غادرت المغرب الفاسي هروبا من دكة الإحتياط الوحدة السعودي رهان جديد لأرد على المشككين لهذه الأسباب لم أوقع لجمعية سلاوالإمارات والعين تعلمت الشيء الكثير من فاخر رغم ضيق الوقت لم ينتظر المهاجم عبد الكريم بنهنية طويلا ليفرض نفسه داخل فريقه الجديد الوحدة السعودي، ففي مواجهته الأولى سجل رباعية في مرمى الفتح السعودي تأكيدا لعزمه على التألق في تجربته الجديدة بعد أن كانت آخر محطة له مع المغرب الفاسي. البداية القوية التي وقع عليها لها ما يفسرها، فالحماس الذي ينتابه أعاده إلى المواجهة بعد المتاعب التي تعرض لها مع الماص هذا الموسم كان أبرزها ابتعاده عن المنافسة لاختيارات تقنية اعتبرها عبد الكريم بنهنية غير منصفة، وهي من عجلت له بالبحث عن تغيير الأجواء في ظل التهميش الذي طاله. في هذا الحوار يكشف هداف النمور الصفر عبد الكريم بنهنية عن أسباب اختياره، الوحدة السعودي وسر انطلاقته القوية كما يسلط الضوء على المشاكل التي عاش مؤخرا بالمغرب الفاسي. المنتخب: حدثنا أولا عن شعورك بعد البداية الموفقة مع فريقك الجديد الوحدة السعودي وتداعيات الأهداف الأربعة التي سجلتها؟ - عبد الكريم بنهنية: سعادتي لا توصف بعدما وقعت على إنطلاقة جيدة قوامها أربعة أهداف في مرمى الفتح السعودي، أكيد أن هذه البداية ستمنحني كل أنواع الثقة وسترفع معنوياتي مستقبلا، فليس أفضل أن تتألق في بداياتك بتسجيل الأهداف، أما بخصوص التداعيات فإن جميع الفعاليات أحاطوني بالتشجيع وهنأوني على المستوى الذي ظهرت به في هذه المباراة أكان المسؤولون أم اللاعبون والطاقم التقني والجمهور. المنتخب: ربما هذه البداية القوية ستجعل منك محط أنظار الخصوم، ومكونات فريقك الوحدة سينتظرون منك المزيد؟ - عبد الكريم بنهنية: فعلا أدرك أن رباعيتي هي في الواقع تكليفا وليس تشريفا، وحتما الكل سينتظر مني الكثير والمزيد.. الرباعية التي سجلت تركت صدى كبيرا في الأوساط الكروية السعودية وهذا ما سيجعلني محط مراقبة الخصوم، لذلك أنا مطالب بالإجتهاد أكثر سواء في التداريب أو المباريات لتكريس بدايتي القوية. المنتخب: هي إذن محطة جديدة في مشوارك الكروي، ماذا تنتظر منها؟ - عبد الكريم بنهنية: بالفعل أعيش منعرجا آخر في مشواري الكروي بعد أن حققت أحد الأهداف والطموحات بدخولي الإحتراف، أمامي إذن الفرصة للإنبعاث من جديد بعد المشاكل التقنية التي عرفتها مع المغرب الفاسي والتي جعلتني أبتعد عن المباريات، كل ما أنتظر من هذه التجربة هو العودة إلى أجواء المنافسة وتطوير مؤهلاتي وتحسين وضعيتي الإجتماعية. المنتخب: على ذكر المغرب الفاسي، ما الذي دفع بك إلى التفكير في مغادرته بعد سنوات جيدة قضيتها داخل قلعته؟ - عبد الكريم بنهنية: أريد أن أعود إلى الوراء لأؤكد أني قضيت سنوات جيدة مع الفريق الفاسي وفتح لي الطريق لتحقيق مجموعة من الأهداف، وهنا أريد أن أشكر عبر هذا المنبر الجمهور الفاسي الذي لم يدخر أي جهد في دعمي ومساندتي منذ أن وطأت قدماي القلعة الفاسية، ولن أنسى ما قدمه لي من مؤازرة، على أن السبب الذي دعاني للتفكير في مغادرة الماص هو غيابي عن المنافسة لاختيارات المدرب عبد الهادي السكتيوي، لم أتقبل أن ألعب لبضع دقائق أو الجلوس في دكة الإحتياط، وبالتالي كنت مجبرا لتغيير الأجواء بحثا عن أجواء أرحب. المنتخب: أكيد أنك استفدت من خلال تجربتك مع المغرب الفاسي رفقة المدربين الذين تعاقبوا على الماص؟ - عبد الكريم بنهنية: أريد هنا أن أؤكد على إطار كان له أثر كبير على توجيهي وأنا صغير السن وهو المدرب عبد الله البيدوري الذي أود أن أوجه له جزيل الشكر على كل ما قدمه لي منذ صغر سني، أما على صعيد المغرب الفاسي فقد تدربت على يد العديد من المدربين كالفرنسي بيير لوشانتر وأبو بكر الغندور ورشيد الطوسي الذي عشت معه أيضا لحظات رائعة والسينغالي لامين ديانغ ومحمد فاخر ثم عبد الهادي السكتيوي. المنتخب: المدربون على وزنهم، من هو الإسم الذي أثر في مشوارك ومستواك داخل المغرب الفاسي؟ - عبد الكريم بنهنية: كما قلت أني عشت لحظات رائعة مع المدرب رشيد الطوسي، لكن لا أخفي عليك أني تعلمت جملة من الأشياء مع المدرب محمد فاخر، فرغم أني قضيت فقط فترة الإستعدادات مع الفريق لكني تعلمت العديد من الأشياء على جميع المستويات التكتيكية والإنضباط والإستعداد الداخلي والخارجي، وكنت أتمنى أن أواصل التدريب تحت إمرته للإستفادة أكثر من تجربته وهو المشهود له كمدرب كفء. المنتخب: الملاحظ أنك تأقلمت مع الأجواء بسرعة ولم تنتظر طويلا لفرض نفسك داخل الفريق السعودي؟ - عبد الكريم بنهنية: هذا يعود أولا إلى عزيمتي في تعويض ما فات والحماس الذي انتابني بعد أن غادرت المغرب الفاسي، كنت أحمل مرارة كبيرة وأنا أغادر القلعة الفاسية لأني شعرت بنوع من الظلم واللامبالاة، فكنت عازما كل العزم أن أعيد تلميع صورتي وأرد على المشككين. ثانيا الأجواء المثالية التي وجدتها بالفريق والدعم الذي وجدته من طرف جل فعاليات الفريق، خاصة بتواجد كل من يوسف قديوي وعبد الصمد رفيق بالفريق، حيث دللا علي العديد من الصعاب داخل الملعب أو خارجه. المنتخب: قلت أنك غادرت الفريق الفاسي وأنت تشعر بنوع من الظلم، ماذا تقصد؟ - عبد الكريم بنهنية: فعلا لم أنتظر يوما أني سأعيش بالمغرب الفاسي نوعا من التهميش واللامبالاة، وقعت على موسم رائع مع المدرب رشيد الطوسي وكنت أشكل إلى جانب نبيل الداودي قوة ضاربة بالفريق، لكن هذا الموسم كل شيء تغير بعد أن انتدب المسؤولون لاعبين جدد وباتت تعطى لهم الفرص الكاملة فيما تعرضت إلى التهميش، ونسي البعض ما كنت أقدمه والأهداف التي سجلتها، فأصبحت أقضي كل الوقت رهين دكة الإحتياط وأتابع المباريات من المدرجات، وهو الوضع الذي لم أتقبله، خاصة أني كنت أشعر داخل قرارة نفسي أني قادر كما عودت الكل على العطاء وتقديم الإضافة المرجوة. المنتخب: هل تحدثت مع المدرب عبد الهادي السكتيوي حول وضعك داخل الفريق؟ - عبد الكريم بنهنية: فعلا تحدثت مع عبد الهادي السكتيوي وقلت له أني أريد تغيير الأجواء لأن ابتعادي عن المنافسة لا يناسبني، لكنه رفض وقال أنه بحاجة لخدماتي، لكن الواقع لم يؤكد ذلك لأني لم أمنح فرصتي الكاملة وظللت بعيدا عن المنافسة بعد أن كنت رسميا في السابق. المنتخب: وماذا عن رد المكتب المسير؟ - عبد الكريم بنهنية: المكتب المسير هو الآخر رفض فكرة أن أغير الأجواء رغم أني كنت مصرا على ذلك، لكن الأدهى في ذلك هو أن بعض المسؤولين لم يعد يهمهم بنهنية حتى أنهم استرخصوا الرد على مكالمتي. المنتخب: بماذا فكرت بعد هذا الذي حصل لك مع الفريق؟ - عبد الكريم بنهنية: فكرت في عدم العودة إلى المغرب الفاسي حتى والمسؤولون لم يمنحوني أوراقي لتغيير الأجواء، لأنه لم يعد يعنيني أن أمارس داخله، بل فكرت في الإعتزال نهائيا لأني لم أتقبل ما حدث لي في. المنتخب: كنت على وشك الإنتقال إلى جمعية سلا، ماذا حصل؟ - عبد الكريم بنهنية: هذا صحيح، بل تدربت مع الفريق السلاوي حصة واحدة وكنت أمني النفس في الإنتقال لهذا الفريق لتأكيد لكل من شكك في قدراتي بالمغرب الفاسي أنني لاعب له مكانته الرسمية وأكرس ما قدمت داخل الماص قبل أن أتعرض للتهميش.. السبب في عدم انتقالي للفريق السلاوي هو أن الأخير لم يصل إلى حل توافقي مع المسؤولين الفاسيين بينما توصلوا إلى حل مادي معي ووضعوا أمامي كافة الشروط التي طلبت. المنتخب: بعدما فكرت في الإنتقال إلى الإمارات، ما الذي دفع بك إلى اختيار محطة خارج المغرب؟ - عبد الكريم بنهنية: كان من اللازم أن أبحث عن محطات جديدة بعدما أقفلت في وجهي جميع الأبواب بالمغرب، كان نادي الإمارات الإماراتي أولى محطاتي التجريبية، حيث تدربت معه أسبوعين وبعد ذلك تنقلت إلى العين الإماراتي وتدربت أسبوعا واحدا، إستفدت طبعا من المحطتين رغم أني لم أوقع للفريقين. المنتخب: عرجت بعد ذلك إلى السعودية، كيف توصلت إلى اتفاق مع نادي الوحدة؟ - عبد الكريم بنهنية: الإنتقال إلى الوحدة السعودي جاء عبر وكيل أعمالي عزيز الشافعي الذي أشكره بالمناسبة على المجهودات التي قام بها معي، تركت له اختيار محطتي القادمة والعرض الذي يفيدني، وهو ما كان بعد أن وقعت للوحدة السعودي الذي خضت معه اختبارا تقنيا ناجحا قبل أن ألتحق به. المنتخب: حدثنا عن بنود العقد الذي وقعت مع فريقك الجديد؟ - عبد الكريم بنهنية: أولا أنا انفصلت نهائيا عن المغرب الفاسي، وبالتالي وقعت للوحدة السعودي إلى نهاية الموسم، وسيبقى لي الإختيار لتحديد وجهتي المقبلة إما بتجديد العقد أو تغيير الأجواء، وبالتالي أعتبر هذه النقطة إيجابية، وبالنسبة لي لم يعد مستقبلي رهينا بأي فريق. المنتخب: وأنت داخل قرارة نفسك هل تود مواصلة المسار مع الوحدة السعودي، أم تغيير الأجواء؟ - عبد الكريم بنهنية: في الواقع من الصعب أن أقرر مساري إن كنت سأجدد عقدي مع الوحدة السعودي أو أن أغادره، أنا في بداية مشواري معه وسنرى ما يمكن أن يحمله المستقبل، فعلى ضوئه وحسب المعطيات القادمة سأحدد مستقبلي. المنتخب: وماذا عن فريقك ونتائجه في هذا الموسم؟ - عبد الكريم بنهنية: الفريق يحتل حاليا المركز الخامس في ترتيب البطولة، وهي رتبة مشرفة مقارنة مع الموسم الماضي، حيث كان الفريق مهددا بالنزول إلى الدرجة الثانية وعانى نوعا ما ليحافظ على مكانته بقسم الأضواء، هذا الموسم النتائج جيدة مقارنة بالموسم الماضي، والفريق ما زال يطمح في تحسين ترتيبه، خاصة إذا ما استغل الدورات القادمة، إذ يطمح إلى إنهاء الترتيب في إحدى المراكز المتقدمة التي تخول له المشاركة في المسابقات الخارجية. المنتخب: بأي طموح إلتحقت بالوحدة السعودي؟ - عبد الكريم بنهنية: أولا أريد أن أعوض الوقت الأخير الذي ضاع مني لغيابي عن المنافسة، حيث وجدت هنا الأرضية مناسبة لدخولي أجواء المنافسة من الباب الواسع، وهنا لا بد أن أشيد بالإمكانيات التي يتوفر عليها هذا الفريق والطريقة الإحترافية التي يدار بها، كل هذه الأسباب أكيد أنها ستساعدني على النجاح. المنتخب: والإحتراف الأوروبي، هل يدخل ضمن إهتماماتك؟ - عبد الكريم بنهنية: طبعا، كل لاعب إلا ويحلم أيضا بأن يعيش هذه التجربة بأوروبا، لأنها حتما ستساعدني على صقل مواهبي والرفع من مستواي التقني، تعلم أن المنتخب المغربي بات يعتمد أكثر على المحترفين بأوروبا، وبالتالي يبقى ذلك من بين الدواعي التي تجعلني أطمح لدخول تجربة إحترافية بأوروبا. المنتخب: هل أنت راض على مشوارك الكروي إلى الآن؟ - عبد الكريم بنهنية: «الحمد لله أني حققت جملة من الأشياء التي كنت أحلم بها، وأنا صغير السن خططت لأحمل ألوان فريق كبير وبالتالي لعبت للرجاء، كما أني حاليا تذوقت حلاوة الإحتراف مع الوحدة السعودي وشاركت مع المنتخب المغربي الرديف، كلها محطات أعتز وأفتخر بها كثيرا، طبعا لن أتوقف عند هذا الحد، إذ ما زالت جعبتي تحمل العديد من المواهب.