أبو عباد الله·· مع خالص حبي تعذر علي أن أكون برفقة زملائي الإعلاميين وأصدقائي داخل العائلة الرياضية، في حفل مبسط، قصد بإيعاز من ثقافة الإعتراف، تكريم الزميل مصطفى أبو عباد الله، وهو يبلغ سن التقاعد ويغادر مؤسسة "ماروك سوار" التي عمل بصحيفتها >لوماتان< لأربعين سنة كاملة·· ومع عذر لم أقصده بقدر ما قصدني، حز في نفسي أن لا أكون بين الذين إحتفوا بالصدقية والمهنية والحب بزميل عزيز يعرف جيدا ما يصلني به من وشائج، ما يجمعني به من أحاسيس، وما نتوحد بداخله مهنيا وإنسانيا، فقد كان الأخ والصديق مصطفى أبو عباد الله، وماوزال وسيظل، ما أراد لنا الله أن نعيش على هذه الأرض، بمكانة خاصة لدي، حتى أننا كلما تهاتفنا أو تلاقينا، لم نكن بحاجة لأن نستعرض مسلمات وبديهيات الحب ومجاملات التحايا، لأن ما كان بالذات يصلني ويصله، أقوى بكثير من أن يعبر عنه·· في اللحظة التي عرفت فيها مصطفى أبو عباد الله، شعرت أنني أعرفه منذ زمن بعيد، قد أكون تفرست ملامح جديدة، شكلا جديدا، ولكن ما كان من صميم حوار القلوب والعقول كان موغلا في الزمن، واليوم وأنا أدعى بكامل التلقائية التي ينسجها القلب راغبا غير مرغب، إلى أن أتحدث عن مصطفى أبو عباد الله الزميل والإنسان والكاريزما، أحس أنني لن أقول ما هو من صميم أخلاقه وخصاله، فالكلمات مهما كانت رحبة كالبحار، شاهقة كالجبال، تكون قاصرة أحيانا عن التعبير·· إعلاميا كان للزميل مصطفى أبوعباد الله فلسفته، خارطة طريقه، مدنه الصغيرة بحدودها وتضاريسها، كان يرسل ضوء الصباح ونيزك الليل من وحي روحه التي تطفح بالعيد، بالفرح وبالتفاؤل·· وإنسانيا كان ومازال مصطفى أبو عباد الله، مدرسة في تحريم الحقد على النفس، في وقت تجرك الأنفس الخبيثة إلى ما لا ترضى عنه العقول والتربية· كانت هذه هي الكلمات التي لو أسعفتني الظروف لقلتها للأمانة وللموصول بيننا من حب ووفاء لزميلي العزيز مصطفى أبو عباد الله، الذي يعرف جيدا أن له منزلة خاصة بقلبي· كنت سأقولها في عيده، في يوم تكريمه، وليس في حفل تقاعده، لطالما أنني أؤمن أن المبدعين لا يتقاعدون، إنهم موكلون من سلطة الإبداع ليظلوا مرابطين في ساحات الخلق والتنوير إلى أن يأخذهم الله إلى جواره، وما أحسنه من جوار·· دعاء من القلب إليك أخي مصطفى أبو عباد الله، أمدك الله بالصحة والعافية وحبب خلقه فيك، وأعطاك القوة من عنده لتظل مصباحا منيرا في دروب الصحافة والرياضة·