بداية الموسم الحالي لم تكن كما تصورت الجماهير الرجاوية بالنسبة إلى فريقها. فبعد موسم عاد فيه الرجاء من بعيد قبل أن يخسر لقب الدوري في آخر دورة لصالح المغرب التطواني، توقع جمهور الفريق «الأخضر» أن تكون بداية الموسم الحالي موفقة مع المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، الذي كان خارجا من تجربة موفقة مع الدفاع الحسني الجديدي. في منافسات البطولة كانت الأمور تسير على ما يرام بعد تعادل بتطوان أمام البطل وانتصارين بالدار البيضاء على اتحاد الخميسات والجيش الملكي. أما في منافسات كأس العرش فكانت خيبة الأمل كبيرة بعد إقصاء مبكر أمام الجيش، بعد أن انهزم الرجاء ذهابا وإيابا بهدف لصفر ثم بثلاثة أهداف لاثنين. تمت إقالة بنشيخة وسط انقسام من جماهير الرجاء التي رأى بعضها أن المكتب المسير تسرع، ليعود البرتغالي جوزي روماو الذي سبق له أن توج رفقة الفريق «الأخضر» بلقب للبطولة قبل أزيد من ثلاث سنوات. انهزم الرجاء بثلاثية بيضاء أمام الدفاع الجديدي تحت قيادة المعد البدني السابق هلال الطير، قبل قدوم روماو الذي فاز في أول إطلاله على أولمبيك آسفي بهدفين لصفر. بعد ذلك، تواضعت نتائج الرجاء بشكل واضح ودخل في مرحلة فراغ طويلة، انهزم خلالها الفريق أمام حسنية أكادير بخمسة أهداف لثلاثة وبالقنيطرة أمام «الكاك» بهدف دون رد، وتعادل بميدانه امام أولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي، قبل أن يسقط في مباراة «الديربي» أمام غريمه التقليدي الوداد بهدفين لواحد. بعد الخسارة في «الديربي» طالب كثيرون برأس المدرب روماو، بل وبدأت تُتداول أسماء مرشحة لخلافته كالتونسي فوزي البنزرتي الذي درب الفريق في الموسم الماضي. أعطى الرجاء فرصة أخيرة لروماو في مباراته أمام الفتح الرباطي بالدار البيضاء، ونجح في الفوز بهدف لصفر، وعاد بفوز ثمين من مراكش على حساب الكوكب بهدفين لواحد، ثم «اكتسح» شباب الريف الحسيمي بأربعة لواحد وتعادل ببركان قبل فوزه على شباب أطلس خنيفرة بثلاثة لصفر. نتائج الرجاء في النصف الأول من البطولة يمكن اعتبارها متباينة، لكن الفريق تمكن من الرجوع من بعيد لينهي مرحلة الذهاب في الصف الثاني خلف الوداد بفارق نقطة فقط، بعد أن كان يبعد بثماني نقاط عن غريمه التقليدي بعد الهزيمة في «الديربي». حقق الرجاء أربع انتصارات وتعادل في آخر خمس جولات وهو ما جعله يرتقي من الرتبة الحادية عشرة إلى المركز الثاني في ظرف وجيز. بعد افتتاح «الميركاتو» الشتوي، قام الرجاء بتعزيز صفوفه ببعض اللاعبين الجدد من أجل تصحيح أخطاء «الميركاتو» الصيفي، خاصة أن الفريق جلب لاعبين لم يقدموا شيئا للفريق كالمهاجم البوركينابي يحيى كيبي الذي تم الانفصال عنه قبل أسابيع واللاعب سعيد فتاح الذي تمت إعارته لاتحاد كلباء الإماراتي والكونغولي ليس مويتيس الذي سينتقل كمعار إلى الدوري السعودي، فضلا عن المدافع إسماعيل بلمعلم الذي غادر الفريق صوب الوكرة القطري. تعاقد الرجاء مع قلب هجوم نيجيري يدعى إيغادور أوساغونا (25 سنة)، خاصة أنه مقبل على منافسات دوري أبطال إفريقيا ويرغب في الذهاب بعيدا في المسابقة، في ظل تراجع مستوى حمزة بورزوق وليس مويتيس. بداية الشطر الثاني من البطولة ستكون حاسمة بالنسبة إلى الرجاء، الذي سيقابل أندية قوية كالمغرب التطواني والجيش الملكي والدفاع الجديدي، كما سيدخل غمار المنافسات القارية في شهر فبراير المقبل بمواجهة نادي الشياطين السود الكونغولي. رقم 13 - تمكن فريق الرجاء البيضاوي من الحصول على 13 نقطة في آخر خمس مباريات، بعد حصيلة متواضعة في الثلث الأول من الموسم. وبعد خسارته في «الديربي» أمام الوداد، تمكن الرجاء من هزم الفتح الرباطي والكوكب المراكشي وشباب الحسيمة وشباب خنيفرة وتعادل أمام نهضة بركان ليصعد من الرتبة الحادية عشرة إلى الصف الثاني بفارق نقطة عن المتصدر. روماو: ينتظرنا عمل كبير في الإياب مدرب الرجاء قال إنه يفضل الحديث عن الحاضر وليس المستقبل أبدى البرتغالي جوزي روماو مدرب الرجاء رضاه على حصيلة فريقه في مباراة ذهاب البطولة «الاحترافية» وخصوصا في النصف الثاني من الشطر الأول، مشيرا إلى أن الفريق وجد إيقاعه واسترجع لاعبوه مستواهم التقني والبدني والذهني. وتابع روماو:» كما أن لاعبي الفريق أضحوا أكثر فعالية خاصة على مستوى خط الهجوم، كما عرف خط الدفاع تحسنا مضطردا مما جعل اللاعبين أكثر صلابة وقوة أفضل من ذي قبل»، لكن روماو اعترف بأن عملا كبيرا مازال ينتظره على مستوى جميع الخطوط لبلوغ الأهداف المسطرة. حاوره: محمد راضي - ما هو تقييمك للمستوى الذي ظهر به فريق الرجاء البيضاوي خلال النصف الأول من البطولة؟ في الحقيقة لا بد لي من الإقرار بأن الشطر الأول من البطولة كان صعبا للغاية على جميع مكونات فريق الرجاء خاصة بعدما استعصى على الفريق خلال بداية الموسم الجاري إيجاد الإيقاع المناسب ومن ثمة غاب لفترة طويلة «بروفيل» فريق الرجاء، بمعنى آخر فقد الرجاء ميزته الحقيقية مما كان سببا في تشنج أعصاب جميع مكوناته، لحسن الحظ تمكنا مباشرة بعد المباراة الرابعة من إيجاد الوتيرة الطبيعية والمناسبة، وبالتالي عاد الرجاء مع توالي المباريات للسكة الصحيحة واسترجعت عناصره مستواها التقني والبدني الجيد بعدما كان من الصعب الرهان على هدا التحول خاصة من قبل أنصار الفريق. - هل تعني بأن فريق الرجاء أصبح أكثر فعالية مقارنة مع ما كان عليه بداية الموسم الحالي؟ نعم هو كذلك، واضح الأمر جليا بعدما تمكنا من تحقيق فوز عريض على فريق شباب أطلس خنيفرة بميداننا مما يعد مهما للغاية بالنسبة لنا، كما أن لاعبي الفريق أضحوا أكثر فعالية خاصة على مستوى خط الهجوم، كما عرف خط الدفاع تحسنا مضطردا مما جعل اللاعبين أكثر صلابة وقوة أفضل من ذي قبل، وبالرغم من كل ما سبق وذكرته أجد بأن الرجاء لا يزال ينتظره عمل كبير على مستوى جميع الخطوط لبلوغ الأهداف المسطرة. لقد اجتاز الرجاء خلال بداية الموسم الحالي مرحلة أقل ما يقال عنها بأنها كانت جد صعبة كما أنه عانى لإيجاد الصيغة المثلى لمجاراة إيقاع مبارياته الأولى، كما أننا عجزنا على السيطرة على تبعات النتائج السلبية مما شكل عبئا ثقيلا على جميع مكوناته، لحسن الحظ عاد الرجاء من بعيد للتنافس بقوة على لقب البطولة. - إلى أي حد أنت راض بشكل عام على مستوى فريق الرجاء؟ في الحقيقة لست راضيا بشكل كامل على المجموعة خاصة وأن نتائج فريق الرجاء البيضاوي كانت دوما منتظمة مما دفعني للتركيز أكثر على تنمية الجانب المتعلق بالاستقرار داخل الفريق، خاصة وأنه لا يفصلنا عن غريمنا التقليدي الوداد المتصدر سوى نقطة واحدة (يتوفر فريق الرجاء البيضاوي على 25 نقطة). ماذا عن التعاقدات التي يتطلع فريق الرجاء لإبرامها خلال مرحلة «الميركاتو» من أجل تعزيز صفوفه بعناصر جديدة؟ اسمح لي لا أود الخوض في موضوع الانتدابات، بطبيعة الحال لا ضير من الإقرار بأني أضع نصب عيني جلب عناصر جديدة لفريق الرجاء البيضاوي خاصة وأن العديد من لاعبي الأخير ستنتهي عقودهم قريبا،وبشكل أكثر وضوحا سأحسم في الأمر خلال مجالستي للمكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي وبالتالي فأمر التعاقد من عدمه مع عناصر جديدة سيتم الإعلان عنه في حينه. بمعنى أنك لم تضع بعد أية لائحة رسمية تضم أسماء من ستستغني عنهم من اللاعبين؟ ليس بعد ما دام أنني مقتنع بمستوى التركيبة البشرية الحالية . أعطى خالد العسكري حارس مرمى فريق الرجاء البيضاوي إشارات واضحة حول إمكانية مغادرته للأخير، هل تفكر في تعزيز صفوف الفريق بحارس جديد للمرمى؟ أفضل فقط الحديث عن الحاضر فقط أما الخوض في المستقبل فسابق لأوانه. ما هي القيمة المضافة التي ستمنحها المباراة الودية التي سيخوضها عشية السبت المقبل فريق الرجاء ضد فريق الصفاقسي التونسي؟ أعتبرها مباراة مهمة جدا بالنظر للقيمة التي يمتلكها فريق الصفاقصي والتجربة التي يمتلكها على صعيد القارة السمراء كما أنه يحتل حاليا المرتبة الرابعة بالدوري التونسي، نحن الآن بصدد خوض تداريب منتظمة لنكون في الموعد.