في مداخلة قيمة ألقاها بالجامعة الدولية بأكادير مساء يوم السبت 12يوليوز2014،حول موضوع « الحركات الأمازيعية بعد الربيع العربي«استعرض فيها محطات تاريخية للحركة الأمازيغية ورموزها قبل الإسلام وبعده، انتقد حسن أوريد بشدة الحركات الأمازيغية الحالية معتبرا إياها لازالت متشبثة في مطالبها وهويتها بما هو مادي مرتبط باللغة والتراث والأيقونات دون أن تمتلك رؤية للعالم وتصورا كونيا يجعلها جزءا من الحضارة الإنسانية ويجعلها تنتقل من المطالب الثقافية المحضة إلى المطالب السياسية. وأعطى حسن أوريد في هذه المداخلة التي تميزت بحضور كبير للفعاليات الأمازيغية بسوس والراشيدية ومكناس،أمثلة عن التجارب الإنسانية في القديم والحديث التي امتلكت هذه الرؤية الكونية واستطاعت أن تنتشر في العالم من خلال تجربة الثقافة العربية في الزمن القديم حين ارتبطت بالإسلام الذي دعا إلى المساواة والعدالة والحرية والتسامح... ومن خلال التجربة التركية التورانية الحديثة التي امتلكت هذه الرؤية عندما تبنت العلمية والعلمانية فكرا وممارسة مما جعلها تنجح في ولوج الحضارة الإنسانية من بابها الواسع فكرا وسياسة وتصنيعا وإبداعا حين امتلكت مقومات الحضارة الأروبية منذ عهد فلاسفة الأنوار. وقال أوريد إن المخرج الحقيقي لكي تتجاوزالحركات الأمازيغية عثراتها ومزالقها الفكرية والأيديولوجية وتشبثها بالهوية بالأمازيغية في بعدها المادي الصرف، هو أن تمتلك ثلاثة أشياء كبرى لكي تتفاعل مع الحضارة الإنسانية. أولها الوعي التاريخي من خلال استحضار تجارب أمازيغية تاريخية قديمة وحديثة وثانيها وضوح الرؤية حول علاقة الأمازيغية بالإسلام التي لاتعني التضاد والتنافر بل التكامل وثالثها الإنخراط في التجربة الإنسانية الحديثة القائمة على أسس ثابتة وقوية قوامها الحرية بقيمتها الإيجابية بهدم الموانع والإعلاء من قيمة العقل والفكر والبحث عن إنسان جديد وحر في ذهنه وجسده غير خاضع للتقليد وهذا يتطلب انضباطا أخلاقيا وفكريا. وقال من عيوبنا اليوم هو أننا ننزع نحو الحرية بدون انضباط وهذه هي التي أساءت لتاريخنا فلابد إذن من امتلاك رؤية للعالم للإنتقال من المطلب الثقافي إلى المطلب السياسي الذي معياره الأساس هوالقيم، ذلك أن الفاعلين الأمازيغيين الثقافيين ارتكبوا أخطاء بعد الإستقلال حين انتموا إلى قوى تقدمية وكان هاجسهم آنذاك حداثيا يروم الكرامة والحرية لكن في آخر المطاف اصطدموا بمرجعيات تلك القوى فباءت تجاربهم بالفشل. كما أن الثقافة الأمازيغية في حقبة ما بعد الإستقلال لم تكن تمتلك مثقفين وأطرا ذات كفاءة عالية خلافا لليوم وهذه فرصة كبيرة لها لكي تنقل إلى الكونية والحضارة الإنسانية بشرط أن تكون هناك مسؤولية لدى هذه الأطر الجديدة لصنع تاريخ مجيد بأنفسهم لهذه الحركة بشرط ألا يصنعوا هذا التاريخ عبرالتقليد للغرب لكي تكون الحركة الأمازيغية قوية وفاعلة والإ ستندثر.