يسير الرجاء البيضاوي بطل المغرب لكرة القدم على خطى الاهلي المصري بطل القارة السمراء ببلوغه الدور نصف النهائي للنسخة العاشرة من كأس العالم للاندية في كرة القدم المقامة في أكاديرومراكش حتى السبت المقبل. وحقق الرجاء البيضاوي انجازا تاريخيا في ثاني مشاركة له في العرس العالمي بعد الاولى عام 2000 في النسخة الاولى في البرازيل عندما مني بثلاث هزائم امام كورينثيانز البرازيلي وريال مدريد الاسباني والنصر السعودي. وتمكن "النسور الخضر" وهو لقب الرجاء البيضاوي من تحقيق فوزين متتاليين على اوكلاند سيتي النيوزيلندي 2-1 في الدور الاول الاربعاء الماضي, وعلى مونتيري المكسيكي بالنتيجة ذاتها ولكن بعد التمديد امس السبت في ربع النهائي, ليضمنوا مواجهة اتلتيكو مينيرو البرازيلي الاربعاء المقبل في مراكش. وكان الاهلي ابلى بلاء حسنا في نسخة 2006 في اليابان في مشاركته الثانية عندما أبهر الجميع بعروض خولته انتزاع المركز الثالث عن جدارة وإستحقاق بفوزه على اميركا المكسيكي 2-,1 علما بانه كان قاب قوسين او ادنى من بلوغ المباراة النهائية حيث خسر بصعوبة امام إنترناسيونال البرازيلي 1-2 في دور النصف. وللمصادفة فان الاهلي حقق فوزين في نسخة 2006 على حساب اوكلاند سيتي بالذات 2-صفر في ربع النهائي واميركا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث, كما ان مواجهته في دور الاربعة كانت مع بطل اميركا الجنوبية. وضرب الرجاء البيضاوي, بطل القارة السمراء 3 مرات اخرها عام ,1999 بقوة بدوره في النسخة الحالية وبعرضين رائعين ايضا حيث وضع همومه المحلية جانبا ودافع بشرف كبير حتى الان عن حظوظه في البطولة بفوزين خولاه بلوه دور النصف للمرة الاولى في تاريخه ليصبح ثالث فريق عربي يحقق هذا الانجاز بعد اتحاد جدة عام 2005 عندما خسر صفر-1 امام ساو باولو البرازيلي الذي توج باللقب لاحقا, والاهلي عام 2006. كما اصبح الرجاء البيضاوي ثان فريق من القارة السمراء يحقق هذا الانجاز بعد مازيمبي الكونغولي الديموقراطي الذي بلغ نهائي نسخة 2010 قبل ان يخسر امام انتر ميلان الايطالي صفر-3. واكد مدرب الرجاء البيضاوي الجديد التونسي فوزي البنزرتي الذي استلم المهمة قبل 4 ايام من انطلاق المونديال, انه يثق في قدرات لاعبيه وفرصهم في الذهاب إلى ابعد دور في البطولة. وقال البنزرتي "يجب ان نثق في قدراتنا للذهاب بعيدا في البطولة ويجب ان نكون دائما متفائلين حتى الثانية الاخيرة. التفاؤل حافز مهم لتحقيق النتائج الجيدة وتخطي الصعاب, لو لم نكن متفائلين لما وصلنا الى نصف النهائي". واضاف "هذا هو الخطاب الذي أوجهه الى اللاعبين وهو نابع من ثقتي الكبيرة في نفسي وفي مؤهلاتي, وقد قلت ذلك منذ وصولي وتحملي للمسؤولية, وتلك الثقة لا تتأثر سواء فزت أو خسرت, لان هذه هي كرة القدم, فيها الفوز والتعادل والخسارة ولا يوجد مدرب حقق الانتصارات فقط". وتابع "ندين بهذا الانجاز الى العمل النفسي الكبير الذي قمنا به منذ استلام المهمة, كان اللاعبون محبطين ولا يملكون الحافز ولكنهم الان متحمسين ومتحررين ما يعكس العروض الجيدة التي يقدموها في البطولة", في اشارة الى المعاناة النفسية للفريق بسبب النتائج المخيبة محليا والتي دفعوا ثمنها غاليا بخسارة نهائي مسابقة الكأس المحلية بتعادل وخسارتين متتاليتين محليا ما ادى الى اقالة المدرب السابق محمد فاخر والتعاقد مع البنزرتي. ولم ينكر البنزرتي العمل الرائع لسلفه, وقال "قام محمد (فاخر) بعمل رائع وأنا أشكره عليه, لم يكن ينقص الرجاء شيئا فكل العوامل والظروف متاحة لتحقيق النتائج الجيدة, كل ما في الامر هو الصدمة النفسية التي كان الفريق في أمس الحاجة اليها والتي نعمل يوميا على تذكير اللاعبين بها". وبخصوص المباراة المقبلة, قال "لا أعرف شيئا عن الفريق البرازيلي سوى انه يملك فنيات عالية ولاعبين كبار, سندرس اشرطة فيديو لمبارياته, نحن نحترمه ولكن الفوز عليه ليس مستحيلا". وأضاف "سنحاول استعادة لياقتنا كوننا خضنا مباراتين في مدى ثلاثة ايام وواحدة منهما لمدة 120 دقيقة. المباراة الاخيرة كانت مختلفة تماما عن مباراة اوكلاند وبذلنا فيها مجهودات كبيرة وبالتالي نحتاج الى الراحة للاستعداد لاتليتيكو مينيرو حيث نسعى الى تقديم عرض رائع ايضا لامتاع الجماهير التي تساندنا بقوة ويعود لها الفضل ايضا فيما نحققه في هذه البطولة". من جهته, قال قائد الفريق محسن متولي "الرجاء البيضاوي فريق التحديات وقد اثبتنا ذلك عن جدارة في البطولة الحالية ببلوغنا نصف النهائي ونحن نتمنى مواصلة حصد الانتصارات لبلوغ المباراة النهائية". وأضاف "فوزنا على اوكلاند سيتي حررنا من الضغط النفسي وجعلنا نلعب بتحرر كبير كما ان المساندة الجماهيرية تحفزنا لبذل كل ما في وسعنا لتحقيق نتيجة ايجابية تشرف كرة القدم المغربية والعربية". ويملك الرجاء البيضاوي قاعدة جماهيرية كبيرة تقف بجانب فريقها في السراء والضراء ولا تدخر جهدا في مؤازرته وتشجيعه حتى الرمق الاخير. يرتكز اسلوب الرجاء على الاستعراض وامتاع جمهوره الكبير باللمسات الفنية والتمريرات القصيرة والهجمات المنظمة والمنسقة, خطوطه مكتملة ومتجانسة. وتابع متولي "حلمي تحقق الان وهو مقارعة رونالدينيو (نجم اتلتيكو مينيرو), كنت أحلم بمشاهدته فقط والان سأواجهه وسأكون ندا له لأنه يلعب في الجهة اليسرى وسأكون أول مع يقف بوجهه كوني ألعب في الجهة اليمنى لفريقي". وختم "إعجابي به وكونه قدوة لي لن يجعلني أستسلم أمامه بل سأبذل قصارى جهدي لوقفه ومساعدة فريقي الى تخطي دور الاربعة".