كوتشينغ ضعيف وغياب لشخصية منتخب قوي في البداية وقبل تحليل وقائع المباراة لا بد من استحضار تصريحات سابقة قدمتها لكم، وتهم اختيار معسكر الإمارات الذي كان خاطئا قرارا غير صائب، وأتحمل مسؤولية كلامي في كون الطوسي حتى ولو كان سيلعب في السويد أو الدانمارك بمناخهما البارد كان سيذهب لدبي التي مر منها في فترة من الفترات. وحين يكون الخروج من الخيمة مائلا، لا ينبغي أن ننتظر نهاية مثالية للأمور، وهذا ما حصل أمام تانزانيا. تشكيل غريب واختيارات خاطئة لم أستوعب قبل اختيارات الطوسي للائحة النهائية الطريقة التي غير بها الناخب الوطني 11 لاعبا كاملا، على عكس تصريحاته التي أكد من خلالها أنه وجد المنتخب المثالي؟ تفاجأت لغياب الكوثري ما دام بنعطية غير حاضر، ومعه تفاجأت للدفع بلاعب مفتقد للخبرة مثل حمال في موقع متوسط الدفاع وهو ما ستؤكده وقائع المباراة والهدف الثالث الذي سجل في مرمى لمياغري. بخصوص الشاكير فقد لعبنا به الكان ظهيرا أيمن وهذه المرة أعدناه لمركز متوسط الدفاع، وبلخضر يفتقر لحس الإبداع الهجومي وهذا تجسد في المباراة، علما أن بركديش ليس مقنعا تماما. كنت أنتظر المراهنة على لاعب مثل أمرابط لجاهزيته البدنية رفقة غلطة سراي مع العرابي وأن نحتفظ بورقتي الحافيظي وبورزوق في الإحتياط لأنهما لاعبان يغيران النتيجة بعد دخولهما أفضل من الدفع بهما مع البداية. تنشيط الدفاع تابع الجمهور المغربي الطريقة التي لعبنا بها المباراة والتي جاءت امتدادا للعقم الذي شاهدناه على مستوى صعود الأظهرة في الكان، بركديش وبلخضر لم يناورا هجوميا وتعب الشافني والحافيظي في قطع مسافات طويلة للتغطية عليهما. على مستوى العمق الدفاعي لم يظهر أي انسجام بين الشاكير وحمال رغم أنهما يلعبان داخل نفس الفريق، وأقول أن من تابع تحركات الشاكير سيلمس أنه كان نقطة ضعف كبيرة في خط الدفاع وكرر ما فعله أمام جنوب أفريقيا بالتسبب في استقبال الأهداف لأنه سقاء وليس مدافعا، وأصف ما فعله الطوسي بالأخطاء البدائية في مجال التدريب بتغيير مركز لاعب في كثير من المرات. ومن عاين عدد فرص تانزانيا المحدودة الصعود المتكرر لمهاجمها ساماطا ومعه الفراغات الكبيرة الموجودة بخط الظهر سيقف على حقيقة التدبير السيء للنزال؟ برادة معزول وكوتشينغ سيء لا أحمل برادة مسؤولية الظهور المحتشم له على مستوى صناعة اللعب، لأن الطوسي عزله في خط الوسط ولم يضع بقربه لاعبا من طينة بلهندة ولا حتى لاعبين يعطونه الكرات في مساحات جيدة كي يمرر التمريرة الحاسمة للاعبي الهجوم. الشافني وبلغزواني عانيا كثيرا ولم تظهر عليهما الطراوة المطلوبة ولا أعرف السبب، الكم الهائل من الفرص التي ضاعت دون تدخل من المدرب لضبط الأمور، مسألة فيها نظر ويجب أن تناقش. شاهدنا كيف غير بولسن المباراة يكوتشينغ رائع بدخول اللاعب رقم 11 طوماس والذي قلب المعطيات وبعده دفع بلاعب ثاني جعل دفاع الفريق الوطني في ورطة، في وقت أصف كوتشينغ الطوسي بالكارثي لأنه أدخل (البحري والعرابي مع بورزوق) وهنا وجدنا أكثر من مهاجم دون تواجد لاعب ملهم صاحب تمريرة الحسم. الطوسي قتل لاعبي البطولة كنت معارضا لاختيارات الطوسي منذ البداية وقلت أنه كان يجب أن يحتفظ بنواة مباراة جنوب إفريقيا، لكنه جازف باختياره لاعبي البطولة وأنا لست ضدهم، بل دفاعا عليهم، كنت أتمنى تأجيل ظهورهم هكذا دفعة واحدة. الهزيمة الكارثية أمام منافس محدود الإمكانات وفي تصفيات المونديال، وطريقة إختيار اللائحة والمعسكر تفرض تحمل الطوسي لمسؤوليته لأنه قال أنه يتوفر على «كارط بلانش» ولا أقبل بأن يمسح الهزيمة في اللاعبين الذين أتمنى صادقا أن لا يكونوا أعدموا بعد هذه المباراة.