خصومنا.. كيف يلعبون؟ غدا الثلاثاء يستهل منتخب الرأس الأخضر تحضيراته للنهائيات بنزال منتخب غانا الثقيل بالإرث الإفريقي والسحر العالمي لنجومه.. والنزال لن يكون بعيدا عن المغرب على الإطلاق ما دام قريبا من بالبرتغال ( لشبونة) ولا أدري هل أوفد رشيد الطوسي خبيرا تقنيا للتجسس على المنتخبين وبخاصة الرأس الأخضر الذي أقر باللعب بالبرتغال لأنه يملك نصف المنتخب من لاعبي البطولة البرتغالية بدرجتيها الأولى والثانية مع لفيف إضافي من محترفي بعض الأندية الأوروبية وغياب شبه تام للاعبي بطولة الرأس الأخضر المنتهية أصلا.. طبعا من خاصيات أي مدرب في العالم أنه يقرأ الخصوم جيدا وفي مثل هذه الظروف المتاحة لقراءة تشكيلة وخاصية الإختيارية والتقنية والتكتيكية، ولست أدري هل غاب على الطوسي متابعة الرأس الأخضر بلشبونة وأنغولا بإستوريل البرتغالية أيضا مع أن المنتخبين إختارا البرتغال كمحطة اللقاء الودي؟ وما هو معروف حسب اجتهادنا الخاص في التعريف بالمنتخبات التي ستواجه المغرب في مجموعته أن الرأس الأخضر ليس بالمنتخب السهل كما يعتقد البعض، بل هو منتخب مشكل من ولادات عامة من البرتغال وكشكوله المختار من أندية متوسطة بالدرجتين الأولى والثانية يقدم القناعة على أن نواته الأصلية مترسخة بوجوه الأندية البرتغالية، ولذلك كان من المفروض أن يتجسس الطوسي على الرأس الأخضر بإيفاد الركراكي أو مختص في تقارير الخصوم الإستراتيجية هذا أولا، مع أن الرأس الأخضر سيكون هو خصم المغرب في اللقاء الثاني بالنهائيات، ثم ثانيا منتخب أنغولا كمحطة أولى في مستهل النهائيات، ومفروض أن تقرأ تفاصيله الدقيقة أمام الكونغو برازافيل بمدينة إسطوريل البرتغالية بمختص رفيع المستوى التقني، وليس من باب البحث عن شريط فيديو المباراة لاختلاف القراءة بين لقاء حي يحضره مبعوث فني، ولقاء تلفزي تغيب فيه تداعيات وضع الإستراتيجية الكاملة للقراءة، ما يعني أنه كان على الطوسي أن يفكر في خلق نواة فنية من رجال التجسس في لقاءات الرأس الأخضر وغانا، ثم أنغولا والكونغو، وأخيرا جنوب إفريقيا أمام زامبيا لوضع مقاربة تحليلية دقيقة لحالة ووضعية المنتخبات المذكورة بكامل أسطولها، ولو أن في المباراة الثالثة بين جنوب إفريقيا وزامبيا نكهة مغايرة على التي يراها الجميع من منطلق أن جنوب إفريقيا ستعتمد في لقاءها أمام زامبيا على 17 لاعبا محليا ببطولة جنوب إفريقيا وسبعة محترفين ببطولات عادية جدا مقارنة مع الأسماء الثقيلة التي كان يلعب بها جنوب إفريقيا في وقت غير بعيد، إذ مشكلة المدرب الحالي لجنوب إفريقيا تبدو في غياب الأسماء الوازنة التي تفتقد أهليتها البدنية بنسبة 20 في المائة، وهو ما يراه المدرب غوردون صعب المنال لأنه أقر بأنه لا يملك فريقا قويا أمام ضعف مستوى العديد من الأسماء من قبيل بيني ماكارتي ودافيد زوما ومورغان غولد، كما أن ذات المدرب يشعر بصداع في الرأس مع ركام اللاعبين المحليين الذين يتحمسون لحمل قميص جنوب إفريقيا، وهذه الفوارق المختلفة بين الرأس الأخضر كمنتخب جاهز من الآن وبين جنوب إفريقيا المتصدعة وبين أنغولا التي ستعرف بلا شك ثغرة تنافسية كبيرة لمعظم لاعبيها بالدوري الأنغولي عقب نهاية البطولة قبل أسبوع مع تنافسية مطلقة لسبعة محترفين يشكلون طبعا نواة المنتخب الأنغولي، تقدم اليوم قيمة المجموعة كليا من الآن على أنها تعيش استقرارا طبيعيا للرأس الأخضر في أسطوله الثابث، وبين أنغولا التي تلعب الآن على خلفية تنافسية طبيعية لنهاية البطولة الأنغولية في انتظار أن يكون لعامل الشهر ونصف القادم تبعاته البدنية المغيبة في غياب المنتخب، إضافة إلى جنوب إفريقيا التي ستدخل النهائيات بوجوه جديدة إذا لم يعد محترفوها الكبار إلى كامل لياقتهم جراء إصاباتهم المختلفة. ولهذه القراءات في النهاية خلاصات جوهرية في إدراك منتوج المنتخبات في لقاءات الغد وما بعد الغد وديا للوقوف على مكوناتها التقنية في الأداء والنهج.. وقد يكون الطوسي قد أخلف موعد ودية الخصوم بالحضور الحي لجواسيسه عوض البحث عن شرائط فيديو المباريات.