تنظم الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية ، غدا الخميس بمقرها، ندوة علمية في موضوع "الخطاب النقدي: تجارب ورؤى" بمشاركة نقاد وأكاديميين وباحثين جامعيين. وتهدف هذه الندوة، المنظمة بتنسيق مع اتحاد كتاب المغرب- فرع الرشيدية، إلى استجلاء الخطاب النقدي بمختلف الأجناس الأدبية فضلا عن تكريس تقليد يروم الاحتفاء بالأسماء النقدية المغربية وبالأدب المغرب نسائه ورجالاته مع تشريح وخلخلة النصوص النقدية المنفتحة على النظريات الحديثة وجعل الكلية متعددة التخصصات فضاء لتلاقح التجارب النقدية الهادفة وفتح النقاش بين الباحثين والمهتمين . وحسب المنظمين، فإن تنظيم هذا اللقاء يأتي في سياق الدينامية المعرفية والثقافية التي يعرفها سؤال النقد بالمغرب ليجسد لحظة تفكير وحوار وإنصات، تطمح إلى استشراف وعي نقدي جديد، ذلك أن في منطق الأسئلة تنفتح إمكانيات جديدة للتفكير. و جاء في الورقة التقديمية لهذا اللقاء العلمي أن الندوة تروم مقاربة عدد من الإشكاليات التي يطرحها الخطاب النقدي المغربي المعاصر، من خلال تشريح تجارب نقدية متعددة، بهدف رسم الخرائط المعرفية لشكل ممارستها النقدية، سواء على مستوى المرجعيات أو المفاهيم، بما يساهم في كشف مسار تحولات الخطاب النقدي المغربي المعاصر من زاوية تغير أنساقه ومنعطفاته. وأبرزت أن التراكم المنهجي والنسقي للخطاب النقدي المغربي المعاصر، قد فرض نفسه في مجال التداول المعرفي سواء على الصعيد الأكاديمي داخل الجامعة وخارجها، أو على الصعيد الثقافي المرتبط بمحفل الصحافة الأدبية والثقافية، في المغرب وفي العالم العربي، وهذا ما يفرض الحاجة إلى التأمل النظري في هذه الممارسة النقدية، والتفكير المعرفي في تفكيك استراتيجياتها المنهجية في القراءة وبناء المفاهيم وتوظيف المرجعيات النظرية، بما يسمح بالكشف عن الإمكانات النظرية والمنهجية التي تتيحها في قراءة النصوص، وأيضا معرفة حدودها الابستيمولوجية التي تفرضها شروط سياقاتها الثقافية والاجتماعية. وتكمن أهمية هذا التفكير المعرفي والتاريخي في الخطاب النقدي، تضيف الورقة، في كونه يساهم في عقلنة الممارسة النقدية بجعلها تعي سياقات إنتاجها وشروطها الممكنة، بما يتيح لها فهم وظيفتها المعرفية، والوعي بمرجعياتها النظرية في أصولها الفلسفية والاجتماعية، وتدقيق مقارباتها، وهو أمر تفرضه ضرورة الملاءمة الإبستيمولوجية، والطبيعة الإشكالية للخطاب النقدي. ويتضمن برنامج الندوة تقديم قراءات لعدد من الروايات والمؤلفات الأدبية من قبيل "علبة السرد" لعبد الرحيم جيران، و"مرجعيات بناء النص الروائي" لعبد الرحمن التمارة، و"التخييل الذاتي" لزهور كرام، و"سيميائيات التظهير" لعبد اللطيف محفوظ، و"سرديات ثقافية" لمحمد بوعزة، و"ضالة المفتون بالشعر الملحون" لزايد وهنا، علاوة على تنظيم حفل توقيع للإصدارات الجديدة للنقاد المشاركين.