أعلنت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الجمعة، أن 23 شخصا قضوا جوعا في بلدة مضايا السورية المحاصرة منذ مطلع دجنبر، في حين أعلن المكتب الطبي في مضايا، الثلاثاء المنصرم، عن موت 31 شخصا، وبتر أطراف ستة آخرين، في ظل الحصار المضروب على "مضايا" في ريف دمشق من قبل النظام السوري وحزب الله. وأشار المكتب الطبي أن معظم الذين قضوا جوعا، هم من الأطفال الرّضع والمسنين، حيث يمثل نقص الحليب السبب الرئيس في موت الأطفال الرضع. وأشار ذات المكتب إلى أن الألغام التي زرعتها مليشيات حزب الله وقوات النظام السوري في محيط البلدة، أدت إلى مقتل عشرات المواطنين الذين حاولوا تهريب المواد الإغاثية للداخل خلال فترة الحصار الماضية. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 40 ألف شخص، نصفهم من الاطفال، بحاجة عاجلة لمساعدات لإنقاذ حياتهم في مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام السوري. وأعطت دمشق أمس الخميس الاذن للوكالات الانسانية بإدخال مواد اغاثة الى البلدة، في اعقاب تقارير عن وفيات بسبب الجوع بين المدنيين، الذين نزح كثيرون منهم الى الزبداني المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقدر خبراء اقتصاديون ونشطاء إغاثيون الحاجة الإغاثية الأساسية لأكثر من 30 ألف سوري في مضايا، بأكثر من مليون دولار، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه "حزب الله" والنظام السوري لمنع دخول المساعدات. وتسبب الحصار الخانق الذي يفرضه "حزب الله" على مضايا بندرة المواد الغذائية الأساسية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار "بشكل جنوني". ويتطلب فك الحصار مجموعا ماديا كلفته 30 مليون دولار ل8000 عائلة محاصرة، بحسب خبراء اقتصاديين. وبينما تسعى المنظمات الإغاثية لتأمين مباشر لما تستطيع من هذه المبالغ عن طريق تحويل الأموال، في ظل منع إدخال المواد؛ فقد دعا مراقبون الأممالمتحدة للتدخل المباشر لحل الأزمة، في حين دعا ناشطون آخرون إلى الضغط على النظام وحزب الله للالتزام بهدنة "الزبداني - كفريا والفوعة" التي تم الاتفاق عليها في شتنبر الماضي. بدوره، اعتبر المكتب الطبي أن عدم التزام النظام السوري وحزب الله اللبناني ببنود اتفاقية "الزبداني-الفوعة"، القاضية بإدخال مساعدات إنسانية إلى مضايا، هو السبب المباشر في الكارثة التي حلّت في البلدة، والتي أسفرت عن حالات الوفاة المذكورة. وتشهد مدينة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ سبعة أشهر حصارا خانقا، منعت خلاله قوات النظام من دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية، وتسبب في ارتفاع جنوني للأسعار، حيث بلغ سعر كيلو الرز في البلدة 100 دولار، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في الإنترنت. وكانت فصائل المعارضة السورية ووفد إيراني توصلوا في شتنبر من العام الماضي إلى اتفاق هدنة، يتم بموجبه إخلاء الجرحى وعائلاتهم من كل من الفوعة وكفريا، المواليتين للنظام شمال سوريا وفي الزبداني غربي دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما أنها نصت بنود الاتفاق على السماح لقوافل المساعدات بالدخول إلى الزبداني والمدن والبلدات المجاورة لها ومنها مضايا.