أعلن حميد شباط، الأمين العام لحزب "الاستقلال"، نهاية تنسيق الحزب على المستوى النيابي مع حزب "الأصالة والمعاصرة" بصفة مطلقة، قائلا أن التنسيق السياسي يجب أن يكون محصورا بين الأحزاب الوطنية الديمقراطية، لما حققته من مكاسب وازنة للشعب المغربي. شباط وفي كلمة قوية ألقاها عشية اليوم أمام أعضاء المجلس الوطني الاستثنائي للحزب، قال أن الاصطفاف اليوم هو بين الصف الديمقراطي "من خلال الأحزاب التي تعبر عن إرادة المجتمع بغض النظر عن بعض الاختلافات الطبيعية التي يمكن أن تحكم علاقاتها". وعبر شباط عن عدم ارتياح حزب "الاستقلال" من الممارسات التي تناقض المبادئ الديمقراطية وتتنكر للأعراف السياسية، كما أدان "التجاوزات المقصودة التي تسيء للجهد الجماعي الذي بذل منذ عقود والذي كان من المفروض أن تكون محسوبة على الماضي المنسي". وأعلن المتحدث عن رفضه لمناورات "آخر ساعة" ومحاولة الالتفاف على الارادة الشعبية، "التي لا تعمل سوى على بث اليأس لدى عموم المواطنين وعلى التشكيك في جدوى العمل السياسي وعلى المس بمصداقية الاستحقاقات الانتخابية، وعلى تشويه صورة الأحزاب السياسية وعلى إضعاف هيبة الدولة وعلى عرقلة مسلسل الإصلاحات السياسية والدستورية". وأضاف الأمين العام لحزب "الاستقلال" أنه لا يمكن أن يقبل باستمرار التلاعب بإرادة الناخبين أو يتم استعادة أساليب من الماضي لتدبير قضايا في القرن الحالي، "لأن ذلك يعتبر احتقارا لذكاء المغاربة واستهتارا للتضحيات االتي تم بذلها على مدى سنوات". وصرح أن المغاربة كانوا شاهدين على واحدة "من أسوء الانتخابات التي عرفتها بلادنا"، "وحيث خرجت الإدارة التي كان مفروضا فيها حماية التنافس السياسي، مست بوضوح هذا الاقتراع الذي كان من المفروض أن يعكس اختيارات البلاد بعد دستور 2011″. وأردف شباط أن البعض يطمح اليوم إلى الوصول السريع إلى دائرة السلطة عبر إلغاء قيم المنافسة السياسية النزيهة وعبر تجاوز التدافع الانتخابي المشروع وعبر إفراغ التعددية الحزبية والسياسية من روحها ومحتواها، وعبر إفراز مؤسسات وطنية مخدومة ومفصلة على المقاس، "ومن ثم العودة إلى أساليب الهيمنة والاستبداد والتحكم التي لا يمكن أن تنضج التجربة الديمقراطية لبلادنا"، حسب المتحدث.