الطنيز فيه وفيه بعد ابتلاع ريق المهانة التي جرعنا إياها رشيد الطوسي يوم الأحد المشهود أمام تانزانيا، تخيلت إيريك غيرتس وهو يفرك يديه ويضحك حتى يستلقي على قفاه بعد مشاهدته لمنتخب قاده قبل سنتين من الآن من السعودية بالتيليكوموند لهزم نفس تانزانيا دون أن يرحل للإمارات ولا هو استأجر خبير مرتفعات لمساعدته. حتى ونحن نهزم تانزانيا يومها بفضل هدف الحمداوي، دون أن يتجرأ بولسن على فتح فمه كما فعل مع الطوسي، بعد خروجه عقب المباراة ليؤكد أنه كان يريد حصة أكبر من الثلاثة.. كما لم يتجرأ لا ساماطا ولا غيره على تسميطنا بالعلقة الساخنة والطريحة التي أذلتنا في قارة فقدنا فيها الهيبة وأشياء أخرى.. قلت لا أحد منا رضي يومها على الفوز بهدف واحد وسلخنا جلد كوبيرلي وعرابه البلجيكي بلا رحمة ولا هوادة.. تذكرت أيضا وأعاين اللعنة التي رافقت بورزوق وهو يهدر قفة أهداف أمام تانزانيا، مشهد مشابها عاشه العرابي أمام منتخب إفريقيا الوسطى ويومها ضاعت منا 16 فرصة كاملة في الجولة الأولى، وبشكل أبشع مما ضاع عن بورزوق دون أن يخرج غيرتس الذي لعناه جميعا ليمسح التعادل في العشب واللاعبين، كما فعل الطوسي الذي وصف لاعبيه بالسذج وبقليلي الحيلة والخبرة. يقولون «رب ضارة نافعة» لكن هذا الضرر تكرر معنا كثيرا ولم نجن من ورائه لا نفعا ولا صلاحا، لذلك جاءت فضيحة تانزانيا لتسقط آخر ورقة عن «طنيز» كبير يذهب ضحيته الجمهور المغربي الذي تملح ظهره من شدة الجلد بسياط الهزائم؟ الطنيز الكبير هو أننا تركنا التوجه لدار السلام واخترنا بدله فسحة خمسة نجوم بإمارات الخير، والطنيز الكبير هو أن يتحجج المروض بالرطوبة والصهد والقمل وباقي حشرات الأدغال، ليبرر خسارة هو من صنعها من ألفها ليائها بفعل إختياراته وعلمه الزائد.. قلت سابقا أنني لا أفضل المشي على الجثث، لذلك سيكون من الجبن استغلال حادثة السير المروعة للمنتخب الوطني للتشفي، ولو أن شريحة واسعة من الجمهور دفعها الغبن والحكرة لنبذ الكرة وما يجي منها.. حذرت وقلت «لا تضعوا المحليين في المحرقة» قبل أن يطالعنا الطوسي باكتشاف عجيب في عالم الكرة وهو تغيير فريق ينتصر، وأقصد المجموعة التي بشر بميلادها أمام جنوب إفريقيا التي لم أصدق للحظة ولا لمرة أنها مباراة مرجعية لنا. الطنيز الكبير الذي مارسه البعض بتضليل الرأي العام بدأ، يوم تم تجييش الجيوش بإخراجهم للشارع بعد الفوز على الموزمبيق النكرة في عالم الكرة وكأننا قمنا بغزوة كروية على منتخب عالمي.. الطنيز كان يوم تم تصديق كذبة كبيرة، إسمها التعاقد مع الناخب الوطني الحالي على أساس أنه حمل مشروعا وبرنامجا لأن من يحمل برنامجا ومشروعا، لا يمكنه أن يعيش التخبط الذي عاشه الطوسي المسكين طوال الشهور التي قضاها بلا بصمة مع الأسود. الطنيز بدأ منذ اللحظة التي تم فيها استبعاد خرجة وتم تقديم عذر مفضوح، وهو إراحته من رحلة طويلة من قطر ثم بعدها القول أنه بطيء ويختمها الكوتش بالقول أن عميد وهداف الأسود غير منضبط تكتيكيا.. وكأن ما ينهجه داخل عرين الأسود هو التيكي تاكا بإيقاعها الجهنمي.. الطنيز لمسناه يوم تفوه لمياغري بما تفوه به، قبل تعديل أقواله بمونطاج مخدوم من مخرج الجامعة المعتمد والكومبارس الذين رافقوا الوفد لدوربان، حيث تحولت خطة والو لخطة مدروسة.. الطنيز كان أيضا لحظة الإلحاح على لمياغري للعدول عن قرار اعتزاله، بشكل كشف قصورا كبيرا في تدبير مرمى فريق وطني أصبحت اليوم أكثر نقاط ضعفه بعد أن ظلت حصنا منيعا في سنوات المجد الخالية.. الطنيز بدأ يوم أصبح الحديث عن الخطب الملكية في غير سياقها، والحديث عن خطط علي كلاي وفيلم الغلادياتور وكتاب «لا تحزن» واستلهام الآيات القرآنية، وأداء الفرائض على العشب والبحث عن القبلة في ذروة المباريات.. غير أن الطنيز الأكبر لا يتحمله الطوسي بسقوطه أمام طانزانيا، بل يتحمله من استدعى مدربين بزاد محترم من أمثال الزاكي وفاخر وجرهم لجلسة استنطاق كأي تلميذ كسول أو سائق مبتدئ راغب في الحصول على «البيرمي»، في مسرحية بئيسة تم من خلالها تنقيط كل واحد على قدر النية والشروط، ليخرج الطوسي مظفرا غانما.. أن تطنز علينا طانزانيا وصحافتها التي سخرت من الفريق الوطني بعد بهدلته بدار السلام فهذا أمر مقبول لأنه خصم وطرف منافس، ما ليس مقبولا هو أن يطنز علينا من بيدهم الحل والعقد ليؤكدوا لنا أن المروض الحالي هو رجل المرحلة..