قصة مثيرة تلك التي رواها شاهد عيان، عن عبد الإله بنكيران وأحد المواطنين، يوما قبل إعلان إعفائه من منصبه كرئيس معين لتشكيل الحكومة، تنقلها "الرأي المغربية" بصيغتها: يوم الأربعاء الأخير اتصل مواطن بالسيد رئيس الحكومة المكلف " عبدالإله بنكيران " يذكره بمظلمة له يرجو حلها، استمع له بنكيران و طلب منه المواطن اللقاء به، و قرروا أن يكون اللقاء اليوم السبت مع ال9.30 صباحا، والمكان طبعا تعرفونه، إنه منزل " بنكيران " بحي الليون، ( مواطن لم يسبق له أن ربط أي علاقة مع بنكيران ولم يتوسط له أحد، يتصل برئيس الحكومة يجيبه على الهاتف يستمع له، ويرحب به في بيته ) نعم يرحب به في بيته وبدون وساطة، لن أعلق على هذا، فهذا شيء عادي بالنسبة لهذا الرجل. ماذا سيحدث بعد هاته المكالمة : سينقلب المغرب رأسا على عقب، يوم بعد المكالمة التي جرت بين هذا المواطن و رئيس الحكومة، سيقرر الملك إعفاء بنكيران من مهمة رئاسة الحكومة، وسيصبح " بنكيران " محور الاخبار الوطنية و الدولية، وستقوم القيامة على هذا الرجل، الكل يتصل ويكتب ويدون وينشر خبر إعفاء بنكيران وما لحق ذلك من ضجة عارمة ولا زالت، هذا الإعفاء المفاجئ إذا وقع لشخص آخر ربما قد يغمى عليه، ربما قد يصدم، ربما و ربما و ربما .. أما بنكيران فلااا… بنكيران وهو وسط هاته الزوبعة سيظل متذكرا هذا المواطن الذي حدد له موعد اللقاء به،، عجييب وغرييب… هذا المواطن بعد أن سمع خبر إعفاء بنكيران، تملكته الصدمة والدهشة، ( حتى قدرت نوصل لبنكيران يتلاقا معايا عاد حيدوه ) وظن أن بنكيران سينساه، وهو التمس لرئيس الحكومة العذر، لأن ما وقع ليس بالسهل والهين، والمغرب كان كما لو أنه في حالة استثناء غير معلنة، ولكن مع ذلك عقد العزم على ان يذهب في الوقت المحدد الى منزل بنكيران، وهو يعلم انه سيذهب الى المجلس الوطني، ولكي يذكره بالموعد عاود الاتصال به عبر الهاتف، ليرد عليه السائق الخاص لبنكيران ( فريد ) و بعد أن أحاطه علما بموعده مع بنكيران غدا، قال له السائق إذا كان قد حدد معك موعدا فلتأتي، وتم الاتفاق على ذلك. استيقظ المواطن لصلاة الفجر، ومن تم الاستعداد قصد الذهاب عند بنكيران إلى بيته، شغل هاتفه الذي كان مغلقا، فإذا بمكالمة لرئيس الحكومة لم تتم الإجابة عنها، كان توقيتها تحديدا مع ال05: 28 فجرا، و بعد ان وجد بنكيران هاتف هذا المواطن الذي لا يعرفه ولا تربطه به أي صلة، بعد أن وجد هاتفه مغلقا، لم يقل ( ايوا درت لي عليا .. او تانعاود نتاصل بيه.. او حتى يتاصل هوا .. ولا صافي أنا مبقيتش معني بالحكومة…) لا لا لقد ترك له رسالة نصية يقول له فيها ( سأتأخر، نؤجل اللقاء إلى الإثنين القادم، في نفس التوقيت ).. لا أعرف بماذا سأعلق على هذا السلوك النبيل والهائل، و النابع من رجل من طينة نادرة، في خضم كل هاته الأحداث والهزات المتلاحقة، و مشاغل اللقاءات التنظيمية وكثرة المكالمات الهاتفية، وكل تفكير بنكيران متجه إلى كيف سيتم التعامل مع موضوع إعفائه، وسط هاته العاصفة يظل " بنكيران " متذكرا لهذ المواطن، ويتصل به اليوم فجرا لكي لا يخلف موعده معه، ولكي لا يتركه حتى يأتي إليه ولا يجده في المنزل.. نعم هذا هو بنكيران الذي أحبه جزء كبير من المغاربة، احترام كامل للإنسان، احترام لمفهوم ودلالة كلمة خدمة المواطن، تحمل كامل للمسؤولية، من أول لحظة إلى آخر لحظة.. لذلك أنت إنسان يا بنكيران مهما اختلفنا معك.. *عبدالحي بلكاوي شاهد على الحدث .