الإنجاز ساهمت فيه كل مكونات الفريق، والجماهير الودادية شكلت الفارق توشاك منح الثقة للاعبين و كانت بصمته واضحة على الفريق عبر وليد الكارتي النجم الصاعد للوداد البيضاوي عن سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بلقب البطولة الإحترافية، وأضاف في هذا الحوار الذي خص به جريدة «المنتخب» بأن الفوز باللقب لم يأتي بمحض الصدفة بل كان وراءه عمل كبير ساهمت فيه كل مكونات الفريق الأحمر من مكتب مسير وطاقم تقني وطبي ولاعبين إلى جانب الجماهير الودادية التي كانت العلامة المميزة هذا الموسم بحضورها ودعمها اللامشروط لفريقها، وأكد كذلك ابن خريبكة بأن الوداد خلق من أجل المنافسة على الألقاب، ولذلك يجب في نظره إستثمار هذا الإنجاز الجديد من أجل بناء مستقبل أفضل والعودة بقوة للواجهة القارية في الموسم المقبل، كما تحدث كذلك عن طموحاته المستقبلية وعن مجموعة من المواضيع التي نكتشفها معا في هذا اللقاء مع هذا النجم الذي تألق سواء مع الوداد أو كذلك المنتخب الأولمبي. - المنتخب: نهنئك أولا بهذا التتويج بلقب البطولة؟ الكارتي: شكرا جزيلا، وبدوري أقدم التهاني لكل الوداديين الذين يستحقون بالفعل هذا التتويج باللقب رقم 18 في تاريخ الفريق. - المنتخب: التتويج جاء قبل دورة من نهاية البطولة فكيف كانت الإستعدادات لمباراة أكادير؟ الكارتي: كالعادة كانت الإستعدادات بكل جدية، وكانت لدينا رغبة قوية لتحقيق نتيجة إيجابية بالرغم من خوضنا للمباراة خارج القواعد، كنا بحاجة لنقطة وحيدة من أجل حسم اللقب لصالحنا، لكننا وكعادتنا لعبنا المباراة بهدف الفوز، كنا عازمين على الفوز لإرضاء هذه الجماهير الغفيرة التي انتقلت معنا لمدينة أكادير، لم يكن بإمكاننا أن نخذل هذه الجماهير التي ساندتنا في كل المحطات هذا الموسم، أظن بأننا قدمنا مباراة قوية تليق باسم حامل اللقب، وهذا الفوز مستحق وتتويجنا باللقب نستحقه ونهديه لكل الوداديين سواء داخل الوطن أو خارجه. - المنتخب: متى أحسستم بأن لقب البطولة بات قريبا منكم؟ الكارتي: الفوز ببطولة الخريف منحنا شحنة معنوية و فرض علينا مضاعفة الجهود للحفاظ على هذا السبق وإضافة مزيد من النقط لرصيدنا، ومع توالي الدورات واستمرارنا في الصدارة بدأ الحلم يكبر لدى اللاعبين وكل مكونات الفريق، وبدخول الثلث الأخير من البطولة رفعنا من الإيقاع، صادفتنا بعض المباريات القوية لكننا اجتزناها بأقل الخسائر، بل وبنجاح في بعض الأحيان، في الدورات الأخيرة حققنا انتصارات متتالية، وبهزيمة خريبكة أمام النادي القنيطري تأكدنا بأن اللقب أصبح في متناولنا. - المنتخب: هذا الموسم عاد الوداد للسكة الصحيحة بالمنافسة على الألقاب، فكيف ترى هذا التحول في مسيرة الوداد؟ الكارتي: هو تحول جد مهم، فالوداد فريق كبير وعريق وخزانته غنية بالألقاب الوطنية والدولية، والوداد لم يخلق من أجل تنشيط البطولة ولعب الأدوار الثانوية، وإنما تأسس من أجل المنافسة على الألقاب، لذلك فإن هذه العودة القوية للوداد هي عودة طبيعية وتؤكد بالفعل بأن الفرق الكبيرة تمرض لكنها لا تموت، وحتى في المواسم الأخيرة حين مر الفريق بفترات تميزت بعدم الإستقرار فإنه ظل منافسا قويا، وكل الأندية التي تواجهه كانت تضرب له ألف حساب، والوداد سيظل قويا وشامخا بلاعبيه وجماهيره وكل رجالاته. - المنتخب: بالنسبة لك، لاحظنا تحسنا كبيرا على مستوى أدائك، فما هي الأسباب التي ساهمت في تطور أدائك؟ الكارتي: هذا الموسم كانت كل الظروف مساعدة على العمل والإجتهاد وبذل مزيد من الجهد والعطاء بكل سخاء، فالعامل النفسي كان مهما بالنسبة لي شخصيا، حيث ساعدتني الأجواء الإيجابية على تطوير مؤهلاتي وتقديم كل ما لدي في كل المباريات التي كنت أشارك فيها، فهذا الإستقرار الذي مر منه الفريق سواء على المستوى الإداري والتقني شكل عاملا محفزا ومشجعا، هذا دون إغفال المنافسة الشريفة مع باقي العناصر والتي من دونها لا يمكن لأي لاعب أن يثابر ويبذل جهودا مضاعفة من أجل ضمان رسميته. - المنتخب: إختارتك الجماهير الودادية كأفضل لاعب في مجموعة من المباريات، ماذا يعني لك ذلك؟ الكارتي: هذا تشريف بالنسبة لي لكنه تكليف أيضا، فهذا الإختيار يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي ويفرض علي أن أكون دائما في المستوى حتى أتمكن من إرضاء الجماهير الودادية، شخصيا أحترم ذوق الجماهير الودادية كثيرا كما أني أقدر اختياراتها، وأشكرها جزيل الشكر على دعمها ومساندتها لي في كل المباريات، كما أشكر كذلك أصدقائي اللاعبين على تشجيعاتهم ونصائحهم لي، فمن دون هذه التوجيهات وهذه التشجيعات لن يكون بإمكاني الوصول لهذا المستوى الذي وصلت إليه هذا الموسم، وهذا يفرض علي وضع رجلاي في الأرض وبذل المزيد من الجهد لكي أظل عند حسن ظن الجميع وخاصة الجماهير الودادية. - المنتخب: شاركت مع المنتخب الوطني الأولمبي في مجموعة من التربصات، ألا يشكل لك ذلك بعض المشاكل مع فريق الوداد؟ الكارتي: لا بالعكس فالتواجد مع المنتخب يجعلني أحس بنوع من الإرتياح، فأي لاعب يتمنى أن يحمل قميص المنتخب ويدافع عن ألوانه، وداخل المنتخب نعيش أجواء مختلفة مع أصدقاء آخرين، قد تكون المعسكرات الإعدادية للمنتخب الأولمبي لم تخدم مصالح فريق الوداد بحكم تواجد عدد مهم من لاعبي الفريق ضمن صفوف المنتخب، لكن تجربة المنتخب تبقى جد مهمة وتساهم في تطوير مؤهلاتنا واحتكاكنا مع مدارس أخرى من خلال المشاركة في دوريات ومباريات ودية خاصة مع منتخبات إفريقية. - المنتخب: الجمهور الودادي عاد بقوة هذا الموسم، فما هو حجم تأثير الجماهير الودادية على نتائجكم هذا الموسم؟ الكارتي: الجمهور الودادي كان له دور كبير في تغيير صورة الفريق وظهوره بهذا المستوى المشرف، فالجمهور كان هو اللاعب رقم 12، فهو المساند الرسمي للفريق وللاعبين سواء داخل الميدان أو خارجه، فحينما ندخل لأرضية الميدان ونشاهد هذا الحضور الجماهيري الكبير وهذه التيفوات وكل تلك الإحتفالية التي تصنعها الجماهير الودادية بالمدرجات فإن الحماس يزداد ويتضاعف، فقوة الوداد في هذا الحضور الجماهيري الذي كان وراء تغيير نتائج المباريات لصالحنا من خلال تشجيعاته لنا وكذا ضغطه على خصومنا، وإن كان الوداد لم يتعرض لأية هزيمة داخل قواعده هذا الموسم فإن الفضل كله يعود لهذه الجماهير الوفية والتي مهما قلنا في حقها فلن نوفيها جزءا من هذه التضحيات التي تقدمها لفريقها. - المنتخب: وماذا عن الإضافة التي منحها المدرب توشاك للوداد هذا الموسم؟ الكارتي: المدرب توشاك مدرب عالمي له تجربة كبيرة في الملاعب الأوربية، صحيح أن هذه أول تجربة له بإفريقيا وبالمغرب بصفة خاصة، لكنه استطاع التأقلم مع الأجواء بشكل سريع، وفي ظرف وجيز تعرف على الكرة المغربية وفهم عقلية اللاعب المغربي كذلك، المدرب توشاك لا يحتاج لمن يتحدث عنه فرصيده التاريخي يتكلم عنه، في أول موسم له نجح مع فريق الوداد، لقد منح الثقة للاعبين وزرع فيهم الحماس والرغبة في الفوز، الرجل يتمتع بشخصية قوية وبقدرة فائقة على قراءة المباريات وتغيير مجرياتها، إنه بالفعل مدرب كبير ومن دون شك فإن بصمته كانت واضحة على الفريق هذا الموسم. - المنتخب: في الدورات الأخيرة إشتدت المنافسة على اللقب، فكيف عشتم اللحظات الأخيرة من عمر البطولة؟ الكارتي: كانت لحظات صعبة، لقد عشنا فيها الكثير من الضغوط، فالثلث الأخير من البطولة كان صعبا بالنسبة لنا، خاصة مع توقف البطولة لفترة طويلة وهذا ما أثر على إيقاع الفريق، وبمجرد عودتنا للمنافسات كان علينا مواجهة أندية قوية كانت تنافس بدورها إما على اللقب أو لتفادي الهبوط للقسم الثاني، لكن والحمد لله بفضل الجدية والقتالية وروح الفريق التي تحلت بها المجموعة استطعنا تحقيق نتائج إيجابية حافظنا بها على صدارتنا للترتيب، في بعض اللحظات اقترب منا أولمبيك خريبكة وأصبح يشكل ضغطا علينا لكننا كنا واثقين من إمكانياتنا ومن قدرة المجموعة على كسب هذا الرهان وتحدي كل هذه الصعوبات التي صادفتنا في طريقنا. - المنتخب: وماذا عن مستوى بطولة هذا الموسم؟هل لاحظت نوعا من التطور؟ الكارتي: البطولة هذا الموسم كانت في المستوى، حيث لاحظنا نوعا من التطور بالمقارنة مع المواسم السابقة، هناك تقارب كبير بين أغلب الأندية التي تشكل البطولة الإحترافية، كما أن المنافسة على اللقب لم تحسم إلا في الدورتين الأخيرتين، ونفس الشيء ينطبق على أسفل الترتيب، إذ لم يعرف الفريقان المغادران للقسم الأول إلا في آخر الدورات، كان من الصعب جدا التكهن بنتيجة أية مباراة قبل إجرائها، ومثلا فريق الوداد لم يستطع التغلب على المغرب الفاسي بالرغم من معاناة هذا الأخير على مستوى أسفل الترتيب، وهذا يؤكد أن المستوى جد متقارب، أغلب المباريات طبعها الحماس واستمرت الإثارة إلى آخر الأنفاس، كما أن الحضور الجماهيري كان مميزا وساعد بدوره على الرفع من مستوى وحضور الفرجة في كثير من المباريات. - المنتخب: في نظرك، ما هي العوامل التي ساعدت الوداد على النجاح هذا الموسم؟ الكارتي: كما أشرت لذلك سابقا فإن تلاحم المجموعة بقيادة مدرب مقتدر من قيمة توشاك، هي من بين أهم العوامل التي ساعدتنا على النجاح، لقد اشتغلنا كأسرة واحدة، فلا فرق بين لاعب رسمي وآخر احتياطي، الكل كان يعمل من أجل مصلحة الفريق، ومن جهة أخرى فالمكتب المسير بقيادة السيد سعيد الناصري قام بدوره بمجهودات كبيرة لإعادة الفريق للسكة الصحيحة، حيث وفر جميع الظروف الملائمة وكذا الإمكانيات المادية الضرورية، كما أن العودة القوية للجماهير الودادية ومساندتها اللامشروطة وتلاحم كل مكونات الفريق كلها عوامل مكنتنا من السير بخطى ثابتة نحو اللقب، منذ بداية الموسم كان التخطيط الجيد والمحكم وتم وضع استراتيجية العمل من طرف السيد الناصري، وهذا العمل الكبير أعطى أكله وثماره بفضل تظافر جهود كل الوداديين. - المنتخب: البعض يرى بأن تراجع مستوى أندية كبيرة مثل الرجاء والجيش هو ما سهل المهمة على فريق الوداد؟ الكارتي: لا أظن ذلك، فهذه الأندية تتوفر بدورها على لاعبين متميزين، ربما لم تستطع مسايرة إيقاع البطولة لأن باقي الأندية الأخرى تطورت بدورها وأصبح طموحها أكبر في المنافسة على الألقاب، وكما قلت لك سابقا فإن هناك تقارب كبير في المستوى بين كل الأندية التي شكلت البطولة الإحترافية، ولم يعد هناك فرق بين الأندية التقليدية التي كانت تنافس على الألقاب وباقي الأندية الأخرى، وفريق الوداد كان أفضل تنظيما، وقد يبتسم لك الحظ في مباراة أو مباراتين لكن أن تنجح في الحفاظ على الصدارة منذ الدورات الأولى من البطولة، فهذا يزكي قوة الوداد هذا الموسم بالمقارنة مع باقي منافسيه. - المنتخب: التتويج باللقب يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، فهل بإمكانكم الحفاظ على هذه المكتسبات؟ الكارتي: كما يقال البقاء في القمة أصعب من الصعود إليها، نعلم جيدا بأن الوداد سيكون هدفا لكل الأندية التي سترغب في الإطاحة به في الموسم المقبل، وهذا يتطلب منا بذل جهود مضاعفة للحفاظ على هذه المكتسبات، المهمة لن تكون سهلة وهذا سيكون تحدي من نوع آخر ليس بالنسبة للاعبين وإنما بالنسبة لكل مكونات الفريق التي يجب عليها استثمار هذه الإنجازات التي تحققت هذا الموسم من أجل ضمان مستقبل أفضل لفريق كبير من حجم الوداد وكما قلت سابقا فإنه خلق من أجل الألقاب. - المنتخب: الموسم المقبل ستشاركون في عصبة الأبطال الإفريقية، فكيف ترى هذه التجربة الجديدة بالنسبة لكم؟ الكارتي: هي تجربة مهمة ومفيدة بالنسبة لنا، أتمنى أن نكون في المستوى ونتمكن من تمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل، فيجب ألا نكتفي بالتتويج على المستوى المحلي لأن الطموح بدأ يكبر لدى اللاعبين وكل مكونات الفريق خاصة الجماهير الودادية التي تتوق لعودة فريقها للتألق على المستوى القاري، فآخر مرة توج فيها الوداد بلقب البطولة استطاع أن يبلغ المباراة النهائية لعصبة الأبطال، حيث خسرها بصعوبة أمام الترجي التونسي، أظن بأن الوداد قد تغير هذا الموسم نحو الأفضل وأصبحت لديه كل المقومات التي ستمكنه إن شاء الله من الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية. - المنتخب: بعد التتويج بهذا اللقب ماهي الطموحات المستقبلية بالنسبة لك؟ الكارتي: هذا التتويج يضاعف من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا تجاه الجماهير الودادية التي أصبحت حاليا تعلق علينا آمالها الكبيرة، نعلم بأنه لم يعد مسموحا لنا بالتراجع عن هذه المكتسبات التي تحققت هذا الموسم، هذه هي بداية العودة لسكة الألقاب بالنسبة لجيل جديد من اللاعبين، أظن بأن الموسم المقبل سيكون أصعب، حيث سنشارك على عدة واجهات علينا أن نستعد بشكل جيد ونكون جاهزين لكل التحديات التي تنتظرنا، وإن شاء الله سنكون في الموعد وهدفنا المنافسة بقوة على الألقاب المحلية وكذا عصبة الأبطال الإفريقية لنرضي جماهيرنا العريضة التي تنتظر منا الشيء الكثير. - المنتخب: هل تفكر في خوض تجربة احترافية خارجية، وما هي البطولة التي تفضلها؟ الكارتي: حاليا لا أفكر في هذا الموضوع فلدي رغبة لتقديم مزيد من العطاء والتألق رفقة الوداد والمساهمة في تحقيق مزيد من الألقاب، الموسم المقبل تنتظرنا عصبة الأبطال الإفريقية أتمنى أن نتوج بلقبها ونشارك في كأس العالم للأندية، لكن الأكيد أن طموحي لن يقف عند هذا الحد فمثل أي لاعب طموح، أتمنى أن أتألق وأطور مؤهلاتي مع فريق الوداد وبعدها سأفكر في العروض الإحترافية التي يمكن أن أتوصل بها، وأفضل الليغا الإسبانية التي تعتبر من أقوى البطولات على المستوى العالمي.