نجح فريق الرجاء البيضاوي في انتزاع ورقة التأهل إلى الدور الثاني من منافسات عصبة الأبطال الأفارقة، وكان ذلك على حساب فريق كايزر شيفس الجنوب إفريقي بعد الفوز عليه ذهاباً وإياباً، وهو إنجاز يرسل من خلاله النسور قدرتهم على التحليق بعيداً في سماء المنافسات القارية. صحيح أن محطة الإياب كانت هتشكوكية، وتميزت بالإثارة والتشويق، وطبعتها الصرامة التكتيكية من الجانبين. وهذا مؤشر على القراءة الجيدة للمدربين، واختيارهما نهجاً يتأسس على إغلاق الممرات، وتحصين الدفاع، وملء وسط الميدان، وانتظار الفرصة لاختطاف الهدف، وهذا الأسلوب جعل المباراة لا ترقى إلى الحد الأدنى من التطلعات، خصوصاً خلال الجولة الأولى التي تميزت بالرتابة، وغابت عنها فرص التهديف، باستثناء محاولتين اثنتين واحدة لهذا الطرف والأخرى لذاك. كان رهان المدرب خوسيه روماو هو مجاراة المباراة بما يضمن الحفاظ على امتياز السبق المسجل بمدينة دوربان، والمرور إلى الدور المقبل، سيما وأن عاملي الملعب والجمهور سيشكلان تحفيزاً معنوياً، لكن الجولة الثانية سجلت اندفاعاً قوياً للفريق الزائر الذي ظهر بصورة مغايرة على مستوى خط هجومه الذي يتميز بالسرعة، والتمريرات الذكية، الأمر الذي خلق متاعب جمة للدفاع الرجاوي، بل تمكن الزوار من صنع العديد من فرص التهديف لم يحسنوا ترجمتها ولو واحدة منها إلى هدف. وضد مجرى اللعب، وخلال الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة، ينجح الهداف النيجيري كريستيان أوساكونا في توقيع هدفين اثنين: الأول في الدقيقة 86، والثاني في الدقيقة 92، وبذلك يقضي هذا اللاعب على آمال فريق كايزر شيفس، ويحكم عليه بالخروج المبكر من المنافسات، ويمنح فريقه الرجاء ورقة التأهل للدور المقبل، حيث سينازل بطل إفريقيا للدورة الماضية وفاق اسطيف الجزائري. المدرب خوسيه روماو اعترف بقوة المباراة وصعوبتها، واعترف بإمكانات فريق كايزر شيفس، واعتبر في تصريحه بأن الجانب الذهني مهم في مثل هذه المواجهة، خصوصاً بعد الهزيمتين المتتاليتين للرجاء خلال الدوري المحلي، ولم يخف روماو كونه اختار أسلوب الحذر لتفادي استقبال أي هدف يكون له تأثير على المباراة، وشكر المدرب البرتغالي، الذي تلقى انتقادات قوية في الآونة الأخيرة، اللاعبين على تطبيق التعليمات، والامتثال الجيد والصارم للنهج التكتيكي، وختم بتقديم الشكر للجماهير الرجاوية على دعمها اللامشروط ومساندتها الكبيرة للاعبين طيلة دقائق المباراة. من جانبه، اعتبر المدرب الاسكتلندي سيتوارت باكستر المباراة تميزت بالتشويق والإثارة، واعترف بأن فريقه جاء للدفاع عن حظوظه في التأهل رغم الخسارة المباغتة خلال محطة الذهاب، ولم يخف إعجابه الكبير بجمهور الرجاء، معترفاً بأنه لم يشاهد مثل هذا الجمهور الذي صنع الحدث في هذه المباراة، وفي ختام تصريحه، تمنى للفريق الأخضر مسيرة موفقة في المنافسات القارية. جمهور الرجاء كان كعادته حاضراً بقوة من خلال تقديمه للتحفيزات المعنوية طيلة المباراة، وشكل بتشجيعاته شحنة موجبة للعناصر الرجاوية، سواء من خلال الشعارات أو التيفوات التي بلغ عددها خلال هذه المباراة ثمانية، وتضمنت ميساجات مدوية تتعلق بالتدبير والانتدابات. تجدر الإشارة إلى أن الحكم السينغالي مالانغ ديديو وزع إنذارين في وجه كل من أوساكونا (الرجاء) ومورغان (كايزر شيفس)، كما أن هذه المباراة سجلت حضور المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني الذي سبق أن صنع الحدث مع الرجاء، عندما قاد الفريق إلى التتويج باللقب القاري من قلب العاصمة التونسية، وتوجه أوسكار إلى الجمهور الرجاوي بكلمة دعاه من خلالها إلى ضرورة مواصلة المساندة في هذه المرحلة بالذات التي يبحث فيها الفريق عن لقب قاري جديد.