خيب المنتخب الوطني ظن الجمهور المغربي بعدما مني بهزيمة قاسية بدار السلام أمام منتخب تانزانيا،وظهر الفريق الوطني مفكك الخطوط،وعجز لاعبوه عن تقديم مباراة في المستوى لتصحيح الوضع بعد الخروج من الدور الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا. المنتخب المغربي فقد الأمال في التأهل لنهائيات كأس العالم،بعد «الشوهة»التي تعرض لها بالديار التانزانية بعد ثلاثية مدوية،أظهرت جليا عجز المدرب رشيد الطوسي عن إيجاد التوليفة المناسبة لضمان الإستمرارية في الإقصائيات التي تبخرت فيها الأحلام بعد سيناريو الرعب في دار السلام والذي تأكد معه ان الفريق الوطني غير قادر على بلوغ هدف المونديال. المباراة أمام تانزانيا عكست الوجه القبيح للفريق الوطني الذي عجز عن مجاراة إيقاع منافسه،في الوقت الذي كان فيه أصحاب الأرض سباقين للتهديد في الربع ساعة الأولى من المباراة عن طريق اللاعبين ساماطا وكازيموطو اللذين إستغلا بشكل واضح ضعف دفاع المنتخب المغربي ،ومعاناته في الأطراف وبخاصة في الجهة اليمنى حيث تواجد الظهير الأيمن بلخضر الذي عجز عن ضبط إيقاع خط هجوم المنتخب المغربي وترك مساحات فارغة أمامه،لبلوغ مرمى الحارس لمياغري بكل سهولة. الفريق الوطني أتيحت أمامه فرص للتسجيل وبخاصة عن طريق حمزة بورزوق أبرزها في د9لكن كرته مرت محادية بعد الرأسية التي ارسلها بإتجاه القائم الأيمن للحارس التانزاني،وبعده حاول عصم عدوة تجريب حظه بالتسديد من بعيد،لكنه عجز عن فك شفرة حامي عرين المحليين،وعاد المنتخب المغربي ليتحصل على محاولتين عن طريق الشاكير وبرادة في د31و38،لكن قلة التركيز ضيعت على المغرب فرصة التقدم في النتيجة. وخلال الشوط الثاني وفي الوقت الذي إنتظر فيه الجمهور المغربي صحوة فريقه الوطني،تكرس الإخفاق ببداية سمجة وسيناريو ممسوخ،تجلى بالأساس في البطء على مستوى بناء الهجومات من الخلف،ولم ينتظر منتخب تانزانيا كثيرا بعدما تابع عجز الفريق الوطني وبادر لترك بصمته في الوقت الذي إفتتح فيه اللاعب اوليموينغو التسجيل،في 46،وأجبر الفريق الوطني المغربي للتقدم إلى الأمام وترك مساحات فارغة وهو ما إستغله التانزانيون الذين إستغلوا الأطراف جيدا وعملوا على بناء عمليات من الجهة اليسرى،بعدما لمسوا صعود الظهير الأيسر بركديش لمساندة خط الهجوم،وهو ماجعل اللاعب الشاكير يسقط في فخ الأخطاء في أكثر من مناسبة،مع ضعف خط الوسط الذي تشكل من برادة وشافني على مستوى بناء العمليات،لكنهما عجزا عن تقديم وتمهيد كرات لبورزوق وكذا الحافيظي الذي ظل يساند زميله بلخضر في الجهة اليمنى،وهو ما أفقده الكثير من بريقه على مستوى خط الهجوم،أما تحركات العدوة فكانت محدودة وإنحصر دوره على الدفاع بشكل كبير. وحاول المنتخب المغربي العودة في نتيجة المباراة،وغالب اللاعبون سوء أرضية الملعب الذي تهاطلت عليه الامطار ليلة النزال بشكل كثيف،لكن نجم المنتخب التانزاني ساماطا عاد ليعلن تفوقه بتسجيله للشهد الثاني في د67،ليظهر بعدها الإرتباك على لاعبي المنتخب المغربي الذين اغرقوا في التمريات الخاطئة،وأصبحوا غير قادرين على تقديم مردود تقني بإمكانه خلق الفارق،بالمقابل وثق التانزانيون كثيرا في أنفسهم وخلقوا العديد من الممرات التي جعلتهيم يسيدون المباراة ويخلقون العديد من الفرص،وفي د80،جاء المتألق ونجم النزال ساماطا بالنبأ السار لجماهير منتخب بلاده حين وقع الهدف الثالث في شباك لمياغري معلنا تفوق التانزانيين على المغاربة في موقعة دار السلام،وإستمرار معاناة المنتخب المغربي بالرغم من التغييرات التي بادر بها الطوسي الذي ظل متسمرا في كرسي البدلاء وأظهر عجزه كما كان عليه الحال في كأس إفريقيا،فلم يقدم البديل أمرابط أي إضافة،في الوقت الذي سجل فيه العرابي في الوقت بدل الضائع هدفا الشرف بعدما دخل مكان الحافيظي الذي عانى كثيرا من سوء التوظيف. الفريق الوطني ليعانق الأخفاق من جديد في دار السلام،والطوسي أكد بالملموس أنه غير قادر على ضبط إيقاع فريق وطني ظهر بخطوط مفككة ،والتهييء لمباراة دار السلام التي تتوفر على مناخ إستوائي،بدبي الإمارايتة أكد أنه إختيار خاطئ،والخسارة إستمرت ملتصقة بفريقنا الوطني الذي نهشته عاديات الزمن،فأصبح ينهزم أمام صغار القارة السمراء كما كبارها. دار السلام جلول التويجر / عدسة: