الفوز في أول لقاء أفضل بداية يمكن أن يتمناها أي مدرب كنت أتابع باستمرار مباريات الرجاء وأعرف لاعبيه عن قرب لاعبو الخضراء استعادوا الرغبة في الفوز وهذا مهم في المستقبل هدفنا الفوز باللقب والرتبة الثانية تعني الفشل نجح الثعلب البرتغالي جوزي روماو في تخطي أول عقبة في مساره الجديد مع الرجاء حين فاز على أولمبيك أسفي بهدفين نظيفين استعاد بهما الفريق الأخضر صدارة الترتيب التي بات يتقاسمها مع الكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة، وبعد هذا الفوز كان لنا لقاء مع قائد النسور في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة وخلالها عبر عن سعادته بهذه النتيجة وكذا عن ارتياحه للمستوى الذي ظهر به لاعبوه ومدى تقديرهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم واستعادتهم لتلك الرغبة الجامحة في الفوز، كما تطرق المدرب البرتغالي لأهدافه مع الفريق والتي لخصها في ضرورة المنافسة على الألقاب فاحتلال الصف الثاني يعني في نظره الفشل في مهمته، وأشار بأن هناك عملا كبيرا ينتظره لتحقيق هذه الأهداف المسطرة لكنه مع ذلك أبدى ثقته في قدرة العناصر الرجاوية للتجاوب مع المشروع الذي جاء من أجله لفريق أصبح وصيفا لبطل العالم.. وهذه أهم المحاور التي تطرق إليها ربان الفريق الأخضر في هذا اللقاء. - المنتخب: في البداية نهنئك على الفوز في أول لقاء بعد العودة للرجاء، والسؤال هو كيف عشت أجواء هذه المباراة الأولى؟ روماو: شكرا، وشخصيا وكمدرب لفريق الرجاء فقد كانت مباراة قفل بالنسبة لنا لأن الفوز فيها سيخلص اللاعبين من الضغط الناتج عن النتائج السلبية الأخيرة، وسيعيد لهم الثقة التي افتقدوها بعد الإقصاء من منافسات كأس العرش والهزيمة أمام الدفاع الجديدي، وبطبيعة الحال فبعد هذه النتيجة الإيجابية لا يمكن إلا أن أكون سعيدا لأن الفوز في أول مباراة هو أفضل ما يتمناه أي مدرب، صحيح أن العرض لم يكن جيدا لكن الأكيد أنه تحسن بشكل ملموس بالمقارنة مع المباريات السابقة. - المنتخب: هذا يعني بأنك مرتاح للمستوى الذي ظهر به فريقك في هذه المباراة؟ روماو: بطبيعة الحال، حينما تكون النتيجة إيجابية فهذا يعني بأننا كنا الأفضل وبأن الفريق يسير في خط تصاعدي، هذا مع العلم أننا تدربنا فقط ثلاثة أسابيع وخلالها لم نتمكن من الإستفادة من كل اللاعبين وذلك بسبب تواجد العديد منهم رفقة مختلف المنتخبات الوطنية، وهذا في حد ذاته يشرف فريق الرجاء بالنظر لما يمثله القميص الوطني وما يمنحه من قيمة مضاعفة للاعبين، وفي ظل هذا الوضع لا يمكن إلا أن أكون مرتاحا لهذه النتيجة وهذه البداية، ولا تفوتني الفرصة لأهنئ اللاعبين على هذا المجهود وهذا العطاء الذي قدموه في هذه المباراة. - المنتخب: خضتم هذه المباراة في غياب جمهوركم، كيف تعاملتم مع هذا المعطى؟ روماو: الجمهور الرجاوي يشكل دعامة أساسية للفريق فهو المساند والمحفز الذي يدفع اللاعبين لتقديم الأفضل، وهو القيمة المضافة للفريق، شخصيا أعرف الجمهور الرجاوي والقيمة التي يمثلها والمكانة التي يحتلها، كما أقدر كذلك غيرته وعشقه الجنوني لفريقه.. وبالنسبة لنا فقد خضنا هذه المباراة أمام أولمبيك أسفي وكأن الجمهور حاضر بالملعب لأننا نعلم بأنه يتابعنا عبر شاشة التلفزة ويتفاعل معنا بكل أحاسيسه، لذلك فقد كان معنا بروحه، حيث بذلنا كل الجهود لنسعده ونهدي له هذا الإنتصار. - المنتخب: سبق لك أن دربت الرجاء في مرحلة سابقة، فهل ساعدك هذا في مهمتك الجديدة؟ روماو: بالفعل لدي معرفة بفريق الرجاء وهناك بعض اللاعبين الذين أعرفهم وسبق أن واجهت الفريق في كأس العرب حين كنت مدربا لفريق العربي الكويتي، وتابعت كذلك بعض المباريات الأخيرة التي خاضها الفريق حين كنت بالبرتغال لأني أحب فريق الرجاء و أعشقه ولذلك فإني أتابعه باستمرار كلما سمحت لي الفرصة بذلك، ومن جهة أخرى لدي العديد من الأصدقاء الرجاويين وأعرف محيط الفريق وكذا طريقة وأسلوب لعبه، وكل هذه الأشياء ساعدتني كثيرا في مهمتي الجديدة. - المنتخب: لكن الظروف التي إلتحقت فيها بالفريق كانت صعبة وتزامنت مع بعض النتائج السلبية، فكيف تعاملت مع الوضع؟ روماو: أنا رجل أحب التحديات وهذه هي مهنة المدرب ويجب عليه التعامل مع مثل هذه الظروف، وشخصيا سبق لي أن مررت بمثل هذه الوضعية في عدة مناسبات، وفريق الرجاء يتوفر حاليا على عناصر جيدة وبإمكانها تحقيق نتائج مميزة إذا كان هناك تركيز وإحساس بحجم المسؤولية وبأهمية حمل قميص فريق كبير من حجم الرجاء، ومن جهتي حاولت التركيز على الجانب الذهني وعملت خلال هذه المرحلة الإعدادية على تحفيز اللاعبين وتحسيسهم بما يمثله اللعب للرجاء، وأظن بأن هذا العمل أعطى ثماره وظهر هذا جليا من خلال العطاء الذي قدمه اللاعبون أمام أولمبيك أسفي، حيث أظهروا قتالية كبيرة داخل رقعة الميدان، وأنا سعيد بهذا التجاوب الذي أبداه اللاعبون. - المنتخب: هل هذا يعني بأنك مطمئن للتركيبة البشرية الحالية؟ أم أنك تنوي تعزيز الصفوف في الميركاطو القادم؟ روماو: لا يمكن أن أجيب على هذا السؤال في الظرفية الراهنة لأنه سابق لأوانه بالنظر للمدة التي تفصلنا عن الميركاطو، لقد خضنا أول مباراة وحققنا فيها الفوز وربحنا ثلاث نقط ثمينة و مهمة، وحاليا لا يمكنني أن أصدر حكما نهائيا حول التركيبة البشرية للفريق لكن الأكيد أننا نتوفر على عناصر جيدة وسنعمل معها على تحقيق نتائج ممتازة ترضي طموحات الجماهير الرجاوية العريضة.. ومن جهة أخرى ننتظر كذلك اكتمال الصفوف وعودة بعض اللاعبين الذين يشكون من إصابات مختلفة لتكتمل الصفوف وحينها ستتضح لنا الصورة بشكل أفضل وذلك في ظل المردودية والإضافة التي ستقدمها هذه العناصر. - المنتخب: وماذا عن الأهداف المسطرة والتي تنوي تحقيقها مع الفريق الأخضر؟ روماو: سننافس على واجهتين البطولة وعصبة الأبطال الإفريقية، وحينما تشرف على فريق كبير من حجم الرجاء فإن الأهداف تبقى بديهية ولا تحتاج لأي توضيح، وبطبيعة الحال فإن هذا هو الهدف الذي دفعني لقبول عرض الرجاء، فكما قلت سابقا أنا مدرب أحب التحديات وأهوى المنافسة على الألقاب، ولهذا فإننا سنبذل قصارى الجهود للفوز بدرع البطولة الوطنية ولن نرضى بأي شيء آخر غير التتويج باللقب لأن احتلال المرتبة الثانية يعني الفشل في هذه المهمة التي جئنا من أجلها فهي لا تختلف في نظرنا عن المركز الأخير، وبالموازاة مع ذلك سنعمل للعودة بقوة على الواجهة القارية والمنافسة بقوة على لقب عصبة الأبطال الإفريقية، وهذا لن يكون مستحيلا بالنسبة لفريق استطاع أن يصل لنهائي كأس العالم للأندية، وشرف كبير بالنسبة لي أن أشرف على تدريب وصيف بطل العالم. - المنتخب: هل ستعمل على تغيير أسلوب الرجاء لتحقيق هذه الأهداف؟ روماو: أظن بأن مدرسة الرجاء معروفة بالفرجة والتمريرات القصيرة ولا يمكن لنا أن نغير هذه الهوية، لكن بالنسبة للجانب التكتيكي فإننا نحدده وفق العناصر التي نمتلكها ومؤهلاتها الفنية والبدنية، وفي المباراة أمام أسفي لعبنا بطريقة (442) وذلك لتوفرنا على خمسة مهاجمين صريحين، وبإمكاننا كذلك اللعب بطريقة (4231)، وهو الأسلوب الذي اعتمد عليه الفريق بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وقد نهجنا هذا الأسلوب في الجولة الثانية بعد أن سجلنا الهدف الثاني، وذلك لإغلاق الممرات الجانبية على الخصم، وكما تعلم فإن المدرب دائما ما تكون له خطط بديلة يعتمدها عند الحاجة، وبالنسبة لنا ما زلنا في البداية ولدينا الوقت لتطوير أسلوب وطريقة لعبنا حتى تنسجم مع الإمكانيات البشرية التي يتوفر عليها الفريق. - المنتخب: داخل الرجاء هناك ضغط كبير سواء على المكتب أو على المدرب وكذلك على اللاعبين، ألست متخوفا من هذا الضغط؟ روماو: كما قلت سابقا لدي معرفة بفريق الرجاء وبكل الأشياء التي تنتظرني بهذا الفريق، وبخاصة ما ينتظره الجمهور الرجاوي مني، أتمنى أن يحالفني التوفيق في هذه المهمة وأتمكن من إرضاء هذه الجماهير وتحقيق طموحاتها، وبالنسبة للضغط فأنا متعود عليه وعشت الكثير من الضغط في مسيرتي كمدرب ولست متخوفا منه، ولو كنت كذلك لتخليت عن هذه المهنة ولما قبلت بعرض فريق الرجاء، وكرة القدم كلها ضغط لأنها حبلى بالمفاجآت. - المنتخب: لكن جمهور الرجاء لا يرضى بالنتائج فقط ويطالب كذلك بالأداء؟ روماو: إنها المعادلة الصعبة التي يطالب بها الرجاء البيضاوي وسنحاول أن نكون في مستوى هذه التطلعات، لقد قلت سابقا بأن مدرسة الرجاء تعتمد الفرجة والأداء الراقي، وبالتالي فالجماهير لا ترضى بالنتائج من دون أداء، ومن جهتنا سنعمل على فرض أسلوب وطريقة لعبنا في كل المباريات وهذا هو منهجنا وطريقنا نحو الفوز باللقب، من دون شك فإن المهمة لن تكون سهلة والطريق لن يكون مفروشا بالورود وهناك عمل كبير وشاق ينتظرنا وسيكون هذا العمل هو سلاحنا لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها. - المنتخب: هل صحيح أنك وجدت فريقا ضعيفا من الناحية البدنية؟ روماو: هذا غير صحيح ولم أقل أي شيء يشير لذلك، وطيلة مسيرتي لم يسبق لي أن انتقدت العمل الذي يقوم به زميل لي في المهنة فهذا ليس من طباعي وليس من أخلاقي ولا من شيمي، فأنا أحترم العمل الذي قام به الطاقم التقني السابق وأقدره ولا يمكنني أن أنتقده لأني أحترم أخلاقيات المهنة. - المنتخب: ما هي الأشياء الإيجابية التي استخلصتها من أول مباراة؟ روماو: كما قلت سابقا فإن المباراة لم تكن سهلة وخلالها أبدى الخصم مقاومة شديدة، كنا محظوظين بتسجيل هدف مبكر حافظنا عليه قبل أن نضيف هدفا ثانيا في الجولة الثانية، لكن أكثر ما كان يهمني هو رد فعل اللاعبين، والشيء الإيجابي هو استرجاعهم للرغبة في الفوز وقد عبروا عنها بقتاليتهم داخل رقعة الميدان وهذا مهم جدا بالنسبة لنا في هذه المرحلة، لكن هذا لا يعني بأننا وصلنا للهدف المنشود، بل إن هناك عملا كبيرا ينتظرنا لنحقق كل الأهداف التي نصبو إليها. - المنتخب: في ظل الوضع الحالي كيف ترى مستقبل فريقك؟ روماو: هذه المهمة التي أنيطت بي وهذه المسؤولية التي أتحملها تفرض علي أن أنظر للخلف وللماضي في المرآة، ومن هذا الماضي المشرق والغني بالألقاب بالنسبة لفريق الرجاء أتطلع لحاضر إيجابي ولمستقبل أفضل، ومرة أخرى أؤكد بأن المهمة ليست سهلة فهناك عمل كبير ينتظرنا جميعا للوصول للمستوى المطلوب وتحقيق الرهانات وأحلام الجماهير الرجاوية التي تتطلع لتكوين فريق قوي يفرض وجوده وكذا طريقة وأسلوب لعبه ويحقق النتائج الإيجابية. - المنتخب: هل من كلمة أخيرة.. روماو: لقد جئت للرجاء من أجل المنافسة على الألقاب، وإسعاد الجماهير الرجاوية التي ستكون خلفنا وستساندنا بقوة في كل المباريات سواء داخل الميدان أو خارجه، وسنعمل جميعا لتكوين فريق قوي، وعلى اللاعبين أن يلعبوا كل مباراة بقميص الرجاء بكل قتالية وكأنهم يلعبون آخر مباراة في حياتهم، وبهذا الأسلوب سنصل للأهداف المتوخاة، أعلم جيدا بأن الكرة المغربية قد تغيرت نحو الأفضل وأن المنافسة أصبحت قوية بين مجموعة من الفرق وهذا ما سيحفزنا للعمل بجدية أكبر لنفرض وجودنا وأسلوب لعبنا في كل المباريات، ولا تفوتني الفرصة لأشكر كل من ساندني ووضع ثقته في شخصي وأتمنى أن أكون عند حسن الظن.