اعتبر الدكتور أحمد الريسوني، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة، أن مفهوم الطاعة لأولي الأمر بالغ فيها من أسماهم "علماء السلطان"، وجعلوها مطلقة، مبرزا أن الطاعة بلا حدود ما أنزل الله بها من سلطان، ومبينا أن حكم القياصرة والأكاسرة انتقل شيئا فشيئا للحكام العرب. الريسوني، الذي كان ضيف برنامج "في العمق" على قناة الجزيرة، شدد على ضرورة تحرر الفقهاء من سلطة التمويل والتعيين، " لأن الذي يمول ويعين يتحكم في الفتوى"، مشيرا في السياق ذاته، إلى الصورة التي ظهر فيها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة في مصر، أثناء الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، معتبرا إياها صورة تعكس فساد الفقهاء والعلماء، وأضاف أن "السلطة عبر العصور لها مزرعتها التي تنشأ فيها الولاءات". وأوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في الحلقة ذاتها، التي ناقشت جدلية العلاقة بين الفقيه والحاكم، أن من أشد أدوات الاستبداد فتكا هي "استعمال العالم الفاسد لما له من آثار سرطانية مدمرة على الدولة والمجتمع والثقافة والحياة بصفة عامة". وأكد الفقيه المقاصدي المغربي على إمكانية فضح "الفقهاء الفاسدين" عن طريق "إعلان براءة الدين من أفعالهم"، مع ضرورة "توفير البديل الأنسب لملء فراغهم"، ومذكرا بمطلبه الدائم حول إتاحة الفرصة للعلماء باختيار من يمثلهم وانتخاب هيئة الإفتاء الخاصة بهم، عوض أن تقوم بذلك الأجهزة الإدارية أو الأمنية التابعة للسلطان أو الحاكم.