وئام,خديجة,امينة......لقد صدق نزار قباني حين قال ان اسخف ما نحمله الاسماء فاذا كان الانسان يعيش وسط هذه الشعوب المتخلفة بضمير وارادة التغيير فلابد ان يحزن,ذلك الحزن الذي يسكن اعماق الفؤاد...او هو صحوة احزان قديمة في النفس.. احيانا يتملكنا بعض التشاؤم فنشكو الشقاء المقبل في السعد المدبر وتصبح السماء فوقنا غمامة دكناء,توشك ان تنفجر بالصاعقة الكبرى والكارثة العظمى .ولكن بعد حين نعود الى تفاؤلنا,لا اظن بان الكل مازال يتذكر قضية امينة الفلالي القاصر التي انتحرت بسبب اجارها على الوةاج من مغتصبها حتى يتسنى له الافلات من العقاب ويتسنى حفظ ماء وجهها حدثا هز كل المجتمع الممغربي وابان عن تضامنه معها اهل الضحية ولكن سرعان ما نسينا وانتسينا كما سبق ونسينا قضايا اخرى لا تختلف عن سابقتها في شيء ....اغتصاب قاصرات وتقديمهن هدايا لمغتصبهن لنكفنهن بعد ذلك ونرسلهن الى القبور . ان العنف مادة موجودة نلمسها دائما في حياتنا اليومية خاصة في شوارعنا المغربية سواء تحجب المرء او لم يتحجب فهي قاعدة معمول بها دون ان ننسى الاغتصاب الزوجي المسكوت عنه باعتبار ان فرنسا جرمته واعتبرته جريمة يعاقب عليها القانون فكيف لنا نحن في المغرب ان نزوج الفتاة المغتصبة لمغتصبها وهنا اتساءل هل لنا ان نزوج الشاب او الطفل المغتصب لمغتصبه كذلك ؟ انني لا اريد هنا ان اثير قضية قيل فيها الكثير,ولكن هذه الجديدة لا تختلف كثيرا عن قضية امينة الفلالي ,او بالاحرى اشبه ما تكون بقصة المسلسل التركي "فاطمة",وقد استغربت كثيرا للتغطية الاعلامية الباهتة ...فتاة قاصر تنحدر من منطقة تنغيرتعرضت للاغتصاب من طرف ثلاث شبان من نفس المنطقة واقبلت على الانتحار خوفا من المجتمع والعاروالشيء الذي حز في نفسي كبار القبيلة الذين يحبكون خيوط الصلح والتصالح بين اهل الضحية واهل الجناة للتوصل الى حل بتزويج القاصر من احد مغتصبيها والنفاد من العقاب بدريعة السترة وحفظ ماء الوجه فلماذا لا يثار النقاش حول هذه القضية ويسلط عليها الضوء الحقوقي والاعلامي لتكون قضية تانية تعيد النقاش في المغرب والعالم القروي خاصة حول مسالة اغتصاب القاصرات وتزويجهن طوعا او كرها,ثم ان على جميع الجهات ان تتحمل مسؤوليتها في اغتصاب الطفولة واغتصاب المراة وايضا الوضع الاجتماعي المتتردي وتهميش العالم القروي.... فما هو بارزاليوم هو مشكل القوانين المتخلفة التي يجب اعادة فتح النقاش حولها ,لان الاوضاع الاجتماعية في القرى واحزمة الفقر المحيطة بالمدن تتوفر على شروط الاعتداء على حقوق المواطنين خاصة القاصرات من النساء ,ان المشكلة تكمن في النظرة المتخلفة الى المراة فرغم انها قد استاطعت ان تحقق انجازات كبيرة في ميادين العمل والتعليم والحياة القانونية والاجتماعية,وان تصبح الى حد ما مكافئة للرجل في وضعياتها الاجتماعية والسياسية ,وعلى الرغم من موجة التغيرات العاصفة في موقع المراة ... فان الثقافة التقليدية السائدة مازالت تقف موقفا سلبيا ازاء المراة وجودا واداءا ومصيرا,فالرواسب الثقافية التي تضع المراة في موضع القصور والدنيوية مازالت في اوج قوتها ومازالت تجد ينابيع تاريخية,تجعل المراة سببا للعار فتزويج فتاة قاصر هو اضافة مشكل اخر ونحن نقتلها قبل ان تتنتحر,وبالتالي نحتاج الى قراءات جديدة في النص الديني حتى لا نبقى قابعين لتقافة متخلفة تجعل الرجل في الواجهة وتهمش المراة ..فلا يجب علينا تزوير الحقائق والا نقبل المغتصب في مجتمعنا ونكفن المغتصبة ..بل ينبغي المطالبة بسن قانون فعال حول العنف الاسري وان تلغى مقتضيات القانون الجنائي التي تسامح المغتصب وتجنبه الملاحقة القضائية اذا تزوج بضحيته لان هذا الفعل يؤكد شرعنة الاغتصاب.... ان قضية فاطمة ووئام الطفلة الصغيرة التي تعرضت للاعتداء وتشويه وجه البراءة فيها واطلاق صراح الجاني لا ينبغي السكوت عنها لاننا لم نتعلم من قضية امينة الفلالي.