أكد مسؤول التفاوض في المعارضة السورية المسلحة الفاروق أبو بكر في حلب التوصل إلى اتفاق جديد مع روسياوإيران لمواصلة إجلاء من تبقى من المدنيين ومسلحي المعارضة المحاصرين في شرق حلب، مقابل إخراج دفعة من الموجودين في الفوعة وكفريا. وأضاف أبو بكر -في تصريح للجزيرة- أن المعارضة تطالب بوجود الأممالمتحدة كضمانة دولية أثناء تنفيذ الاتفاق. وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاتفاق الجديد يقضي ب "خروج كل أهل حلب والمسلحين" من المربع الأخير تحت سيطرة المعارضة، مقابل خروج عدد لم يحدده من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب، وبلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل النظام في ريف دمشق. وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن هذا الاتفاق إلحاق بالسابق الذي نص على إخراج المدنيين والمسلحين من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، والذي تم تعطيله أمس الجمعة من قبل مليشيات إيرانية وأخرى تابعة ل حزب الله اللبناني بعد خروج حوالي ثمانية آلاف شخص. وأشار المراسل -نقلا عن مصادر في المعارضة- إلى أن الليلة الماضية شهدت ماراثونا من المفاوضات استطاعت خلاله إيران والمليشيات التي عطلت الاتفاق السابق فرض جزء من شروطها من خلال إدخال الشرط المتعلق بالفوعة وكفريا. وأوضح أن المعارضة كانت مصرة على إدخال مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام ومليشياتها في ريف دمشق. أما بشأن الأعداد التي ستخرج من البلدات الأربع فما زالت غير محددة، ومازالت الآلية المتعلقة بالتزام كافة الأطراف قيد النقاش. من جانبه، تحدث أحمد الدبيس، وهو المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين تتولى تنسيق عمليات الإجلاء، لوكالة الصحافة الفرنسية، عن تطمينات من جهات عدة بأن الإخلاء سيتم خلال 24 ساعة، لافتا إلى أن سيارات الإسعاف ما زالت في "الخطوط الخلفية" بعد سحبها أمس. غير أن مصدرا عسكريا سوريا صرح للوكالة الفرنسية بأن "الأمور لم تتبلور بعد" مشيرا في الوقت ذاته إلى "مسار إيجابي" في ما يتعلق بعملية الإجلاء من الفوعة وكفريا. اتهامات متبادلة يُشار إلى أن اتفاقا بشأن عملية إجلاء المهجرين من شرقي حلب تم تعليقه بعد قطع طريق الحافلات من قبل مليشيات تابعة للنظام وعائلات من كفريا والفوعة يقطنون أحياء حلب الغربية عند عقدة الراموسة. لكن مصدرا عسكريا سوريا صرح لوكالة سبوتنيك الروسية بأن عملية إخراج المسلحين من حلب توقفت بسبب خرقهم للاتفاق بمحاولتهم أخذ أسرى معهم إلى إدلب. وأضاف أن المسلحين قاموا بخرق الاتفاق وقاموا بأخذ أسرى من المدنيين واستهدفوا معبر الراموسة بالقذائف وطلقات القناص، كما حاولت مجموعة الخروج بسلاح ثقيل، وتوقفت الآن عملية خروج المسلحين لخرق نص الاتفاق. وقد بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر فرار المدنيين الخارجين من أحياء حلب الشرقية المحاصرة بعد استهداف مليشيا حزب الله والمليشيات الإيرانية لحافلات المهجرين. ووصلت عشرات العائلات التي هُجّرت من شرق حلب إلى مراكز إيواء مؤقتة أقامتها منظمات إنسانية في ريف إدلب، وتواجه هذه العائلات ظروفا إنسانية صعبة في ظل درجات حرارة منخفضة.