قريبا سنودع سنة 2008 بأشهرها وأسابيعها وأيامها لنطوي مرحلة مرت ونقصت من حياتنا، سنة بأفراحها وأحزانها وأحداثها، وكل واحد منا وهو يحصي مخلفاتها لابد وأنه يقف على الأشياء الجميلة التي تحققت على المستوى الشخصي، والأكيد أن كلنا إنتابته أيضا لحظات لم تكن سهلة وتلك هي سنة الحياة·· وعندما تحصي أيضا لعبتنا الشعبية كرة القدم والمستديرة التي سلبت عقولنا أكيد أننا سنصاب بكثير من الأسى والحزن على سنة مرت بيضاء بلا طعم ولا مذاق وبلا ألقاب، سنة أخرى مرت على الجمهور المغربي جد عصيبة على مستوى المنتخبات والأندية وجسدت التراجع الكبير الذي ضرب أطناب الكرة المغربية· مرت سنة وسماء كرتنا مكفهرة، سحبها ملبدة بالإخفاقات والكبوات، حتى أننا بحثنا عن نقطة ضوء في هذا النفق المظلم الذي دخلته، لكن السوداوية هي التي غلبت، فشاء منتخب الكبار إلا أن يخرج خاوي الوفاض من كأس أمم إفريقيا بغانا وقدم أحد أسوء عروضه في هذه المنافسة القارية بخروج صاغر من الدور الأول، ولحق به المنتخب المغربي الأولمبي الذي أبى إلا أن يدير ظهره للأولمبياد ومعه أيضا كان منتخب الشبان الذي أقصي أيضا في التصفيات الإفريقية وسار منتخب السيدات على نفس الدرب عندما أقصي من التصفيات الإفريقية والأولمبية، وأخيرا إقصاء المنتخب المحلي في آخر دور إقصائي لنهائيات كأس إفريقيا للمحليين بكوت ديفوار أمام ليبيا· وأبت الأندية الأخرى إلا أن تعض بالنواجد على شيء إسمه الإخفاق ورفعت شعار لا للألقاب وكرست العقدة التي أضحت تلاحقنا مع البوديوم، فهذا دوري أبطال إفريقيا يخرج منه الجيش خروجا مذلا من الدور التمهيدي على يد فريق مغمور من الرأس الأخضر إسمه سبورتينغ برايا، ومعه أيضا خرج أولمبيك خريبكة من نفس المسابقة، العدوى نقلها هذا الفريق إلى كأس الإتحاد الإفريقي، حيث ضيع هذه التزكية وأقصي أيضا إلى جانب الرشاد البرنوصي، وعندما تشبتنا بالأمل في دوري أبطال العرب لأننا شاركنا في هذه المنافسة التي لا تجمع الأندية العربية القوية وغير معترف بها من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم أصابتنا الخيبة رغم أننا قدمنا أفضل ما لدينا من باكورة نوادينا، الرجاء والوداد لم يقويا على جعل الحلم العربي حقيقة، فرضي الفريق الأحمر بمركز الوصافة، فيما توقف قطار الفريق الأخضر قبل مرحلة المربع الذهبي· تلك هي حكاية سنة 2008، حكاية أكيد أنها تذرف الدموع لكل غيور على الكرة المغربية وتحزن كل فرد قلب وتصفح أوراق سجلها الكروي لهذه السنة العامرة بالمشاكل والأزمات، فلا مدربونا إستطاعوا أن يصلوا إلى الحد الأدنى من الكرامة مع رؤسائهم ويسلموا من نزواتهم ومن مقصلة الإهانة التي تظل تهددهم، ولا ملاعبنا سلمت من الشغب أو توفرت بها شروط السلامة·· اللاعبون غارقون في المشاكل المادية وضعف المداخيل والأندية تدفع ثمن برمجة مهزوزة وعقوبات متناقضة ومباريات أسيرة أخطاء حكام، وبطولة في الأخير تسير مشية البطة البدينة لبلوغ شط التأهيل والإحتراف اللذين ننشدهما منذ فترة طويلة· هكذا أريد لهذه السنة التي نودع أن تكون بذات الرقم الصفر على مستوى الألقاب، والذي يحيل إلى أنها كانت سنة كارثية على مستوى العطاء، فاشلة أيضا على مستوى الحصيلة، وككل نهاية سنة نعيد نفس الأسطوانة، أسطوانة تهنئة مسؤولينا مادام الإخفاق يلازمنا على نفسهم الطويل ونتائجهم القيمة وبراعتهم في الصمود رغم الفشل، وأسطوانة الأمل في غذ مشرق وسنة جديدة حبلى بالنتائج التي تعيد البسمة الضائعة للجمهور المغربي·