إن الفوز خارج القواعد بالنسبة للمنافسات القارية يعتبر إنجازا موفقا، ولعل الانتصار الذي صنعه فريق الرجاء البيضاوي خارج الديار هو خطوة أولى على درب التأهل للدور الثاني، لكن لاشيء حسم بالنسبة للمباراة التي جمعت الرجاء الرياضي بفريق كايزر سيفس الجنوب إفريقي لحساب الجولة الأولى من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، حيث مازال شوط ثان يجمع الطرفين بمركب محمد الخامس. إلا أن النتيجة المسجلة تجعل العناصر الرجاوية تشارك في محطة الإياب بمعنويات عالية، سيما وأنها ستكون مدعمة من قبل الجماهير الرجاوية التي اعتادت أن تكون في الموعد. الهدف المبكر الذي وقعه اللاعب النيجيري كريستيان اوساكونا في الدقيقة السادسة بالقدر ما رفع من معنويات العناصر الرجاوية. بقدرما أثر سلبا على الجانب الذهني للاعبي فريق كايزر سيفس الذين افتقدوا التركيز الكافي لتعديل الكفة، رغم العديد من فرص التهديف التي صنعوها. خصوصا خلال الجولة الثانية التي ظهر خلالها لاعبو الفريق جنوب إفريقيا أكثر حضورا، والأقرب إلى توقيع هدف التعادل، لكن الحارس العسكري الذي خاض المباراة تحت تأثير فقدان الوالد، كان حاضر البديهة في أكثر من مناسبة، واستطاع أن يتوج اللاعب رقم واحد خلال هذه المباراة. ويمكن القول بأن فريق الرجاء خاض أفضل مباراة له هذا الموسم على المستوي التكتيكي، حيث لمسنا الانتشار الجيد للعناصر الرجاوية، و القراءة المسبقة بما يضمن الاستحواذ على الكرة. كما أن فريق الرجاء كان متوفقا على مستوى النزالات الثنائية. وهذا أمر طبيعي على اعتبار أن العناصر الرجاوية ترسم حضورا مشرفا. و تقدم منتوجا كرويا راقيا عندما تمارس على أرضية صالحة. وبملعب كبير، وأمام جمهور غفير. فريق كايرز شيفس الذي تأسس سنة 1970 والذي يحتل الصف الأول (51 نقطة) بعد مرور عشرين جولة (12 انتصارا 7 تعادلات وهزيمة واحدة) لم يستطع تجاوز اختراق الخطوط الرجاوية باعتبارها متقاربة. لكنه أشر على سيطرة مطلقة، و كان الأفضل خلال الجولة الثانية، كما أكد ذلك المدرب البريطاني ستيوار باكستير الذي أبدى استياءه من نتيجة ، مؤكدا في تصريح له» تحكمنا في زمام اللقاء. و كنا نستحق الانتصار، لكن الحظ عاكسنا، وعنصر التأهل لم يحسم بعد». المدرب خوسيه روما اعتبر في تصريحه أن العناصر الرجاوية قدمت مباراة جيدة. وامتثلت للانضباط التكيتيكي، وشدد علي التغطية الجيدة لخط الدفاع، ولم يفته التأكيد على أن فريق كايزر سيفس منافس قوي. موضحا »الجولة الثانية سجلت سيطرة الفريق الخصم، وخلق العديد من فرص التهديف، لكن الذي يستغل الفرصة التي أتيحت له هو الأقوى. تجدر الاشارة إلى أن فريق كايزر سيفس سبق أن انهزم أمام اسيك أبيدجان. ذهابا وإيابا لحساب منافسات. كأس الكاف. وخسر بعقر الدار أمام الرجاء. لكن حظوظه مازالت قائمة، وبإمكانه صنع الحدث بالدارالبيضاء، على اعتبار أنه يتوفر على عناصر مميزة تشكل اللبنة الأساس للمنتخب المحلي لجنوب أفريقيا. إلا أن نتيجة مباراة الذهاب التي قادها الحكم الغابوني ايريك سيكون لها تأثير إيجابي على نفسية لاعبي الرجاء، لكن ما نخشاه هو أن يكون الفوز هدية ملغومة!