في أولى خرجاته الصريحة في مواجهة الحركات الأمازيغية، انتقد المشتشار الملكي السابق، حسن أوريد في مداخلة له بالجامعة الدولية بأكادير، مساء أول أمس السبت، الجمعيات الأمازيغية، معتبرا أنها لازالت متشبتة في مطالبها وهويتها بما هو مادي مرتبط باللغة والتراث والأيقونات، دون أن تمتلك رؤية وتصورا كونيا يجعلها تنتقل من المطالب الثقافية المحضة إلى المطالب السياسية. وأعطى أوريد في مداخلة بعنوان "الحركات الأمازيغية بعد الربيع العربي" أمثلة عن التجارب الإنسانية في القديم والحديث والتي امتلكت هذه الرؤية الكونية واستطاعت أن تنتشر في العالم من خلال تجربة الثقافة العربية في الزمن القديم حين ارتبطت بالإسلاك الذي دعا إلى المساواة والعدالة والحرية والتسامح... ومن خلال التجربة التركية التورانية الحديثة التي امتلكت هذه الرؤية عندما تبنت العلمانية فكرا وممارسة مما جعلها تنجح في ولوج الحضارة الانسانية من بابها الواسع فكرا وسياسة وتصنيعا، وإبداعا حين امتلكت مقومات الحضارة الأوربية منذ عهد فلاسفة الأنوار. وقال أوريد، وفق تقرير لجريدة "الإتحاد الاشتراكي"، إن المخرج الحقيقي لكي تتجاوز الحركات الأمازيغية عثراتها ومزالقها الفكرية والإديولوجية وتشبثها بالهوية الأمازيغية في بعدها المادي الصرف، هو أن تمتلك ثلاثة أشياء كبرى كي تتفاعل مع الحضارة الانسانية أجملها أوريد في: " الوعي التاريخي من خلال استحضار تجارب أمازيغية قديمة وحديثة، وثانيها وضوح الرؤية حول علاقة الأمازيغية بالإسلام التي لا تعني التضاد والتنافر بل التكامل، وثالثها الانخراط في التجربة الانسانية الحديثة على أسس ثابتة وقوية قوامها الحرية بقيمتها الإيجابية بهدم الموانع والإعلاء من قيمة العقل والفكر والبحث عن إنسان جديد وحر في ذهنه وجسده غير خاضع للتقليد وهذا يتطلب انضباطا أخلاقيا وفكيرا".