«ما تقيش» لاعب البطولة حين حذرنا من رمي لاعبي البطولة في محرقة دار السلام كي لا تشوى جلودهم، خرج على القوم من تبنى طرح انصر «بورزوق ظالما أو مظلوما» طاعنين في وطنية المحترف، وفي قيمة لاعب المهجر ومذكرين بسهرات بلهندة ونعرات تاعرابت وشطحات الشماخ. حذرنا من تداعيات الزج بلاعبين لا حول لهم ولا قوة بالضغط العالي، في فرن مستعر لظى ناره تحرق اللحم وتفتت العظم، لأننا إنطلقنا من شاهد يعلم الكثير من الأشياء عن البطولة ومستواها وطاقة لاعبيها.. وحذرنا معها من أن يصبح هؤلاء اللاعبين مسخرة في ملاعب الكرة لجمهور ذاكرته قصيرة ولا يحتفظ في علبة أسراره إلا بالكوارث. اليوم صحت النبوءة وصحت الفراسة، وكأن من زار دار السلام لم يطلب «التسليم» وهو يدخل أرض زنجبار وجبل كليمنجارو بصباطه ودون وضوء. لا الدعاء نفع والمذاهب الأربعة أجمعت بلغة واحدة على أن الصلاة والتراتيل لا تنفع كي يغلب في الكرة المسلم الكفار، لذلك حلت اللعنة على من اصطحبهم معه الناخب الوطني وكلهم ظهروا رفقة نواديهم وكأنهم لم يلعبوا الكرة يوما ما، فجاء أداؤهم ممسوخا. «طنزة» طانزايا للأسف أصبحت موضة الملاعب الوطنية، واللاعب المحلي الذي بشر الطوسي برفع كوطته ومساعدته على الإحتراف، أصبح عملة مفلسة ولن يساومها أحد في السوق. بتطوان عاش بورزوق الذي لا يجادل إثنان ولا يتناطح عنزان، على أنه مهاجم موهوب بالفطرة وصلة عذاب نفسي كبيرة، من جماهير الحمامة البيضاء، وكلما لمس الكرة صاحت الجماهير التطوانية «واطانزانيا». من أغلى مهاجم في البطولة أصبح بورزوق مادة دسمة للطنز بعد المباراة التي أضاع فيها «شواري» من الأهداف حتى لا نقول قفة، وهكذا بدل أن نكسب مهاجما للمستقبل أصبح أمر تدارك لاعب لوضعه الساخر هذا يحتاج منه مجهودا خرافيا، ويعلم الله ما الذي يخفيه جمهور الوداد في الديربي لحمزة. بالقنيطرة تحول الشاكير لاعب الجيش لساماطا، وكلما لمس مدافع العسكر الكرة ذكرته جماهير حلالة بجلاده الطانزاني، فخرج اللاعب منكسرا وليكن الله في عونه وعون مسؤولي الجيش في القادم من المباريات لتجنيبه إسهال بطاقات حمراء لو يفرط في ضبط أعصابه، لأنه سيسمع موشحات كهاته في قادم الأيام.. لم يسلم لمياغري في الجديدة من لغة السخرية، إذ ردد الدكاليون أغنية الميلودي الشهيرة «والو.. والو.. الخطة والو.. والو..»، ليذكرونه بتصريحه الشهير ب «الكان» قبل تعديله بمونطاج وإخراج الجامعة. حتى الإحتياطيون من الزنيتي لنوصير وانتهاء ببامعمر المسكين، لم يهنئوا بالسلم من كمشة جمهور الفتح الذي عاين المباراة، فسقط حارس الماص في المحظور بأخطاء لم يألفها. وحده حمد الله عليه أن يحمد الله لأنه نجا من تسونامي السخرية، فلا هو لعب الكان ولا هو حضر طانزانيا وتأكد أن رب ضارة نافعة، ليكتفي بفك حريرة صفقة النرويج بعيدا عن لهيب نار دار السلام. لو تواصلت هذه الفصول الساخرة تجاه لاعبي البطولة، فإنه الإعدام بعينه لهذه الفئة وهو الموت الزؤام والبطيء للاعبين بهشاشة فكرية حتى لا نصفهم بالسذاجة كما وصفهم بها الطوسي. على مدربي البطولة ومن باب التضامن وحماية المنتوج، أن يتوحدوا وينشئوا جمعية يطلقون عليها جمعية «ما تقيش لاعبي البطولة»، وكل ذلك حتى يحافظوا على لاعبين دمرتهم محرقة طانزانيا وسيزيد «طنز» الجمهور في ملاعب الكرة الوضع سوءا ودمارا. لست أدري أي «سخط» رافق سيء العاقبة غيرتس، لأنه الوحيد الذي نجح من صياغة هؤلاء اللاعبين في قالب ناجح، الوحيد الذي فاز معهم بلقب وكان في الدمام بالسعودية بكأس العرب، والوحيد الذي ظل يوجه لهم الدعوة لتأثيت الديكور ولم يدفع بهم جملة كما نهج الطوسي مؤخرا. اليوم تضررت صورة لاعب البطولة في الخارج وتراجعت أسهمه كثيرا، وحتى في الخليج العربي الذي كنا وما زال منا من يعتقد أنهم سذج تنطلي عليهم حيل تمرير البضاعة الكاسدة «عاقوا» بعد صفعة طانزانيا، وزادوا يقينا على أن اللاعب المغربي لم يعد لا صفقة مربحة ولا وجها مطلوبا. الخليج أرانا وجهنا الحقيقي في المرآة ونحن رفضنا تصديق صورتنا المشوهة، حدث ذلك حين أعاد كلباء الإمارات جاحوح وحين رد بني ياس بضاعة بلمعلم وحين سقط هرماش في اختبار رؤية الهلال بالسعودية، وقبلهم فشل تجارب متولي ووادوش والقائمة طويلة.. «يدك منك ولو كانت مجدامة» تفرض علينا فرضا جمهورا وإعلاميين الكف عن مواصلة سلخانة المحليين، وتفرض علينا عدم ذبحهم بسكين هزيمة لا يد لهم فيها، وكل ذلك حتى نكتفي بقطران البطولة ما دام عسل المونديال أضاعه الخبير عنا..