بين الوفاء للكومندو الذي مخر عباب التصفيات و التفاعل مع تطور أداء بعض الوجوه الجديدة التي لم يسبق لها التواجد بالعرين. وبين الحفاظ على نفس الثوابت وتدعيمها بعيارات محدودة أو إعلان ثورة تغيير تستنفر همم الجميع ليطوروا من أدائهم وبلوغ الذروة قبل المونديال، الناخب الوطني سيدخل مدن الحيرة بحثا عن وصفة ناجعة وتركيبة تتطابق مع أحلامه الكبيرة بأن تكون روسيا شاهدة على مشاركة متميزة لأسود الأطلس. روسيا الحلم هو المونديال الذي يحلم به كل لاعب، بل هو الإنعطافة الكفيلة برسم تضاريس مستقبل مغايرة وجديدة للاعبين على مستوى العالم، وهو ما فسر سعي رونالدو وميسي وغيرهم من كبار نجوم اللعبة على مستوى العالم للحاق بالمونديال. روسيا البلد وروسيا المونديال هي الحلم الذي طالما راود لاعبي المنتخب الوطني بتعاقب الأجيال وكثير منهم من علق حذاء الدولية وفشل في بلوغ هذه المحطة رغم السنوات الطويلة التي قضاها بالعرين ونذكر منها جيل وصافة دورة تونس 2004 والذي بذل أقصى ما يستطيع دون أن يسعفه الحظ لكسب هذا التحدي الذي إبتسم لجيل بنعطية وبوصوفة بعد جهد جهيد وبعد محاولات متكررة وبعد أن جزم البعض باستحالة تحقيق هذا الرهان وبلوغه قبل الريمونطادا التي تحققت بدءا من يوم العيد أمام مالي. نواة بهوامش واسعة الكثير من النقاد والمتتبعين أكدوا مؤخرا وفي خرجات إعلامية متكررة وقبل مراسيم قرعة المونديال على أن الجيل الحالي للفريق الوطني هو الأكثر تميزا بالقارة، والمجموعة الحالية الأكثر كفاءة ورشحها الكثيرون لتكون من مفاجآت دورة روسيا. وغير غريب على هؤلاء المحللين أن يقدموا هذه القراءات التقنية طالما أن الفريق الوطني الحالي بنواته الصلبة وثوابته ومجموعته التي حققت أرقاما محترمة وبصمت على مسار لامع وموفق في التصفيات وبالتطور الملحوظ في أدائها ومع هامش الإختيار الكبير على مستوى النواة الموسعة، يقدم بالأرقام والبيانات ما يدعم اختياره وتصنيفه هذا. لأنه بقراءة متأنية وهادئة سنخلص لحقيقة ساطعة كون الفريق الوطني أفضل من كل المنتخبات العربية والإفريقية المشاركة في المونديال فرديا وجماعيا، بل أن رونار الذي يغبطه الكثيرون على هذه الدائرة الواسعة من الإختيارات سيحتار لاختيار الفيلق الذي سيسافر معه لروسيا. الوفاء للثوابت ولن يكون رونار مدعوا للهدوء وللراحة النفسية طيلة الفترة التي تفصلنا عن ضربة انطلاقة المونديال، لأنه من الآن ولغاية افتتاح هذا العرس العالمي سيكون الناخب الوطني في حيرة من أمره لاختيار الكومندو، وعليه أن يكون دقيقا في اختياره مع عدم وجود أي هامش للخطأ على مستوى الإختيار كي لا يندم كما ندم من سافروا قبله لهذا العرس الكروي. وبين الوفاء للثوابت ولمن تقاتلوا معه على مكان رسمي أو احتياطي وبين أن يكافئ المجتهدين الحاليين سيكون رونار مطالبا ومنذ اليوم التالي للقرعة لمواكبة جديد كل الأسماء التي يفوق عددها 40 لاعبا كي لا يخطئ أولا وكي يطابق الفريق والمجموعة التي سيستقر عليها مع قيمة الرهان وطبيعة المنتخبات المنافسة. ولم يفت الناخب الوطني أن يشير مؤخرا إلا أن إعلان القائمة النهائية أمر ليس بالسهل إطلاقا وتتداخل فيه مؤثرات كثيرة منها اختلاف المشاعر والإنتصار للمتفوقين وكذا الوفاء للمقاتلين في التصفيات. ثائرون عائدون الأمر يهم بعض العناصر التي إما أنها عادت للتألق فعلا ويتقدمها اللاعبان بوفال وتاعرابت، أو التي هي بصدد تأكيد العودة وترفض الإستسلام لقدر الإقصاء والخروج من المفكرة التقنية للناخب الوطني في حدث كوني رفيع قد لا يتكرر أبدا في مسارهم و هو المونديال، ومن بينهم أسامة طنان وزهير فضال ومروان داكوسطا. هؤلاء الثائرون قد يشملون أسماء لعبت للفريق الوطني في فترات سابقة وبعدها اختيارات وجهات لا يفضلها رونار وهي البطولات العربية ومنها حمد الله ويوسف العرابي وبرادة والتي تطمح لنيل فرصة التواجد في المونديال والإيمان بحظها. ولأنه يفصلنا عن المونديال أشهر طويلة كفيلة بتغيير المعطيات وخلخلة الحسابات فإن كل الإحتمالات واردة بشأن إمكانية لحاق كل هؤلاء بكأس العالم. المحليون يترقبون ككل مونديال وكل مسابقة كبيرة تحلم الأسماء المحلية بمكان تحت الشمس ومكان بين الكبار، ولعل ما حدث في نسخة "الكان" السابق بالغابون كان أمرا مخجلا بالفعل وشكل سابقة على مستوى مشاركات الأسود في حدث قاري من هذا النوع بعد أن كان العطوشي لاعب الوداد السفير الوحيد للاعبي البطولة ب"الكان". إلا أنه مع مباريات الفريق الوطني الأخيرة تم تسجيل طفرة محمودة على مستوى كوطة الحضور المحلي بعرين الأسود وإن كان هذا الأمر لا يتيح أدنى ضمانة للاعبي البطولة ليكونوا بالمونديال. يميق وبانون وحتى الحافيظي وثلاثي الوداد أوناجم والحداد وبن شرقي والتكناوتي وغيرهم ممن تشرفوا بالتواجد رفقة الأسود في آخر المواعيد، كلهم يحلمون بروسيا وسيكون عليهم بذل الكثير من العرق ليقنعوا رونار والذي سيكون بين مطرقتي الخبرة والتجربة ومنح الفرصة بالمغامرة لمنتوج محلي أكد في عصبة الأبطال الأخيرة استعادة بعضا من بريقه.