ثار سائقون ومستعملون للطرق السيّارة في المغرب، في الفترة الأخيرة، مشكلة الأمن والسلامة في عدد من هذه الطرق السريعة، بعد أن توالت حوادث اعتداءات من طرف أشخاص مجهولين بالحجارة، من أجل إرباك مسار سائق السيارة، ثم الإقدام على سرقة ما بحوزته من ممتلكات. وفي السياق، تعرّض، قبل أيام قليلة، منير زرايدي، سائق سيارة، بالطريق السيار الذي يربط بين أحد أكبر مدن المغرب، الرباطوالدارالبيضاء، لاعتداء خطير، وأصيبت زوجته بإصابة بليغة في فكها العلوي، بعد أن باغتها حجر كبير رمى به شخص مجهول، بالقرب من باحة الاستراحة في مدينة بوزنيقة. وسرد سائق السيارة، في تصريحات صحافية، كيف أنه كان يسوق سيارته بالليل متوجها من الدارالبيضاء إلى الرباط، قبل أن يلاحظ وجود شخص مجهول يرمي بحجر في اتجاه الزجاج الأمامي للسيارة، ما أفضى إلى جروح غائرة في وجه زوجته، التي كانت تجلس بالقرب منه، وأدى إلى تعرضها لغيبوبة لم تستفق منها إلا في المستشفى. هذا الاعتداء على سيارة منير دفعت ثمنه زوجته، التي أجريت لها عمليتان جراحيتان في فكها العلوي الذي تهشّم بسبب قوة الاعتداء عليها بالحجارة، والذي تسبب في هلع كبير لطفليه الصغيرين اللذين كانا يركبان في المقاعد الخلفية للسيارة، خاصة أمام مشاهد الدم الذي كان يسيل من وجه أمهما المغمى عليها. ومن جهته، يحكي محمد عينو، رجل أعمال، ل"العربي الجديد"، كيف أنه نجا، ذات ليلة، من اعتداء من طرف مجهولين في الطريق السيارة التي تربط بين أغادير ومراكش، حيث كاد حجر طائش أن يضرب رأسه، لولا حركة سريعة منه، فسقط الحجر الثقيل خلفه، ولم يصبه بأذى، سوى زجاج السيارة الذي تكسّر. وأوضح المتحدث ذاته، أن الهجوم على السيارات والشاحنات في عدد من الطرق السيارة في المغرب أصبح "موضة" جديدة لمحترفي السرقة واللصوصية، مبينا أنه بمجرد ما يتعرض صاحب المركبة لاعتداء بالحجارة يتوقف ليرى ما حدث، فتكون الفرصة مواتية للعصابة للهجوم عليه وسرقة أمواله وما يحوزه من أغراض. وشهد شهر سبتمبر الماضي، حادثة مؤسفة في نفس الطريق السيار بين مدينتي أغادير ومراكش، تمثلت في هجوم بالحجارة على سيارة تقلّ أبا وأما وابنتهما، حيث حاول الرجل تفادي هجوم بالحجارة، ما أدى إلى عدم السيطرة على مركبته، فانقلبت في منحدر خطير، ومقتل الأسرة كلها، فيما تم القبض على الشخصين المهاجمين، وحكمت عليهما المحكمة بالإعدام.