خديجة السويدي، قاصر ابنة السابع عشر ربيعا.. يتيمة الأب و عائلة لأخواتها.. نشأت باقليم الرحامنة بوسط فقير، انقطعت عن دراستها و استسلمت لقسوة الحياة، خرجت للعمل من اجل مساعدة والدتها.. اشتغلت كنادلة بمقهى ببنجرير حيث بدأت مشاكلها و حيث تعرضت للاغتصاب أول مرة.. كبرت معاناتها بكبر سنها إلى اليوم الذي اعترض فيه سبيلها ثمانية اشخاص و الذين اخدوها بالقوة لمنزل احدهم حيث تعرضت لاغتصاب جماعي و ضرب و تعذيب اقل ما يقال عنه أنه وحشي، و فوق كل هذا تم تصوير فيديو لماتعرضت له خديجة حتى يتم تهديدها فيما بعد بتسريب الشريط للرأي العام و فضحها ان هي فكرت برفع شكاية او البوح لأحد بما وقع..! لأن خديجة تنتمي للطبقة المنسية من مجتمعنا المغربي، و لأن خديجة لم توكل محاميا، و لأن خديجة لا سند لها من المسؤولين، حكم بالبراءة على جميع المتهمين! و لأن خديجة لم تعد تقوى على تحمل ظلم ابشع من هذا قررت انهاء حياتها بالحرق! أين هو المجتمع المدني من هذه الدراما التي تحدث على ارض وطننا؟؟ اين أولائك النساء! الداعيات لحرية المرأة و كرامة المرأة؟؟! المدافعات عن حقوق المرأة! من يناضلن من أجل الصاية و من أجل المثلية!؟ المدافعات عن تقنين الاجهاض و الداعيات للمساواة بالارث؟؟ مامحلهم بقضية قاصر مكانها بالمدرسة لتتعلم؟ نعلم جميعنا أن خديجة واحدة من آلاف الفتيات القرويات اللواتي يتألمن في صمت وسط اللاعدل و وسط نجاسة المجتمعات المستنقعة التي يعيشون بها، حيث تهضم حقوقهن.. لكن من أضعف الايمان محاسبة من تسببوا بالنهاية المأساوية لشابة قررت وضع حد لحياتها و هي حاقدة على مجتمع لا يرحم!