أخفق فريق الدفاع الحسني الجديدي في الحفاظ على مساره الموفق الذي رسمه في مرحلة الذهاب من بطولة هذا الموسم، حيث سجل فارس دكالة خلال الدورتين الأخيرتين نتيجتين سلبيتين على التوالي أمام كلا من شباب المحمدية وحسنية أكادير جعلته يبتعد كثيرا عن الريادة التي يعض عليها حاليا النسور الخضر بالنواجد· بل إن حظوظه في المنافسة على اللقب أو على الأقل ضمان مقعد متقدم في سلم الترتيب باتت ضئيلة بالنظر إلى الصحوة الجديدة لعدد من الأندية في مقدمتها الوداد البيضاوي الذي إرتقى إلى المركز الثالث· الورقة التالية ترصد الأسباب الظاهرة والخفية وراء تراجع مسيرة الدفاع الذي فقد بوصلته داخل البطولة· عقم الهجوم: كشفت الدورات الأخيرة عن وجود خلل وقصور في هجوم الدفاع بسبب ضعف الرصيد البشري الحالي للخط الأمامي للفريق بعدما تعذر على الدفاع الجديدي تأهيل الدولي الرواندي سيد عبيد مكاسي وابتعاد لهوا عن الملاعب لثلاثة أشهر بسبب إصابته بكسر في الكاحل· يضاف إلى ذلك تراجع أداء المهاجمين سلماجي ولاطير وافتقاد بورجي للياقة تنافسية كافية مما جعل الفريق الدكالي يجد صعوبة كبيرة في بلوغ شباك الخصوم· ولم يغتنم المسؤولون الدفاعيون فرصة افتتاح الميركاتو الشتوي الأخير لتعزيز هجوم الفريق وإكتفوا بجلب لاعبين يشغلان مركز وسط الميدان يفتقران إلى رصيد كاف من التباري والمنافسة· غياب الإستقرار: وجد الدفاع الجديدي نفسه مجبرا في الكثير من المناسبات على خوض منافسات البطولة منقوصا من خدمات عدد من لاعبيه الرسميين إما بسبب لعنة الأعطاب أو لجمعهم أربع بطاقات صفراء، مما انعكس سلبا على الأداء العام للمجموعة الدكالية التي غاب عنها الإنسجام والتناغم لعدم جاهزية اللاعبين البدلاء الذين كانوا يعوضون الرسميين· اختلالات تكتيكية: رغم المدة الطويلة التي قضاها المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي بالجديدة، لم يستطع حتى الآن ترسيخ نهج تكتيكي واضح المعالم داخل فريقه، فضلا عن فشله في توظيف اللاعبين توظيفا جيدا على رقعة الملعب· ونسوق هنا نموذجين على ذلك هنا عبد الواحد عبد الصمد الذي حوله من متوسط الدفاع إلى وسط ميدان دفاعي دون أن يتأقلم إبن الرجاء سابقا مع هذا المركز الجديد الذي اعتاد أوصياغ شغله وكذا الشاب الدمياني الذي جربه براتشي في مختلف مواقع اللعب ما عدا مركزه الأصلي· تراجع أداء المايسترو: فرض ألم مزمن في الظهر يشكو منه العميد الدكالي المخضرم رضا الرياحي على هذا الأخير الإبتعاد إضطراريا عن فريقه في عدة مباريات كما أثرت هذه الإصابة على أداء فتى دكالة المدلل الذي لم يظهر هذا الموسم بمستواه المعهود خاصة في الدورات الأخيرة من مرحلة الإياب، وكان من الطبعيي جدا أن تتأثر نتائج الفريق الجديدي بغياب وتراجع عطاء قائده الرياحي الذي يبقى حضوره ضروري داخل النادي خاصة وأن جل اللاعبين مازالوا محتاجين إلى خبرة وتجربة المايسترو الجديدي· توقف البطولة: لم تخدم التوقفات المتكررة للبطولة الوطنية مصالح الدفاع الجديدي الذي وجد نفسه مجبرا على الخلود للراحة لدورات عديدة، مما أفقد الفريق الدكالي حماسه وكسر إيقاعه داخل البطولة وقد بدا التأثير واضحا من خلال تدني مستوى بعض اللاعبين في المقابلات الأخيرة· ضعف الطراوة البدنية: على عكس مرحلة الذهاب، ظهر نوعا من الإرهاق والعياء على جل لاعبي الدفاع الجديدي خلال الشطر الثاني من البطولة، إذ وجدت العناصر الدكالية صعوبة كبيرة في مسايرة إيقاع المباريات الأخيرة ربما لعدم إستفادة الفريق من فترة كافية من الإعداد البدني قبل إنطلاق الموسم الكروي، وغياب الصرامة والجدية أثناء الحصص التدريبية، ونتيجة لذلك تعرض بعض اللاعبين لإصابات مختلفة أبعدتهم عن الفريق في فترات سابقة· الضغط الجماهيري: بعد إحراز الدفاع على لقب الخريف الفخري كبرت أطماع الدكاليين وتضاعفت معها مسؤولية اللاعبين، لكن دون أن تواكب هذا الإنجاز الرمزي تعبئة شاملة وحقيقية لمكونات النادي حيث ظل الحضور الجماهيري ضعيفا بملعب العبدي، في حين اختارت فئات أخرى ممارسة الضغط على الفريق المحلي لتحقيق نتائج إيجابية· وحينما واجه الدفاع حالة استعصاء رقمية أنحى الجمهور الجديدي باللائمة على اللاعبين الذين دب الشك في أقدامهم·