كما كان متوقعا لم تحسم الجولة 29 من البطولة الوطنية للقسم الأول في هوية الفريق القائز بالدرع أو حتى تحديد نسب محددة للمرشح الأبرز لتقلد هذا الوشاح، كما تميزت الدورة بعدم وضوح الصورة بخصوص الفريق الثاني الذي سيرافق جمعية سلا للقسم الثاني ، بعدما أفرزت نتائج كشفت لحد ما عن نظافة التباري في مباريات سبقتها رياح التخمينات الأولية. وهكذا خرج الرجاء البيضاوي مستفيدا كبيرا من الدورة بعدما حقق فوزا هاما رغم أنه كان شاقا بعض الشيء على حساب القرش المسفيوي الموجوع بلهيب المؤخرة ب (32).. وبذلك قفز النسور الخضر للمرتبة الأولى برصيد 52 نقطة في لقاء أعاد الأمل النسبي للرجاء بعدما تلاشى قبل أسبوع من الآن عقب السقطة الكبيرة بخريبكة، في وقت بات الأولمبيك بحاجة لحظ مضاعف وأيضا لجهود كبيرة من أجل الإفلات من مخالب النزول بعد أن تهيأت له فرصة كبيرة لم تعدم حظوظه من خلال الخدمة التي قدمها فارس الرقراق للمسفيويين بطريقة غير مباشرة من خلال إجبار شباب المسيرة على التعادل بأبوكر عمار. وهكذا استغل الرجاء تآكل الوداد مع الجديدة بملعب العبدي في مباراة مشنوقة ومتوترة آلت للتعادل السلبي الذي لم يخدم مصلحة أي منهما. الوداد الذي استعاد تقرير مصيره وليجعله في يديه الدورة الماضية، رضخ لمشيئة المحليين الذين تشبثوا بدورهم بكل آمالهم الممكنة من أجل التتويج. ورفع الوداد رصيده بعد النقطة المسجلة بالجديدة ل 51 نقطة ثانيا خلف الرجاء والدفاع الجديدي ثالثا برصيد 49 نقطة، مقلصا كل إمكانية له للحاق بالمتصدر الجديد لإتساع الفارق ل 3 نقاط. الوداد بحاجة لفوز ضد الفتح الرباطي وانتظار تعادل الرجاء ضد الفريق العسكري من أجل لقب يحمل الرقم 12. وعلى صعيد المؤخرة لم تحدث متغيرات كثيرة اللهم فرار النادي القنيطري بجلده من خلال الفوز المحقق ضد حسنية أكادير بفضل هدف الواعد بلال بيات. ورفع بالتالي رصيده من النقاط ل 35 نقطة يتعذر على الملاحقين إدراكه فيها. وهو نفس المعطى الذي مكن الوداد الرياضي الفاسي من القبض على نقاط كاملة وغالية ضد الجيش الملكي بفضل هدف اللاعب القادم من شباب خنيفرة العبوبي والذي جعل رفاق اللاعب اشكيليط الغائب الأبرز عن المواجهة يبلغون النقطة 36 على أن النتيجة لم تؤثر على وضع الجيش الملكي الذي عبأ جهوده ولاعبيه لمباراة الرجاء البيضاوي المنتظرة. وتعذر على بقية المهددين بالخروج سالمين بعد نتائج مخيبة للغاية، إذ تعادل الإتحاد الزموري للخميسات بمراكش ولم يستطع تكرار نفس الإنجاز الذي حققه ضد المغرب التطواني وهو التعادل الذي حكم على الفريق الزموري بانتظار جولة الحسم من أجل النجاة من مصير سيء عنوانه النزول للقسم الثاني برصيد 32 نقطة على أن النتيجة لم تؤثر على الكوكب إطلاقا ببقائه رابعا. أولمبيك آسفي حاول الإستماتة قدر الإمكان وخرج خاسرا من مواجهته ضد الرجاء وبقي في المرتبة 15 برصيد 30 نقطة ويحتاج لخدمة الآخرين من أجل تحقيق المطلوب، ولم يستطع شباب المسيرة تكييف المباراة السهلة التي لعبها ضد الجمعية السلاوية الهابط مع سبق الإصرار والترصد وتعادله جعله مهددا فوق العادة للنزول بارتقاء رصيده للنقطة 31، وهو الطرف الوحيد من ضمن المعنيين بالنزول الذي سيلعب خارج قواعده الأسبوع القادم ضد المغرب الفاسي. الفتح الرباطي الذي تأجلت مباراته ضد المغرب الفاسي يحتاج لنقطة لضمان بقائه رسميا بغض النظر عن نتائج المواجهات المختلفة، الدورة جاءت شحيحة على مستوى الحصيلة التقنية والتهديفية وعنوانها البارز ثالوث يصارع لأجل اللقب وثالوت يتهدده تيار الغرق فأي صورة للهندسة النهائية للترتيب في بطولة لم تبح بكامل أسرارها بعد؟