المحليون في المحرقة السجال البيزنطي القائم هذه الأيام في المواقع المنتديات حول نجاعة لاعب البطولة وهشاشة عظام اللاعب المحترف، والبوليميك الكبير والخطير في الوقت نفسه والذي يتسبب فيه البعض من حيث لا يدرون، حول وطنية ابن البلد الذي يطرب ونرجسية القادم من أوروبا.. هو سجال وبوليميك يقترب من خط الوصول والنهاية بدار السلام والتي لن تكون في مطلق الأحوال هذه المرة دار سلم و سلام و سترون. الذين يتعصبون لحمد الله والحافيظي والقديوي والشاكير.. إنما يلعبون بالنار وينفخون جلدا لا يحتمل أكثر مما يطيقه، جلد ما إن ترمي بداخله المزيد من الريح حتى ينفجر لأنه جلد «طاي سطاندار» لا يحتمل الضغط.. والذين يشنون حملة مسعورة على السعيدي وأمرابط وبنعطية والشافني والعرابي وبلغزواني.. وكل البقية إنما يجحدون بما قدمه هؤلاء من تضحيات ومن إشارات في سابق المرات، بتعلقهم أولا بتلابيب قميص المنتخب الوطني على الرغم من كل الفاتورات التي سددوها تباعا داخل نواديهم بعد العودة كل مرة من مخيمات «الكان» وغيرها من السفريات المجنونة صوب الأدغال، ويسايرون الركب الذي يضعهم في سلة المستهترين وغير المبالين.. أمام تانزانيا حيث الموقعة الأهم هذه السنة والمباراة الأكثر مصيرية في تحديد خارطة طريق أحلام منتخب بأكمله، لأنها المباراة التي من خلالها نكون أو لا نكون.. سيكون على الطوسي إعمال الكثير من الحكمة، والكثير من الحصافة في الإختيار وعلى الخصوص الكثير من الروية والتأني حتى لا يسقط في نفس أخطاء «الكان» وبعده يعود ليغني على ليلاه.. دفاعا عن المحليين، وليس تعصبا ضدهم سيكون من الحكمة تجنيبهم محرقة هذه المواجهة، لأن الرمي بهم في فرن تانزانيا هو مرادف لإعدامهم بذات القدر الذي يرى فيه آخرون النصف المملوء وليس الفارغ من الكأس ويقولون أنها فرصتهم التاريخية لتأكيد بائهم الحسن وجاهزيتهم أكثر من المحترفين.. سيكون من العبث والحمق المجازفة بنواة من لاعبي البطولة في مباراة مشحونة بالضغط، ومباراة محكوم فيها على المنافس الثأر أولا للدغة الحمداوي قبل سنتين، وثانيا البقاء في دائرة المنافسة في تصفيات المونديال، وتهميش المحترفين لأنهم سبب النكسة في جنوب إفريقيا ولأنهم سبب كل المصائب التي حلت بديار الأسود. نحترم ونقدر في العزيز أكرم تعصبه الكبير لأبناء البلد بتصديق رواية أنه دافع على بورزوق، وتحدى الطوسي بعد مباراة جنوب إفريقيا أن يضيع كرات الشافني والعرابي التي ضاعت فضاع معها أمل العبور للدور الثاني. ونقدر كثيرا بعض القراءات وأفكار مدربي البطولة الذين يدافعون عن منتوجهم الكاسد الذي لا يساومه أحد في سوق الإنتقالات، لكن فقط أطالب رأفة بكل هؤلاء ورحمة بهم تأجيل مشروع الدفع بهم للمباريات التي تشبه المحرقات حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الكفاءة والقدرة على لعب هكذا أدوار، ولننتظر مبارتي تونس في تصفيات الشان لتكون أحكامنا أكثر موضوعية. ولئن كنت أشاطر الكثير من التحليلات التي تحدثت عن قصور أداء بعض اللاعبين من أبناء المهجر وعجزهم عن ارتداء جلباب المنتخب الوطني والذي يبدو أكبر من حجمهم الطبيعي، بدء من بركديش الذي لم يقدم لبيوم ما يؤكد أنه العصفور المبحوث عنه منذ ترك طيب الذكر الحضريوي الرواق شاغرا ومفتوحا على مصراعيه، مرورا بتواضع أداء الأحمدي و الذي لا يستحق أن يكون الرقم إثنان في دور السقاء الذي لبسه ظلما وعدوانا ولا يليق بهامته بكراته العرضية التي لا يأتيها لاعبو أقسام الهواة، ومعه هرماش المرفوض والملفوظ بالخليج والسعودية قبل أن يلامس ذاكرته بتولوز ومع ذلك لا يبدو مؤهلا للعب الدور الذي لعبه طوال كل هذه السنوات دون أن يلمع فيه وانتهاء بأمرابط الذي يبدو أنه يجيد العدو كلما حل بالمنخب الوطني، أكثر من إجادته الدور الفعلي المنوط به وهو رسم الفارق وتقديم التمريرة الحاسمة. الأكيد والمؤكد أن الطوسي الذي أصبحت مباراة جنوب إفريقيا الأخيرة تمثل بالنسبة له مرجعا كبيرا، هي محطة النهاية التي سيبدأ بها هذه المرة، وسيكون من العبث مرة أخرى أن يستغرق في التيهان والتجريب وإهدار المزيد من الوقت. من يحب المحليين ويتعاطف مع لاعبي البطولة، سيتمنى لو يتم إعفاؤهم من محرقة دار السلام، لأن هناك من يتربص بهم وبمن يدافع عنهم من وسائل الإعلام ليخرج على القوم بعد العثرة لا قدر الله ليقول لهم «هذا هو المدرب الوطني وهذا هو اللاعب المحلي..» ونية العمى فعكازو حتى ولو كان عالما بالكرة والسفريات..