أنا مزاوك رحم الله الفنان التطواني عبد الصادق شقارة عندما ترك لنا موروثه الغنائي الأصيل محمولا بكثير من المضامين الروحية والحسية، وتتذكرون أغنيته المعروفة «أنا مزاوك» بكلامها الشاعري للقاء الحبيبة وبغزل لائق ومثالي.. طبعا ينطبق مدخل الأغنية «أنا مزاوك باغي نشوفك، قولي فاين، حتى لاين ياك عرفتي وشنو كاين» على: أنا مزاوك فيك يا أسود ويا طوسي، باغي نشوفكوم، قولي فاين، حتى لاين ياك عرفتيو شنو عاملين.. شحال من ليالي، نبات نلاغي فيها همومي. وشحال نلاغي على المصايب الدايمة، والأحلام العايمة والفلوس السايبة، والأعوام القاحلة بلا فرحة تشفي البال. أنا مزاوك باغي نشوف منتخب البلاد غير سويعة نتسلا معاه ونلغي بلغاه مع العكارب. أنا مزاوك عمرو التيران، وجيبو الماكينات وحسبو الربح والبيوت وقولو باز باقيين تنحلمو. باغي نلقاك في يوم نجي براسي مرفوع ونتمتع بالقوة والفراجا.. باغي نتفرج وأنا مرتاح العين وهدار كل حين، لكن خسارة ما بقات فراجا. واش عرفتو راه الراجل تا يلغي بلغاه، وتا يحلم بزاف بالأنوار مع الكوت ديفوار. واش عرفتو راه مراكش ما ساقتش الخبار باللي منتخب البلاد لعاب تماك، وشحال من واحد مبغاش يمشي يتفرج حتى ولو كان الماتش فابور. مع الأسف هذا هو حال المنتخب الوطني الذي اهتزت أركانه لسنوات طويلة قبل أن يتهاوى اليوم مع أصداء جماهيرية احتوت الحدث بالرفض المطلق لسياسة الجامعة الفاشلة في التدبير بمن فيها حتى الطاقم التقني البعيد عن صناعة الإرتياح لدى الشعب. مع الأسف، أهل مراكش ثاروا على الوضاعة الكروية للمنتخب المغربي وقدموا رسالة مهمة لمكونات الكرة بالبلاد برفض الحضور جملة وتفصيلا ليس بمعزل عن النتائج حتى وإن كانت طيبة، ولكن للتمييع الذي شاب العرين بمتغيراته التقنية والبشرية ومن دون قناعات البناء والإستقرارلأعوام بخسائرها المادية والنفسية. مع الأسف، فضل المراكشيون جامع الفنا بطقوسه الشعبية المريحة على أن يتابعوا مغص كرة عقيمة لمنتخب يفترض فيه أن يقدم الإحترافية المتكاملة قبل أن يجازيهم بصورة الإحباط الشامل والأوهام الشفهية بأغنية «أيظن» . مع الأسف، الكل يحلل، يهلل، ينتقد، وناس الحال بعيدة عن القيل والقال ولا من بلاغ ولا من شجاعة في الرد والتغيير والإصلاح، ومع الأسف ، ما زالت الجامعة تحلم بالتأهل الذي لا يفيد في منطق الرؤيا العاقلة ومعها يسير موج الطوسي بالثقة العمياء. مع الأسف، هرمنا بلا أفراح ولا ألقاب ولا وعود تابثة ، وظل القناع السوداوي لكرة القدم جاثما علينا جميعا وعلى مناصري هذا البلد الحبيب، وسننتظر لأجيال أخرى ولادة رئيس جامعي في مستوى الجامعات الدولية، وناخب وطني يؤمن به الشعب لإنجازاته، لكن متى وكيف في زمن قل فيه الرجال؟