الوداد للزحف نحو اللقب، والرجاء لإثارة العجب النقاط غالية والجماهير لصنع الفرجة جايا تتجه أنظار عشاق الكرة المغربية بعد غد السبت للدار البيضاء، وبالضبط لمركب محمد الخامس حيث يتقابل قطبا العاصمة الإقتصادية الرجاء والوداد في قمة الدورة 25 من البطولة الإحترافية، المباراة ستحبس الأنفاس كما ستستقطب لمتابعتها جماهير غفيرة من أنصار الفريقين ممن أحبوا فريقيهما حد الجنون، كيف لا ومنذ أن قص شريط أول ديربي بين الفريقين إزدادت شعبيته من سنة لأخرى حتى أصبح من بين أشهر الديربيات على الصعيد العالمي.وإذا كان ديربي الذهاب قد حسم لفائدة الوداد فإن ديربي الإياب سيحمل طابع الثأر والإثارة بالنسبة للرجاء المنتشي بفوزه على كايزر شيفس في عصبة الأبطال فكيف يستعد الفريقان لهذه القمة؟ وما هي الترتيبات المتخذة لإنجاح هذا العرس الكروي المغربي بامتياز؟ وهل سيحافظ الوداد على إيقاعه التصاعدي أم سينجح النسر الأخضر في وقف المد الأحمر؟ وضعية الفريقين يشكل الديربي البيضاوي قمة الدورة الخامسة والعشرين من البطولة الإحترافية بدون منازع، وفي كل مرة يلتقي الفريقان العملاقان فإن أنظار الجماهير المغربية تتجه صوب المركب الرياضي محمد الخامس، فالكل ينتظر صافرة نهاية المباراة لمعرفة الفريق الفائز.. وتكتسي هذه المباراة الساخنة التي تأتي في عز الربيع أهمية بالغة بحكم الصراع الأبدي الدائر بين الغريمين وذلك بالرغم من اختلاف وضعيتهما اليوم على مستوى سبورة الترتيب، حيث يأتي ديربي الإياب هذه السنة في ظرفية خاصة جدا بعد أن سجل الوداد عودته القوية للمنافسة على لقب البطولة، ويتصدر الترتيب برصيد 45 نقطة مع مباراة مؤجلة سيجريها يوم الأربعاء القادم أمام المغرب التطواني، وبالمقابل فإن الرجاء ضيع الكثير من حظوظه في المنافسة على اللقب بفعل هزيمتين متتاليتين أمام المغرب الفاسي وحسنية أكادير، في رصيده 33 نقطة فقط مع مباراة مؤجلة سيخوضها أمام النادي القنيطري يوم الثلاثاء المقبل، ويطمح الفريق الأخضر باعتباره الطرف المستقبل للثأر لهزيمته في مباراة الذهاب بحصة هدفين لواحد، وبالتالي وقف سلسلة إنتصارات الفريق الأحمر، وعرقلة مسيرته نحو اللقب. طابع الثأر من جهة أخرى تكتسي هذه المباراة طابع الثأر بالنسبة للرجاء البيضاوي، وحسب تصريحات لاعبي الفريق الأخضر فإنهم عازمون على رد الإعتبار لأنفسهم من هذه الهزيمة غير المستحقة في نظرهم كما أبدوا إستعدادهم للفوز على الغريم وتزكية تأهلهم للدور الموالي من عصبة الأبطال الإفريقية، وفي الضفة الأخرى يراهن لاعبو الوداد بدورهم على تأكيد أحقيتهم باحتلال الصدارة، بل إنهم يعتبرون الفوز في الديربي أول مفاتيح الفوز بلقب البطولة الوطنية، للتذكير فإن الوداد حقق لحد الآن 12 انتصار و9 تعادلات وهزيمتين فقط في حين فاز الرجاء في تسع مناسبات وخسر ثماني مرات وتعادل في ست مباريات، و يحتل المرتبة الثامنة. صراع تكتيكي بين مدربين أهم ما يميز هذه المباراة هو تواجد مدربين محترفين مشهود لهما بالكفاءة باعتبار تجربتهما ومعرفتهما الدقيقة بمفاتيح لعب الطرف الآخر لذا فإن المباراة أصبحت مكشوفة لديهما وإن كان توشاك قد نجح في كسب مباراة الذهاب حين قاد فريقه للفوز بفضل توفره على تركيبة بشرية غنية، فإن المدرب روماو يبدو الآن أكثر معرفة بمؤهلات وإمكانيات لاعبيه وبالتالي أصبح بإمكانه إحراج الفريق الأحمر مع العلم أنه يتمتع بتجربة كبيرة على مستوى الديربيات حيث سبق له قيادة الفريقين نحو الألقاب، وعلى العموم ينتظر أن تشهد المباراة سجالا تكتيكيا بين مدربين يجيدان إستعمال الأسلحة والأسلحة المضادة في الأوقات المناسبة. مفاتيح اللعب تمكن الرجاء البيضاوي من استعادة جميع عناصره التي غابت عن المباريات السابقة والتي كانت تشكو من إصابات مختلفة ومنها الحافيظي والعقال وشاكو ثم الهاشيمي، وهذا ما سيمنح خيارات أكبر للمدرب روماو، من جهته يفتقد الوداد لخدمات محمد برابح والنجم الصاعد رضا هجهوج صاحب هدف السبق في مباراة الذهاب، وفي ظل هذه المتغيرات يظهر بأن الفريقين يوجدان حاليا في تمام جاهزيتهما لخوض مباراة كبيرة من هذا الحجم، الوداد سيراهن على الثلاثي الإفريقي المتكون من الهداف الغابوني ماليك إفونا ولاعب الوسط كوني ثم السهم الكونغولي فابريس، في حين سيركز المدرب البرتغالي على لاعبه الصالحي والزئبق الحافيظي العائد بقوة ثم المهاجم النيجيري أوساغونا الذي استعاد حاسة التهديف مؤخرا على الواجهة القارية. فرجة مضمونة ينتظر حضور جماهير الفريقين بأعداد غفيرة لتأثيث فضاء مركب محمد الخامس كما كان الحال في مباراة الذهاب، حيث أمتعتنا جماهير الفريقين بإبداعاتها التي أعادت للديربي تلك القيمة الفنية وتلك المكانة التي يستحقها كأحد أفضل عشر الديربيات على الصعيد العالمي، هذا الحضور الجماهيري المكثف سيضمن ولاشك الفرجة بالمدرجات، وسيتزين المركب مرة أخرى بتيفوات رائعة ومعبرة وكل وسائل التشجيع ما سيعطيه حلة جميلة،في حين ننتظر جميعا كمتتبعين أن يرتقي أداء اللاعبين لمستوى هذه القمة من خلال تقديمهم لمباراة كبيرة تليق بهذا العرس الكروي وتعطي صورة طيبة عن مستوى الكرة المغربية. الروح الرياضية الأكيد أن مباراة الديربي تبقى لها طقوسها وتقاليدها الخاصة بها والتي تستمد جدورها من التاريخ العريق لفريقين يشكلان قاطرة الكرة البيضاوية والمغربية بصفة عامة، ومهما كان الصراع بين الفريقين فإن المنافسة يجب أن تبقى في حدودها الرياضية لأن الفائز في مثل هذه المباريات هي الكرة المغربية التي تعتبر الكرة البيضاوية قاطرتها وأهم ركائزها، ونتمنى أن تسود الروح الرياضية داخل رقعة الميدان وفي المدرجات وأن نرتقي بمنتوجنا الكروي للمستوى الذي وصلت إليه الدول المتقدمة، ونود أن تشكل مباراة الذهاب بين الفريقين نموذجا من حيث التنظيم وكذا الروح الرياضية التي سادت بين جماهير الفريقين، لأن الديربي يعتبر العلامة والماركة المسجلة للكرة المغربية. إبراهيم بولفضايل خالد شجري