بيانا تؤكد فيه احتضانها لاجتماع سيضم باقي اللجان الأوروبية لدعم حراك الريف. ويبرز البيان، الذي تضمن فقرات قوية ضد السلطات المغربية، أن الهدف من اللقاء هو دراسة المقترحات المقدمة وتسطير برنامج عمل يتجلى في إيصال صوت الريف الى المنظمات الدولية «الحكومية منها وغير الحكومية والقضائية لردع السلطات المخزنية المغربية عن غيها وعن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الريف خاصة والريف عامة». ويستخلص من بيان لجنة مدريد استراتيجية نشطاء الريف في دول أوروبا من خلال التعريف بالملفات المطلبية وعدم استبعاد تقديم دعاوي ضد مسؤولين في الدولة المغربية في حالة وقوع خروقات واعتقالات ضد متزعمي الحراك. ويعتبر نشاط المهاجرين في أوروبا حول ملف الريف من ضمن القضايا التي تثير قلق السلطات المغربية وتدفع باستخباراتها الى إبداء قلق حقيقي ونشاط متزايد لاحتواء امتداد ملف الريف حتى لا يصبح «ملفاً دولياً» خاصة في ظل سهولة تدويل النزاعات الوطنية، لاسيما في الاتحاد الأوروبي حيث توجد حركات إثنية أوروبية في دول مثل هولندا وبلجيكا واسبانيا تتعاطف مع مطالب نشطاء الريف سواء ، وكذلك المناصب التي يحتلها عدد من النشطاء في مختلف المؤسسات في دول الاتحاد الأوروبي. واتهمت الدولة المغربية في تقرير للاستخبارات نشرته مجلة جون أفريك ولم (تنفيه الدولة المغربية) نشطاء باستغلال المطالب الاجتماعية بالدفع نحو نشر الفكر الانفصالي، وتحدث عن جمعيات بعينها، لكن نشطاء الريف يرفضون مثل هذه الاتهامات ويعتبرونها لم تعد تنفع في إسكات الانتقادات والمطالبين بإصلاح الأوضاع، ويقولون أن السلطات هي المسؤولة عن التطورات التي تجري بحكم عدم فتح باب الحوار وعدم فتح تحقيقات في الفساد ونهج استراتيجية توزيع غير عادلة للثروات فاقمت من الفقر بين المواطنين وبين جهات البلاد. وتحاول جهات سياسية وإعلامية في المغرب تأويل كل المطالب والحركات الاحتجاجية رغم بساطتها بنظرية المؤامرة وتورط جهات خارجية، وهو لم يعد ينفع كثيراً أمام ارتفاع حالة الإحباط من تفاقم الفوارق بشكل مقلق وسط الشعب المغربي. نقلا عن القدس العربي