مر الرجاء البيضاوي مع بداية هذا الموسم بأزمة نتائج كان من تبعاتها الإنفصال عن المدرب بن شيخة في وقت مبكر والإستعانة بالبرتغالي جوزي روماو، لكن هذا التغيير كانت له انعكاسات سلبية على أداء الفريق ونتائجه في مجموعة من الدورات عجز خلالها النسور عن تحقيق نتائج إيجابية بل إنهم تعرضوا لهزائم قوية وغير منتظرة، هذا الإستعصاء كاد يعصف بالمدرب البرتغالي في بعض اللحظات، لكن بعد مرور الثلث الأول من البطولة جاءت الإستيقاظة واستعاد الفريق نغمة الإنتصارات ليتسلق الدرجات ما مكنه من تجاوز الأزمة وإنهاء مرحلة الذهاب في مركز الوصافة، وكالعادة فقد لعب الجمهور الرجاوي دورا هاما بوقوفه إلى جانب فريقه في الظروف الصعبة، حيث كان حاضرا بكل قوة في كل المباريات وساهم بقسط وافر في إعادة الثقة للاعبين وتجاوز مرحلة الفراغ التي دامت لفترة غير قصيرة. الإقصاء من كأس العرش يفرض تغيير الربان مع نهاية الموسم الماضي باحتلال الرجاء لمركز الوصافة وراء المغرب التطواني، استعان المكتب المسير للرجاء بالمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة ورأى فيه رجل المرحلة والشخص القادر على قيادة الفريق الأخضر نحو الألقاب وذلك لتاريخه الحافل ولنجاحه في أول موسم له مع الفريق الدكالي، وكعادته فقد دخل مكتب الرجاء سوق الإنتقالات بكل قوته وقام بانتداب أجود اللاعبين على الساحة الوطنية، وانطلقت الإستعدادات بمعسكر مغلق بالجديدة قبل الإلتحاق بالديار الإسبانية في إطار برنامج «رجاتور» والذي تميز بمجموعة من المباريات الودية الدولية، وبالفعل فقد كانت بداية الرجاء على مستوى البطولة جد موفقة بعد أن جمع الفريق سبع نقط من ثلاث مباريات ليحتل المرتبة الأولى، لكن الإقصاء من منافسات كأس العرش أمام العساكر كان كافيا لإقالة المدرب الجزائري بن شيخة وتعويضه بالبرتغالي روماو، هذا التغيير لم يخدم مصالح الفريق الأخضر وساهم بشكل كبير في تواضع نتائج الفريق، وهذا شيء طبيعي باعتبار حاجة اللاعبين للتأقلم مع أسلوب وطريقة المدرب الجديد، وحاجة الأخير لبعض الوقت لإيجاد التوليفة و التشكيلة المثالية التي يمكنها أن تجسد فكره داخل أرضية الملعب. أزمة نتائج ومرحلة فراغ إفتقد فريق الرجاء لعناصر وازنة رحلت عن الفريق وخاصة الثلاثي متولي، الراقي وياجور، فغياب هذه العناصر ترك فراغا كبيرا بتشكيلة الفريق ولم تتمكن العناصر البديلة من التأقلم بشكل سريع مع الأجواء، وغاب الإنسجام، ومع توالي النتائج السلبية ازداد الضغط على اللاعبين وغابت الفعالية والنجاعة الهجومية التي كانت تشكل نقطة قوة الرجاء وكثرت الأخطاء على مستوى الدفاع، وبتوالي المباريات استمر تراجع الفريق على مستوى الترتيب العام وبدأ الشك يدب في النفوس، بل إن هناك من شكك في قدرة المدرب البرتغالي روماو على إعادة الفريق للسكة الصحيحة، وفي ظل هذا الوضع عاش النسور مسلسلا من الضياع طيلة الثلث الأول من البطولة وطيلة هذه الفترة كان الفريق يبحث عن ذاته وعن الأسلوب الذي سيمكنه من تصحيح المسار. الجمهور الرجاوي العلامة المميزة حين دب الشك لبعض مكونات الفريق الأخضر، تحمل المدرب روماو كل أشكال الضغط، وظل مؤمنا بقدرات فريقه وأيضا بإمكانية العودة للسكة الصحيحة، وكان يحفز لاعبيه ويشجعهم بل ويدافع عنهم عند كل سقطة، ومع كل إخفاق كان المدرب البرتغالي يؤكد على تطور الأداء الفردي والجماعي وبأن الفريق قادم وسيتمكن من تحقيق النتائج الإيجابية باعتبار توفره على عناصر جيدة تعتبر الأفضل على الساحة الوطنية، هذه الرسائل ألتقطتها الجماهير الرجاوية وحافظت على هدوئها كما داومت على حضورها للملعب فالجمهور الرجاوي هو العلامة المميزة وكلمة السر التي أعادت النسور للسكة الصحيحة، لقد لعب المحبون والأنصار دورا مهما واستراتيجيا وساهموا بقسط وافر في تجاوز اللاعبين لهذه المرحلة العصيبة من خلال الحضور القوي في كل المباريات سواء داخل الميدان أو خارجه، فهذا الحضور الجماهيري هو الذي شكل حافزا مهما للعناصر الرجاوية وأيضا للطاقم الفني وللمكتب المسير في أحلك الظروف وأصعبها. البحث عن الدكليك بحث النسور عن الدكليك وعن الفوز الأول الذي يمكن أن يخلصه من هذه السلسلة من النتائج السلبية ويعيد الثقة للاعبين، ومع نهاية الثلث الأول من البطولة والهزيمة في مباراة الديربي أمام الغريم الودادي، اجتمع النسور وقرروا وضع حد لهذه التعثرات بشتى الوسائل الممكنة، وجاء الفوز على الفتح الرباطي ليبشر ببداية انفراج هذه السحابة المظلم، فبفضله تخلص اللاعبون من ضغط النتائج السلبية التي كتمت على أنفاسهم لفترة طويلة، وكان على النسور تزكية هذه الإستيقاظة حين مواجهتهم للكوكب المراكشي خارج الديار وفي ظروف جد صعبة، وبالفعل فقد تأتى لهم ذلك بفضل العزيمة القوية والإصرار الكبير وكذا القتالية في اللعب، ويبدو بأن العناصر الرجاوية قد فطنت أخيرا بأن هذه هي الأسلحة التي ستمكنهم من تحدي كل الصعاب، وأمام شباب الحسيمة لم يكن من خيار أمام النسور سوى الفوز لتزكية هذه النتائج الإيجابية وتسلق الدرجات والإقتراب أكثر من مقدمة الترتيب، تسعة نقط في ثلاث مباريات مكنت الرجاء من تحقيق صعود صاروخي من المرتبة العاشرة إلى المركز الرابع، وبعدها تابع الفريق الأخضر حصده للنقط وزحفه نحو مقدمة الترتيب. الحصيلة وصافة للغريم تبقى حصيلة الرجاء في النصف الأول من البطولة لا بأس بها بالنظر لعدم الإستقرار بالإدارة التقنية للفريق وكذا إلتحاق مجموعة من العناصر الجديدة، هذا بالإضافة لأزمة النتائج التي مر منها الفريق في الثلث الأول من البطولة، فبعد أن كان الرجاء يحتل مراكز متأخرة إلى حدود الدورة العاشرة استطاع حصد أكبر عدد من النقط في الدورات الخمس الأخيرة (13 نقطة من أصل 15) وهو رقم مهم صعد به من المركز العاشر لمركز الوصافة برصيد 25 نقطة جمعها من سبع إنتصارات وأربع تعادلات ونفس العدد من الهزائم، سجل هجوم الفريق 22 هدف ويأتي في المرتبة الثانية في حين دخلت شباكه 17 إصابة. هل يستمر النسور على نفس المنوال؟ كان الختام مسكا بفوز قوي على شباب خنيفرة بثلاثية نظيفة وبحضور قوي للجماهير الرجاوية التي صنعت الإحتفالية بمركب محمد الخامس، ويبدو بأن المدرب روماو قد وجد الوصفة السحرية التي أعادت الرجاء لسكة الإنتصارات، ومع انطلاق مرحلة الإياب لن يعود المجال مسموحا بالتراجع والتهاون، الرهان أصبح أكبر والجماهير تطالب باستعادة اللقب الضائع، فهل سيستمر النسور على نفس المنوال ويتمكنوا من حسم المنافسة بالسرعة النهائية؟ هذا ما سيكشف عنه النصف الثاني من البطولة الإحترافية. إبراهيم بولفضايل حصيلة الذهاب المركز: 2 مجموع النقط: 25 عدد الإنتصارات: 7 عدد التعادلات: 4 عدد الهزائم: 4 الإنتصارات بالميدان: 6 التعادلات بالميدان: 2 الهزائم بالميدان: 0 مجموع الأهداف المسجلة: 22 الأهداف المسجلة بالميدان: 14 الأهداف المسجلة خارج الميدان: 8 مجموع الأهداف المسجلة عليه: 17 الأهداف المسجلة عليه بالميدان: 3 الأهداف المسجلة عليه خارج الميدان: 14 هداف الفريق في مرحلة الذهاب: الحافيظي (6 أهداف) عدد حالات الطرد: 0 أقوى حصة فاز بها: 41 (الدورة 13) أمام ش.الحسيمة مبارياته الخمس القادمة: الدورة 16: الرجاء الم.التطواني الدورة 17: ت.الخميسات الرجاء الدورة 18: الجيش الرجاء الدورة 19: الرجاء د.الجديدي