قال أحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث، إن "مناهضة استبداد الحكام والوقوف في وجههم والضرب على يد الظالم، يجب إعمالها"، مؤكدا أن "من أشد أدوات الاستبداد فتكا بالأمة هو استعمال الدين والعلماء". وأضاف الريسوني، أن مفهوم طاعة الحاكم في الدول العربية "بولغ فيه وأصبح مسألة مطلقة وأصبحت طاعة عمياء ومصحوبة بالتأويل، بحيث إذا فُعل المنكر أُوِّل بمختلف الأعذار وإذا ترك المعروف أُوِّل ذلك بأعذار أخرى، حتى إذا خالف الحاكم الآيات والأحاديث التمست له الأعذار"، معتبرا أن "الطاعة بلا حدود ما أنزل الله بها من سلطان". وتابع الفقيه المقاصدي، الذي حل ضيفا مساء الاثنين، على برنامج "في العمق"، أن الطاعة الشرعية للحاكم الشرعي، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، تجب له "إذا كان معتمدا من أهل الحل والعقد ومحل رضى الأمة"، مشيرا إلى أن "هذا الحاكم يمتلك حق أن يأمر فيُطاع". وأوضح الريسوني، أن "الحكام في الدول العربية ليسوا سواء ولا يمكن أن نصدر حكما على الجميع"، مستدركا بالقول، إنه إذا تنصل الحاكم من الشريعة كما يقع اليوم جملة وتفصيلا ومبدئيا ودستوريا، وإذا تمادى في ظلمه وخروجه عن الشريعة وتأويلها تأويلات فاسدة في المظالم "سقطت شرعيته". وأشار العالم المغربي، إلى أن "الإسلام جاء ليبني دولة الشرعية بالطاعة التي هي التزام بنظام الدولة والحاكم وسلطته والقاضي"، مبينا أن "الدين الإسلامي هو أول من أخرج العرب من حالة اللادولة واللانظام واللاشرعية إلى الدولة والنظام وفق الشرع".