الشاكير وبورزوق استقبلا بالصفير والزنيتي أصيب بالعدوى ما سبق وحذرنا منه أصبح أمرا واقعا ولم نكن نحتاج لأكثر من أسبوع واحد حتى نعاين بأم العين انعكاس الخسارة الفادحة على لاعبي البطولة الذين تم تقديمهم كبش فداء لسوء اختيارات الناخب الوطني (أفرادا وتوقيتا). ففي مشهد غريب يعكس هشاشة معنويات لاعبين يمارسون تحت مسمى البطولة الإحترافية دون أن يحملوا في الشكل والمضمون صفة الإحتراف هاته، لم يقدم أي من لاعبي الأسود الذين كانوا شهودا على فضيحة دار السلام أداء مقنعا وظهروا مهتزين، مذبذبين وتائهين، بل مساهمين في خسارة أو أهداف ضد فرقهم وفق المشهد التالي. الزنيتي وفضال.. نيران صديقة لم يكن الحارس أنس الزنيتي في أسوإ حالاته وجاهزيته وحتى البديهة وسرعة رد الفعل التي ميزته، كما كان في لقاء الفتح الأخير، حيث ظهرا مهتزا، فاقدا للثقة، وهو ما جعله يتسبب في تسجيل الهدف الأول في مرمى الماص بخطإ نادرا ما تسبب فيه الحارس الثاني للأسود. وحتى كثير من خرجاته لم تكن دقيقة وصائبة إضافة لتحمله لجزء من مسؤولية الهدف الثاني. نفس المباراة ستشهد تسجيل زهير فضال لهدف بالخطإ في مرمى فريقه قبل أن ينقذ بنجلون الفتح من وقع تعادل مفروض بأثار رجعية لمهزلة دار السلام بهدفه الثاني الحاسم. طبيب نفسي للاعبي الجيش تقديرا من إدارة الفريق العسكري لحجم الإحباط الملازم للاعبي الفريق الذين ألبسهم الطوسي جلباب المسؤولية الكبير جدا في مباراة ملغومة، فقد بادرت هذه الإدارة إلى استقبال لاعبيها بطبيب نفسي يشتغل منذ مدة مع الفريق ويصاحب اللاعبين في مشاكلهم وأزماتهم، والغاية هو إخراجهم من دائرة الشك والشعور بتأنيب الضمير عقب ما تسرب للاعبين حتى قبل العودة من معطيات جلدهم إعلاميا، والنتيجة عجز مزمن للاعبي الجيش في مباراة الكاك التي ظهر فيها شبح عقال ورفاقه. الشاكير وبورزوق بالصفير شن جمهور النادي القنيطري حملة مسعورة على اللاعب الشاكير، وكلما لامس الكرة إلا وتعالى الصفير محملين إياه مسؤولية الخسارة بتانزانيا، وكأن الشاكير هو من اختار القائمة وقيد النهج. فجاء أداء الشاكير غير مستقيم مع الصورة التي بدأ بها الموسم لامعا، ليدفع فاتورة دولية حرقت المراحل ولم تساير الركب دقة - دقة. بتطوان وخلال فترات الإحماء بالغ جمهور المغرب التطواني في استفزاز بورزوق، وما إن دخل المباراة وأضاع انفرادا سهلا مع الكيناني حتى عاد الجمهور التطواني ليردد «تانزانيا.. تانزانيا». بورزوق بدا متأثرا وكأنه المسؤول الأول والأخير عن مهزلة الهزيمة، وهو الذي بذل فاخر مجهودات كبيرة لتأهيله هذا الموسم لكثرة انفعالاته، في حين ظهر شبح الحافيظي وغاب اللاعب الألمعي الذي عرفه الجمهور قبل مباراة دار السلام. لمياغري متوثر والبقية في المنفى الحارس لمياغري وخلال مباراة الجديدة حاول عبثا إخفاء تأثره وتوثره، ومع ذلك ظهر على غير العادة مرتبكا في كثير من التدخلات وواجما في أحيان أخرى كانت تقربه الصورة للمشاهد المغربي. نوصير بلا هوية، بامعمر في المنفى، وحده جبيرة ابتعد عن الأضواء ومارس هواياته رفقة الكوكب، كما كان قبل الإستدعاء. لهذا سمينا مباراة تانزانيا ب «المحرقة» لأنها سلخت جلد دوليي البطولة الذين لا أحد منهم سجل ولا أحد حرس مرماه ودافع عن منطقته كما كان الشأن قبل السفر لدار الخراب التانزانية.