إشتقت كثيرا لعرين الأسود ولم أتوقع إستدعائي للكان الطوسي يعول على تجربتي والركراكي يلعب دور مهم في التواصل أحسست بالغبن طيلة مدة غيابي وخدمة وطني يشعرني بالفخر لا نخشى أحدا بالبطولة وسنناقش مباراة بمباراة
شكل إستدعاء كمال شافني ضمن لائحة 24 لاعبا التي ستخوض بطولة أمم إفريقيا مفاجأة لجميع المتتبعين والجمهور المغربي، حيث لم يتوقع أحد دعوة لاعب محترف ظل منسيا وغائبا عن عرين الأسود منذ عهد المدرب روجي لومير رغم إستقرار أدائه وممارسته على أعلى مستوى سواء بالبطولة الفرنسية أو عصبة الأبطال الأوروبية. كمال شافني بقلب مفتوح ناقش خطوط الصراحة والتلقائية عبر سطور «المنتخب» من خلال حوار حصري باح فيه صاحب 30 سنة بمشاعره وأحساسيه بعد هذه العودة إلى صفوف الفريق الوطني، متحدثا عن أسباب غيابه الماضي وأهدافه الحالية ضمن فيلق الطوسي المشارك بعد أيام قليلة في معارك جنوب إفريقيا، حيث ستتجه الأنظار وتتوقف نبضات القلوب طيلة ثلاثة أسابيع من المتعة والسحر والتنافس. - المنتخب: مضت ثلاث سنوات ونصف على آخر مشاركة لك مع الفريق الوطني، ما هي إنطباعاتك بعد هذه العودة؟ كمال شافني: نعم مر وقت طويل لم ألتحق فيه بعرين الأسود، شيء رائع أن أعود للإلتقاء مجددا ببعض اللاعبين الذين أعرفهم، إضافة إلى بعض أفراد الطاقم التقني الذين لعبت إلى جوارهم كوليد الركراكي، إنه لفخر وإعتزاز أن أتشرف من جديد بحمل قميص الفريق الوطني الذي إشتقت إليه كثيرا، عملت بجد مع فريقي بريست وحاولت الإقناع وجذب أنظار الناخب الوطني وهو ما تحقق والحمد لله». - المنتخب: هل تعرف ما هي الأسباب التي جعلت مدربي الفريق الوطني في السنوات الأخيرة لا ينادون عليك؟ كمال شافني: لكل مدرب إختياراته وفلسلفته التدريبية والعناصر التي يؤمن بها ويعتمد عليها، تبقى مسائل تقنية محضة لا دخل لي فيها وأنا أحترم جميع الإختيارات، لقد كلمني إيريك غيرتس ذات يوم وسأل عن أحوالي وهو الآخر كان يعول على لاعبيه المفضلين، شخصيا أؤمن بأن الميدان هو الحكم والذي يميز بين هذا وذاك، لكن للأسف كنت أعمل بإخلاص وأقدم مباريات عالية المستوى إلا أن سوء الحظ لازمني». المنتخب: أراودك إحساس بالغبن طيلة مدة غيابك وأنت الذي كنت تبهر وتمتع بالليغ 1 وحتى عصبة الأبطال الأوروبية؟ كمال شافني: نعم، لم أفهم أحيانا وشعرت بإحباط شديد وتألمت لإبتعادي عن منتخب بلادي، فحينما تلعب مبارايات ممتازة وتقدم أفضل ما تملك تنتظر المكافأة من فريقك الوطني حتى تتمكن من حمل قميصه وإسعاد أسرتك وأصدقائك والجماهير، كنت أسعى لتمثيل المغرب في تظاهرات مهمة ككأس إفريقيا بيد أن مبتغاي ذهب أدراج الرياح، في الحياة لا يجب الوقوف كثيرا عند الحزن والتذمر وإنما مواصلة السير والنظر للأمام فقط، كما قلت ممكن أن بلدي يحتاج إلى خدماتي حاليا أكثر من أي وقت مضى وأنا هنا من أجل خدمته». المنتخب: ألم تكن معاناة أوكسير الموسم الماضي وترنحه في أسفل الترتيب سببا في إبعادك عن محيط المنتخب؟ كمال شافني: لا أعتقد، فتقييم اللاعب يأتي وفق معايير تقنية متعلقة بأدائه في المباريات ونجاعته وليس المستوى العام للفريق الذي يمارس فيه، غيرتس كان يملك لاعبين ممتازين يزاولون في أحسن البطولات وكانت إختياراته الأولى والأخيرة كما قلت، ليس لدي حقد أو ضغينة على أحد لأنها أشياء تبقى من الماضي رغم أنني متأسف لعدم تجريبي في المباريات الودية، لكن الآن أنا مع الفريق الوطني وسنسعى جميعا للبصم على كأس إفريقية جيدة». المنتخب: ماذا شكلت لك دعوة الناخب الوطني رشيد الطوسي لخوض البطولة القارية؟ كمال شافني: لم أصدق وتفاجأت كثيرا لهذه الدعوة، فحينما إستدعى الطوسي مجموعة من اللاعبين للإختبار في مباراة الطوغو في شهر نونبر ولم يناد علي فقدت الأمل وقلت أنه حسم في أمر الكثيبة التي سترافقه إلى جنوب إفريقيا، لأتفاجأ بإتصال هاتفي من المدرب المساعد وليد الركراكي يخبرني فيه أنني سأحضر مع الفريق في البطولة القارية، كانت مفاجأة جد سارة.. شمرت بعدها عن سواعدي لأزيد من تنافسيتي ولياقتي حتى أعود للإلتقاء بزملائي وأنا في كامل قوتي وجاهزيتي». المنتخب: هل إتصل بك الطوسي، وماذا كان خطابه؟ كمال شافني: نعم، تحدث إلي وشرح لي فلسفته التدريبية والأسباب التي جعلته ينادي علي، أخبرني أنه بصدد خلق منتخب قوي ومنسجم مشكّل من اللاعبين الشباب وبعض العناصر المخضرمة والتي أعتبَر واحد منها، قال لي بأنه يريدني أن أكون معه وأن أقدم الإضافة إلى الفريق الوطني الذي يقوده حاليا وطالبني بالبحث عن رسميتي داخل فيلقه، من جهتي لم أتردد في الموافقة ووعدته بالعمل والإنضباط والإخلاص من أجل لُحمة المنتخب والسعي نحو محو الإخفاقات الماضية وتقديم صورة ممتازة عن الأسود في كأس إفريقيا المقبلة». المنتخب: على ذكر الإخفاقات الماضية، ما هي الأهداف وهدف شافني الرئيسي الذي يرحل من أجله إلى الكان؟ كمال شافني: هدفي وهدف المجموعة ككل هو تجاوز دور المجموعات أولا ثم التفكير بعدها فيما سيأتي، نملك فريقا شابا ومتحمسا والأهم أن نحافظ على إنسجامنا وتآلفنا، يجب علينا الإستعداد جيدا خلال الفترة التي ستسبق إنطلاق البطولة والرفع من اللياقة الذهنية والبدنية حتى نكون على أتم الجاهزية لخوض أولى المقابلات في المسابقة». المنتخب: بنظرك ما الذي جعل الأسود يتهاوون ويسقطون في كل دورة رغم حجم لاعبيه وشهرة نجومه؟ كمال شافني: هذا السؤال وجب طرحه على اللاعبين الذين كانوا حاضرين أثناء الإخفاقات، لكنني سأجيبك بشأن الفترة التي لعبتها مع الفريق إبان حقبة المدرب روجي لومير، فقد كنا نملك مجموعة قوية ومنسجمة وخضنا إقصائيات كأس العالم بحماس وتعطش وعدنا بتعادل من قلب الكامرون، بيد أن سوء الحظ وقلة النجاعة لازمانا حينها.. في السنوات القليلة الماضية لم أكن أعرف ماذا كان يقع، علما أنني أقر بالقيمة العالية والوزن الثقيل للاعبين الذين كانوا يشكلون النواة الأساسية للفريق الوطني، بعضهم فاز بمجموعة من الألقاب مع أنديتهم لكن التوفيق والنتائج خانتهم مع المنتخب، أنا أرى في العناصر الحالية القدرة على مسح هذه العثرات وتعويض الإنكسارات السابقة». المنتخب: ما هو رأيك حول مجموعة المغرب بالكان؟ وهل من مقارنة مع باقي المجموعات خصوصا الرابعة؟ كمال شافني: الحظوظ متساوية بين الجميع ولا مكان لخصم ضعيف وآخر قوي، يقال أن مجموعتنا في المتناول مقارنة مع باقي المجموعات وخصوصا الرابعة، حيث يتواجد منتخبين مغاربيين، في الأمس البعيد وحتى القريب كنا نواجه منتخبات كأنغولا وزامبيا ونحن نعلم أننا سنفوز بل وبحصص عريضة أحيانا، بيد أن فسيفساء القارة تغير وموازين القوى تغيرت فأصبح الجميع على قدر واحد من المستويات، أنغولا لها نفس مستوانا حاليا وزامبيا صارت أقوى منا وأبهرت الكل بخطفها لقب الدورة الماضية وهي التي لم تدخل البطولة في ثوب المرشح، علينا الحذر ثم الحذر وعدم إستصغار حجم المنافسين لأن كأس إفريقيا غريبة الأطوار وأي شيء وارد داخل فصولها، وجب الإستعداد في أحسن الظروف ثم أخذ اللقاءات بجدية وإحترام». المنتخب: من هو المنافس الذي تخشونه؟ كمال شافني: في كرة القدم لا يجب الخوف وإلا ستخسر مسبقا، زامبيا آمنت بحظوظها ومؤهلاتها ولم تخش أحدا والنتيجة فوزها باللقب، المغرب لا يهاب خصما والمنتخبات الثلاثة التي تتواجد معنا في المجموعة سواء جنوب إفريقيا، أنغولا والرأس الأخضر نضعها في نفس الخانة وذات المستوى دون إعطاء إمتياز لأحد على حساب الآخر، الإستعداد ذهنيا وبدنيا الوسيلة الوحيدة التي نركز عليها بغية تخطي عقبة خصومنا». المنتخب: ما هي الوصفة والتوابل التي قد تقود الأسود لتجاوز الدور الأول والوصول إلى ربع النهاية أو المربع الذهبي؟ كمال شافني: أول شيء هو إلتحام المجموعة وإتحادها، ليس لاعب بعينه أو نجم هو من سيقودنا إلى آخر الأدوار وإنما 23 لاعبا، عندما يجلس أحدنا في كرسي الإحتياط ويتم الزج به أثناء المباراة فعليه خلق الفارق وتقديم مستوى جيد والبرهنة على أن زميله الذي إستبدله لم يكن أحسن منه، روح الفريق والعمل جنبا إلى جنب ومساندة بعضنا البعض داخل أرضية الميدان سيقوي عودنا ويزيد من إصرارنا، نملك لاعبين ممتازين وهذه البطولة شاقة وتتطلب النفس الطويل والصبر، يُمنع التفكير بأمور خارجية عن الكان ويُلزم الجميع باللعب بقتالية ونسيان المشاكل». المنتخب: المغرب غير مرشح للفوز باللقب، هل سيكون هذا المعطى في صالحكم؟ كمال شافني: ممكن، فهو على الأقل سيرفع عنا الضغط وسيخفف العبء أثناء التحضيرات، وسيمكننا من الإستعداد بهدوء بعيدا عن الأعين وعدسات الكاميرات وإهتمامات النقاذ والمتتبعين، في النسخة الماضية رشحونا للصعود إلى منصة التتويج فخرجنا صاغرين من الدور الأول، سنأخذ مباراة بمباراة وسنناقش خصما بخصم وبعدها سنرى ما قد نصل إليه». المنتخب: تواجد المدرب المساعد وليد الركراكي أكيد سيسهل عليكم كمحترفين عملية التواصل.. كمال شافني: هذا أكيد، فوليد يفهم عقلية اللاعبين المحترفين بأوروبا وسبق لبعضنا أن واجهه أو جاوره، إنه شخص متفهم ويدرك خبايا الكرة وله تجارب مهمة إفريقيا وأوروبيا، نتحدث بشكل سلس والرسائل تمر بسرعة وفعالية بيننا، ومن الجيد جدا أن نراه يلعب هذا الدور الرابط في خيط التواصل داخل الفريق الوطني والذي أخذ ينجح فيه وبدأ يعطي ثماره». المنتخب: هل أنت من اللاعبين الذين لاحظوا في الأوقات التي لعبت فيها مع الأسود تفرقة وإنقساما بين العناصر المحترفة بأوروبا والأخرى التي تزاول بأرض الوطن؟ كمال شافني: أبدا، لم أقف يوما على مثل هذه الحالات ولم أشاهد يوما تكثلات داخل العرين، كل من يأتي لحمل القميص يعرف ما ينتظره والهدف الذي قدم من أجله، نلعب لوطن واحد فلماذا التفرقة؟ لا توجد مشاكل من هذا النوع ومخطئ من يتحدث عن ذلك». المنتخب: ما رأيك حول المجموعة الرابعة؟ كمال شافني: إنها صعبة وجد معقدة، نعرف قوة الكوت ديفوار قاريا وعالميا ونعلم خبرة وتمرس تونس على هكذا بطولات ولن ننكر موهبة الجزائريين وتحمسهم للظهور بوجه مشرف، العامل الذهني والسيكولوجي ستكون له الكلمة الفيصل وأعتقد أن المباريات الأولى ستحدد بشكل كبير ملامح المجموعة». المنتخب: سنغلق ملف الفريق الوطني وسننبش في مشوارك الحالي مع بريست، كيف جاء إختيارك اللعب لهذا النادي؟ كمال شافني: بعد نهاية عقدي مع أوكسير توصلت بمجموعة من العروض داخل فرنسا وخارجها وفضلت التأني وعدم الإستعجال بإتخاذ قرار قد أندم عليه، كنت أرغب في اللعب مع فريق أندمج فيه بسرعة وأن لا أبقى كثيرا في كرسي الإحتياط، آثرت التوقيع لبريست الذي أعرف مجموعة من الأصدقاء يمارسون بين أحضانه وكان إختيارا رياضيا لا ماديا، أنا سعيد هنا والحمد لله أبصم على موسم موفق وناجح معه ونأمل أن نحسن ترتيبنا في مرحلة الإياب». المنتخب: ألم تجد صعوبات في الإندماج داخل بريست؟ كمال شافني: لا، أنا لاعب محترف وأمتهن كرة القدم ومن الواجب علي التأقلم مع أي فريق أحمل ألوانه، غيرت المحطة فقط وما زلت أمارس بفرنسا وبالليغ 1، والفرق الوحيد بين مدينتي بريست وأوكسير هو في إختلاف الطقس». المنتخب: بالنسبة للبطولة المغربية، هل تتابعها؟ كمال شافني: صراحة لا، وحتى البطولات الأوروبية القوية كالليغا والبريميرليغ لا أشاهدها كثيرا، فأنا من اللاعبين الذين يحاولون نسيان كرة القدم فور مغادرتي للملعب وأتفرغ لعائلتي وحياتي الشخصية، أحاول قدر المستطاع البقاء على إتصال مع أسرتي وأصدقائي والذين أفتقدهم ببريست». المنتخب: كلمة أخيرة للجمهور المغربي كمال شافني: هو طلب المساندة إلى آخر رمق، لن نذخر جهدا لتمثيله أحسن تمثيل وتبليل القميص داخل أرضية الميدان، نعرف أنه حزين ومحبط وفقد ثقته بالمنتخب، لكن عليه أن يعلم أن اللاعبين السابقين لم يتهاونوا ولم يقصروا في أدوارهم وإنما النتائج هي كانت تخونهم، أتمنى أن يقفوا إلى جانبنا في هذه البطولة». حاوره: