إنفلاتات صارخة، خروج عن النص وغرامات شبح حلحول تمرد على الراتب، برابح لا يحضر وبورزوق يطالب بمنحه في الوقت الذي اعتقد فيه كثيرون أن التتويجات المتتالية لفريق المغرب الفاسي ستكون عنوانا لنضج إضافي ومناسبة لزيادة اللحمة بين مكوناته، العكس هو سيد الموقف والعكس هو العنوان البارز في نهاية موسم غريب للسوبر الإفريقي. ما حدث خلال مباراة النادي المكناسي لم يكن سوى غيض من فيض لواقع فريق يعيش على إيقاع الأزمات المالية، وما حدث بين لاعبيه هو ردة فعل طبيعية على ما أسموه بالإهمال الفضيع. في الورقة التالية متابعة لواقع الخروج الفاضح عن النص لأبطال إفريقيا. البقاء في القمة أصعب من الوصول هذا هو الواقع الذي عكسه نجوم المغرب الفاسي، بل كل مكوناته في نهاية الموسم الذي ختموه بالطريقة السيئة التي لم يكن أشد المتشائمين توقعها، باستثناء أقرب المقربين لبيت الفريق والمدركين للعبة تنازع المصالح والتي كان طبيعي جدا أن تقود لهذا الفاصل الختامي في القصة. وصول النمور الصفر للقمة كان إنجازا أجمع الكل على أنه استثنائي بكل المقاييس وفاق سقف الطموحات في بعض الأحيان، ولا أحد كان سيطالب الفريق بالمزيد إحتكاما للمنطق أولا وثانيا للموارد التي لا تتيح أحلاما فوق التوقعات المسموح بها، لكن داخل كل هذا لا أحد سيقبل بتهاوي كل ما تحقق بالشكل الذي يحدث حاليا، لأنه إن كان من الممكن قبول واقع العياء والإرهاق الذي أخذ مأخذه من الفريق، فإن غير المقبول هو أن يسود الإنفلات والخروج عن نص النظام بطريقة فيها الكثير من المقال وهذه بعض من تفاصيلها. غرامات ولاعبون لا يحضرون حين انتدب الفريق عبد المولى برابح بالمراهنة على سنه الصغير كي يكون واحدا من سواعد المستقبل مقابل تسريح بلعمري، فلأن استراتيجية الفريق كانت تنبني على خصوصية ربح وجه صاعد منضبط للمستقبل، قبل أن يحدث العكس، ويصبح الفتى الوجدي زبونا دائما للمجلس التأديبي، بمردود لم يكن محط إقناع كبير، وهو ما جعل المجلس المعني بالضبط والربط داخل المغرب الفاسي ينزل أقصى غرامة في تاريخه الحديث على لاعب من لاعبيه وهي 20 مليون سنتيم في حق لاعب لا يحضر بانتظام للتداريب ويتخلف عنها دون إشعار. نفس المشهد تكرر مع اللاعب المهدي الباسل والذي قدم دفوعات مقنعة بشأن الظروف الأسرية الصعبة التي يعيشها ومع ذلك تم تغريمه 50 ألف درهم، بعدما تمت المراهنة على الإضافة التي من الممكن أن يمنحها للفريق، ثم اللاعب حلحول الرافض للسفر رفقة الفريق في واحدة من تنقلاته الخارجية بتقديم مبرر لم تتقبله الإدارة، قبل أن يعود لاستحضار جانب تحسين عقده ومنحه وهو ما جعل الإدارة تقرر تغريمه 50 ألف درهم قبل تدخل العميد لمراني للصفح عنه. وضع غريب داخل فريق بطل وداخل فريق من المفروض أن يؤسس لاعبوه لثقافة الإحتراف، فما هي أسباب الإنفلات؟ بورزوق الثائر والزنيتي المهمش يعتبر اللاعب حمزة بورزوق واحدا من الصفقات الناجحة التي أبرمها الفريق، مهاجم بكفاءة عالية ومارد بهوية تهديفية جد معتبرة، بورزوق يؤكد أن إدارة الفريق تنهج معه أسلوبا ملتويا بهدف تمديد عقده، على اعتبار أن نهاية ارتباطه بالفريق ستكون مع الجولة الختامية لبطولة هذا الموسم، لذلك يرى اللاعب الذي مهد للفريق بلوغ نهاية كأس العرش وكثير من الإنجازات الأخرى بما فيها هدفه في مرمى الترجي برادس، أن استثناءه من منحة التتويج بلقب كأس العرش وتأخير صرف رواتبه وبعض منحه الأخرى ومنها منحة الإرتباط، عوامل تتسبب في النرفزة التي يظهر فيها في بعض المباريات وخاصة في مستودع الملابس. بورزوق الذي كان على خلاف مع المدرب الطوسي في كثير من المرات لدواعي تقنية خالصة، مرشح كي يكون الرقم الأول المغادر هذا الصيف، ويبرز لاعب مؤثر آخر ضمن صفوف الفريق هو الحارس المتألق أنس الزنيتي والذي يقدم الكثير من المؤاخذات على بعض أفراد الطاقم التقني لفريق المغرب الفاسي، إذ يؤكد في شهادة مؤثرة أن بعضهم لم يكلف نفسه عناء السؤال عن حالته على الرغم من كل التضحيات التي قدمها منذ الخلع الذي حدث له على مستوى كتفه برادس، وتلك واحدة من مشاهد الخلافات العميقة التي حجبتها النتائج داخل الفريق. عراك وفوضى وحالات طرد قياسية ولتسدل الستارة على مشهد الإنفلات الذي لا يمكن للحفلات التكريمية ولا حتى حفلات تتويج الفريق أن تخفيه، عبر فاصل العراك الذي حصل بين الزكرومي وزميله حلحول في مشهد تناقلته الفضائيات وعلقت عليه كثيرا، وبعده شجار بامعمر وبورزوق مع اللاعب المكناسي جدية، ثم واقع سوء الفهم الموجود بين أكثر من لاعب داخل الفريق. عوامل ستفضي لتكرار حالات الطرد التي قدمت الفريق الذي عرف باحترامه لتاريخ القميص الأصفر كواحد من أكثر الأندية خروجا عن النص هذا الموسم بفعل حالات الطرد التي عاشها لاعبوه ومدربه (الطوسي مرتان وتوقيف لثلاث مباريات الزكرومي حلحول مرتان بورزق وحراسه) أيضا. خلل فضيع وصور لا تشرف الفريق الذي كسب تعاطف الجميع حتى خارج فاس، وإشارات واضحة على أن سبعة أيام الباكور انتهت وسيناريو سنوات الضياع السابقة يلوح في الأفق.. فهل من حكيم يجمع الشتات ويذكر الجميع أن «الماص» فوق الجميع. منعم بلمقدم