يضيق صدر الإطار عبد الهادي السكتيوي ألما ومرارة ووجعا بالذي عاشه في موسمه الأخير مع المغرب الفاسي، إلى الحد الذي جعله يقرر مبدئيا مع نفسه بعدم البقاء لموسم آخر على رأس الجهاز التقني للنمور الصفر، برغم أن عقده مع الأخير لن ينتهي إلا في الثلاثين من يونيو 2011. ولا يستطيع عبد الهادي السكتيوي إلى الآن أن يمنع نفسه من البوح بملح المرارة وبعلقم الإحباط للذي شاهده من فريق عاش في ظلاله، لعب له وأخلص في حبه، وعندما عاد له مدربا ومؤطرا كان يأمل في رد بعض من الدين، فهل جارت عليه الأيام إلى هذا الحد الذي يخرج فيه السكتيوي حزينا وملسوعا؟ يقول عبد الهادي السكتيوي في بوح خاص: «معروف عني أنني مقل في الكلام وفي إطلاق التصريحات وحتى الحديث عن الآخرين، حتى لا يقال أنني في بحثي عن الأعذار أظلم الآخرين.. ولكن أقول بمنتهى الأمانة أن ما عشته مع فريقي الأم المغرب الفاسي كان محزنا ومكسرا للضلوع وغير محفز على العمل الإحترافي، وأعترف أنني غالبت نفسي كثيرا، هربت من التصريحات الصحفية بقصد حتى لا أظهر النزيف، ولكن وقد إنتهى اليوم الموسم، أصرح أن الأشياء لم تكن كلها على ما يرام داخل فريق المغرب الفاسي، لست أنا من يقول ذلك تذرعا أو تخفيا وتسترا، ولكن هناك وقائع كثيرة تقول ذلك، عودوا إلى الموسم وعدوا المرات التي أضرب فيها اللاعبون أو هددوا بالإضراب عن اللعب، خلال مباراة الدفاع الجديدي كنا على وشك تقديم إعتذار لولا أنني بذلت جهدا لأحبط ذاك العزم، لأن المغرب الفاسي فريق كبير ولا يمكن أبدا أن تسمع عنه كل هذه الأشياء.. شخصيا ضاق صدري بما رأيت وبما سمعت، وبما عشته داخل فريقي الأم الذي أحمل عنه في قلبي ووجداني ما لا تستطيع أي قوة أن تبيده أو تمحيه، وعندما أنتفض اليوم وأخرج طوعا عن صمتي، فلكي أنبه إلى أن الأمور لا يمكن أن تبقى على هذا الحال». ما يقصده الإطار عبد الهادي السكتيوي هو أن الفريق واجه إكراهات وأزمات مادية على الخصوص، أخلت بالنظام وعاقت العمل الإحترافي الذي يرتضيه أي مدرب يحترم نفسه، يقول السكتيوي: «نحن داخل الفريق الواحد نرتبط بعقود وجدانية وأدبية ومادية على الخصوص، وإذا ما كان هناك وفاء مطلق بالعقود الوجدانية والأدبية لوجود مشتركات كثيرة، بيني أنا كمدرب وبين عدد من اللاعبين وبين الفريق، فإن هناك أيضا عقودا مادية إحترامها هو أساس كل إستقرار، وهنا بالذات حدثت أشياء كثيرة أضرت بالمعنويات وانعكست سلبا على الأداء الجماعي. لا أريد أن أدخل في التفاصيل، ولكن أقف عند شيء واحد هو أن اللاعبين وأنا معهم عانينا كثيرا في تحصيل المستحقات، ويذهلني أن هناك من يطلع علينا في هذا المنبر الإعلامي أو ذاك ليقول أن الفريق أوفى بكل تعهداته اتجاه اللاعبين، هذا تغليط كبير للرأي العام..». ولا يقبل عبد الهادي السكتيوي على نفسه العمل في ظل هذه الأجواء التي تتنافى مع قناعاته: «حتى لا يفهم أنني أتوخى نسف عمل ما ثم القيام به، وحتى لا أفهم بأنني أضع الجميع في سلة واحدة، أقول أن هناك أشخاصا يخدمون المغرب الفاسي من مواقع كثيرة، يدعمون ويؤازرون، وكثيرهم فضل أن يدعم من بعيد، ولكن هناك أشخاصا ليست لهم الأهلية ليتقلدوا مسؤولية فريق بحجم المغرب الفاسي كما أعرفه وكما تربيت بداخله. وإذا ما كانت الأمور ستستمر على هذا النحو، فإنني أقول صادقا أنه من غير الممكن أن أقايض بغيرتي على الفريق وهي كبيرة بالعمل في ظروف لا تحترم فيها البديهيات الإحترافية.. صدقا أتمنى أن تكون هناك قراءة نقدية عميقة من طرف من لهم الأهلية والكفاءة لواقع المغرب الفاسي، إذا ما كانت هناك نية لتغيير الحال، لأن الفريق إن إستمر على هذا الحال فتلك هي المصيبة العظمى».