الرجاء يعبر «مطب» كايزر شيفس

فاز بثنائية في مباراة أبدع فيها الجمهور ويلتقي في الدور المقبل وفاق سطيف

قاد النيجيري كريستيان أوساغونا فريقه الرجاء البيضاوي لحجز بطاقة التأهل لدور ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، عقب تفوقه على ضيفه الجنوب إفريقي كايزر شيفس بهدفين لصفر خلال المباراة التي جمعت بينهما مساء أول أمس الأحد بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم إياب المسابقة الأغلى قاريا.
وفرض كريسيان أوساغونا على غرار مباراة الذهاب نفسه نجما للمباراة التي قادها طاقم تحكيمي سنغالي بقيادة مالونغ ديديو بعدما تمكن من تسجيل هدفي المباراة في الدقيقتين 87 و 93، علما بأن اللاعب نفسه كان أحرز الهدف الوحيد في شباك كايزر شيفس خلال مباراة الذهاب التي احتضنها ملعب موزييس مابيدا بدوربان.
واستقطبت المباراة كما كان متوقعا حضورا جماهيريا مكثفا أضفى على جنبات المركب الرياضي محمد الخامس طيلة الشوطين احتفالية رائعة، كما أبدع أنصار الرجاء لوحات فنية متميزة عبر رفع «تيفو» يؤرخ للمحطات التاريخية التي سبق وحققها خلالها الرجاء الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا مرفوقا بصور مدربيه السابقين الدين قادوه لتحقيق هذا الإنجاز على غرار الثلاثي التاريخي أوسكار فيلوني ورابح سعدان ووحيد هاليلوزتش.
إلى دلك لم تخل المباراة من ندية واضحة بين الفريقين حيث استهل الرجاء دقائق الشوط الأول بممارسة ضغط هجومي على مرمى ضيفه كايزر شيفس في محاولة للمبادرة بالتسجيل من أجل تأمين نتيجة مباراة الذهاب، وكاد يبلغ في الدقيقة 15 مرمى الحارس كوني عن طريق اللاعب ياسين الصالحي بعدما تلقى داخل مربع العمليات تمريرة على المقاس من الظهير الأيمن عبد الجليل جبيرة فشل في ترجمتها لهدف.
وعاد اللاعب فيفيان مابيدي مرة أخرى في الدقيقة 23 ليضيع على فريقه الرجاء فرصة واضحة للتقدم في النتيجة بعدما افتقدت رأسيته للقوة اللازمة.
من جهته رد كايزر شيفس بقوة دقيقة واحدة بعد ذلك إثر مرتد هجومي كاد على إثره المتألق جورج ليبيسي أن يبلغ مرمى الحارس هشام العلوش الذي عوض خالد العسكري الموقوف لكن تسديدته مرت محاذية للقائم الأيمن، غير ذلك تركزت الكرة خلال جل أطوار الشوط الأول وسط الميدان مع تسجيل أفضلية واضحة من حيث فرص التسجيل لفريق الرجاء لتنتهي الجولة الأولى بنتيجة التعادل السلبي.
وضغط كايزر شيفس خلال الشوط الثاني بكل ثقله رغبة منه في بلوغ مرمى الحارس هشام علوش.
وبادر المدرب جوزي روماو لضخ دماء جديدة في خط هجوم الرجاء من خلال إقحام كل من صلاح الدين العقال،عبد الإله الحافظي و ووليد الصبار ما غير من معطيات المباراة بعدما أحسن الرجاء وعلى نحو جيد استغلال المساحات الفارغة التي تركها كايزر شيفس على مستوى خط الدفاع وزكى الرجاء تفوقه في الدقيقة 87 بافتتاح حصة التسجيل بواسطة نجم المباراة كريستيان أوساغونا بعدما تلقى تمريرة من زميله عبد الإله الحافظي داخل مربع العمليات ليهزم الحارس كوني مستغلا خطأ ارتكبه المدافع غاسكا الذي فشل في التصدي للكرة، هدف حرك جنبات المركب الرياضي محمد الخامس، وعاد اللاعب النيجيري مرة أخرى خلال الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع (90+3) ليقضي بشكل نهائي على أحلام كايزر شيفس بتوقيعه للهدف الثاني والأخير لتنتهي المباراة بفوز مستحق للرجاء بهدفين لصفر، إذ سيواجه فريق وفاق سطيف الجزائري الذي حجز بدوره مقعدا لدور ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا على حساب فريق ريال بانغول الغامبي.
مدرب كايزر شيفس: أمام هذا الجمهور لا يمكن هزم الرجاء
قال ستيوارت باكستير، مدرب كايزر شييفس بأنه تفاجأ للاجواء الرائعة التي مرت بمركب محمد الخامس أثناء مباراة الرجاء و كايزر شيفس ضمن عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، مشيرا إلى أنه لم يكن ممكنا بالنسبة لفريقه تحقيق نتيجة افضل من الهزيمة في مثل الأجواء التي لعب فيها الرجاء، واصفا جمهور الفريق «الأخضر» ب»الرائع»، وانه لم يسبق له أن عاش مثل هذه الأجواء في إفريقيا.
وأوضح ستيوارت بان فريقه لعب بالطريقة التي كان يود اللعب بها وكانت تكتيكية محضة سهلت مأمورية لاعبيه اللذين لم يحسنوا التركيز أمام مربع عمليات الرجاء، وضيعوا فرصا واضحة للتسجيل، بالمقابل كان فريق الرجاء جد منظم على رقعة الميدان وعرف كيف يحقق انتصارا مهما في الأنفاس الأخيرة من عمر المواجهة حسب قوله.
وأضاف :" الرجاء سرق التأهل من" دوربان" في الذهاب عن طريق ضربة خطا في بداية المواجهة فقد من خلالها لاعبي فريقي البديهية و التركيز اللازمين، و استغلهما الفريق المغربي الذي يستحق الفوز والتأهيل الى الدور الموالي".
وتابع :" عانينا من غياب بعض النجوم عن الفريق أبرزهم النجم "شبالالا" بسبب مشكل في أسنانه، إذ تعرض لتسمم استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة،لكنني أؤكد لكم أني راض على الأداء الجيد للاعبين، بالمقابل اعترف بكوني جد حزين على النتيجة".
ولم يخف ستوارت باكستر مدرب كايزر شيفس إعجابه بالجماهير الغفيرة التي ساندت الرجاء، علما أن عدد افراد الجمهور الذين أدوا أثمنة التذاكر بلغوا 404 32 متفرجا مما أنعش خزينة الرجاء بمبلغ فاق 117 مليون.
وأرجع ستوارت باكستر هزيمة فريقه للضغط الرهيب الذي مارسه أنصار الرجاء على لاعبيه مما دفعهم لارتكاب العديد من الأخطاء خلال المباراة أحسن استثمارها الأخير على نحو جيد خاصة على مستوى اللمسة الأخيرة والتسرع وغياب التركيز.
وزاد مدرب كايزر شيفس قائلا خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، مبررا أسباب إقصاء فريقه بأن تأهل مضيفه الرجاء قد حسم بشكل كبير خلال مباراة الذهاب بدوربان.
وبعدما وصف جمهور الرجاء بالرائع أشار ستوارت باكستر بأنه يستحق الفوز.
كواليس المباراة
مداخيل
أبدر مدرب كايزر شيفس إعجابه بالجماهير الغفيرة التي ساندت الرجاء، وتركت في خزينته مبلغا فاق 117 مليون سنتيم، علما أن عدد من أدوا أثمنة التذاكر بلغوا 404 32 متفرجا.
تيفو
احتفى جمهور الرجاء من خلال" التيفو" الذي رفعه قبل بداية المباراة بالمدربين الثلاثة الذين قادوا الفريق للتتويج بعصبة الأبطال الإفريقية وهم اوسكار فيلوني ووحيد هاليلوزيتش ثم الجزائري رابح سعدان، إذ رفع بورتري لكل واحد منهم، رفقة عمداء اللاعبين السابقين أيضا الذين رفعوا الكأس، وهم حسن موحد و مستودع ثم اللاعب عبد الاله فهمي.
سائل
قبل بداية المباراة بساعة لوحظ طفلين من ابناء مدرسة الرجاء البيضاوي يرشان سائلا من قارورة صغيرة داخل المرمى تفاديا لاية محاولة اعمال شعوذة من الضيف الافريقي، خصوصا وان فريق كايزر شيفس تدرب ليلة المباراة، و حسب مصادرنا كان يقوم بأشياء غريبة.
إحماء
مباشرة بعد نهاية المباراة خضع لاعبو كايزر شيفس لفترة إحمائية اخرى دامت نصف ساعة لإزالة العياء أمام أنظار الطاقم التقني، وشارك فيها كل اللاعبين الرسميين والاحتياطيين.
يشار إلى أن الفريق الضيف تنتظره رحلة شاقة أثناء عودته الى جنوب افريقيا يوم "الاثنين" تدوم 21 ساعة، وسيجري الخميس المقبل مباراته المؤجلة امام منافسه المباشر ضمن بطولة جنوب أفريقيا لكرة القدم.
شابالالا
غاب عن فريق كايزر شيفس كل من نجمه شابلالا بسبب" قيح" بأسنانه اصابه بتسمم، فيما غاب عن صفوف الرجاء كل من الهاشمي وشاغو بسب الإصابة، ثم بورزوق الموقوف من طرف المكتب المسير حتى نهاية الموسم.
روماو: التأهل أمام كايزر شيفس أحسن انتصار تذوقته هذا الموسم
حاوره: خالد نشيد
مدرب الرجاء ابدى سعادته بتعافي الثلاثي العقال وشاكو والحافيظي وقال إنه من السابق لأوانه الحديث عن مباراة سطيف
أبدى خوصي روماو مدرب الرجاء سعادته بالتأهل إلى الدور المقبل في عصبة الأبطال الإفريقية، والذي أتى أمام فريق كبير ومنظم حسب قوله، معتبرا أن قوة الفريق «الاخضر» تستمد من جمهوره الكبير الذي يدفع اللاعبين لتحقيق الانتصارات في المناسبات الكبيرة. وأشار روماو خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة بأن الرجاء يتوفر على ترسانة مهمة من اللاعبين الموهوبين ذوي التجربة الجيدة واخرين شباب سيقولون كلمتهم لاحقا وقادرين على تحقيق الانجازات الكبيرة كعصبة الأبطال الإفريقية هذا الموسم.
ما هو تقييمكم للجانب التقني للمباراة ضد كايزر شيفس؟
دعني أقول لكم إن فوزنا على" كايزر شيفس" الجنوب الإفريقي هو احسن انتصار تذوقته لحد الساعة هذا الموسم رفقة الرجاء، حيث كان ضد أحسن فريق في إفريقيا ضمن عصبة الأبطال الافريقية، أما من خلال اطوار المباراة فكان الشوط الاول تكتيكيا محضا بمعنى الكلمة و كانت تغلبه الحيطة والحذر، لأن أي هدف مبكر قد يبعثر الأوراق لكلا الفريقين، أما الشوط الثاني فتغير الإيقاع لأن الخصم أراد تغيير النتيجة لصالحه و لأنه كان متخلفا بنتيجة هدف لصفر في مباراة الذهاب، الأمر الذي ترك لنا المساحة واستغليناها أحسن استغلال، وتمكنا من تسجيل هدفين أفرحا الجماهير الخضراء ثم حررا اللاعبين من الضغط النفسي.
– لكن الرجاء لم يخلق فرصا كثيرة للتسجيل كما عودنا أمام جمهوره؟
من الصعب أن تفوز على فريق منظم مثل" كايزر شيفس" الذي جاء إلى المغرب من اجل حصد نتيجة ايجابية، ويتوفر على نجوم كبار بجنوب إفريقيا مثل "جورج ليبيس" و"برنارد باركير" وغيرهم، لكننا خلال المواجهة لم نكن نريد المغامرة خوفا من تلقي أهداف مباغتة من الخصم الذي لم يكن سهل المنال، وقد رأيتم كيف خلق لنا عدة مشاكل أمام مرمى هشام العلوش.
– تراجع مستواكم في البطولة الاحترافية وما تلاها من غضب الجمهور، تأهلكم إلى الدور المقبل هل سيهدئ العاصفة؟
أنا الآن حققت تأهلا تاريخيا في عصبة الأبطال الإفريقية، وأدخلنا الفرحة والسرور في قلوب الأنصار، لكنني هنا جئت لأتحدث عن عصبة الأبطال وليس البطولة الاحترافية أو منافسة اخرى.
– الجمهور الرجاوي أصبح يطالبكم بالفوز ب "عصبة الأبطال" بعد تلاشي حظوظكم للمنافسة على لقب البطولة، هل يشكل ذلك ضغطا عليكم؟
الجمهور الرجاوي أكثر من رائع، وهو دائما يدفعنا لتحقيق الأفضل وهو عبارة عن" الاكسجين" الذي نتنفسه،لا أخفيكم بأنني أسعى جاهدا لإسعاده، وتحقيق الأفضل لكنني بالمقابل أريد أن أبلغه بان الفريق الأخضر يتوفر على ترسانة مهمة من اللاعبين الأكفاء ذوي التجربة، وآخرين قادمين من فئة الأمل أعطيناهم الفرصة ضمن الكبار وسيقولون كلمتهم مستقبلا تنفيذا للعمل الذي سطرته رفقة المكتب المسير، وأؤكد أنه لاخوف على مستقبل الرجاء البيضاوي في المباريات المقبلة، لأننا نتوفر على فريق كبير وجمهور رائع، وقادرين على تحقيق المبتغى والفوز بعصبة الأبطال، وهذا ليس بغريب على فريق مثقل بالألقاب ويكبر في المنافسات الكبيرة.
– كيف ترى مواجهتكم المقبلة في دور ما قبل المجموعات أمام وفاق سطيف الجزائري؟
(مقاطعا) لا دعني الآن أسترد انفاسي قليلا في هاته اللحظة ولكل حديث أوان.
– هل انت مرتاح لعطاء اللاعبين و للنهج التكتيكي التي تعتمده؟
أنا جد مرتاح لعطاء اللاعبين الشباب الذين اقحمتهم كوليد الصبار وبلمقدم الذي يبصم على مباريات جيدة، لكنني جد سعيد بعودة بعض اللاعبين من الإصابة مثل عبدالاله حافيظي وصلاح الدين العقال ثم المدافع احمد شاغو دون أن ننسى عودة الهاشيمي المرتقبة الذي يبذل مجهودات جبارة في التداريب من أجل العودة سريعا الى الميادين.