عن سن 30 سنة يشعر عصام العدوة بكثير من الراحة باختياره اللعب ببطولة إماراتية قال عنها أنها تطورت كثيرا وارتفع إيقاعها بشكل كبير. كما يؤكد على أنه بلغ سن النضج الكافي الذي يتيح أمامه فهم ما يرغب فيه وكذا رسم خارطة ما تبقى له من ممارسة، مثنيا على مسؤولي النادي الإماراتي وما يلقاه داخل الفريق من رعاية وحسن اهتمام. عصام العدوة اختار أن يطل من جديد على قراء «المنتخب» بعد طول غياب ليتحدث عن تجاربه السابقة والحالية ويحدد رهاناته المستقبلية تابعوا. - المنتخب: يهم المتتبع المغربي معرفة موقفك من المنتخب الوطني، لقد كنت صريحا ذات يوم ونشرت تسجيلا صوتيا فيه الكثير من الإحباط والمرارة لفك لغز غيابك عن الأسود، ما تعليقك؟ عصام العدوة: لا أريد أن أقول لك أن صفحة المنتخب الوطني صارت اليوم مطوية لأني خلال نفس الشريط قلت وما زلت عند قولي أن المنتخب الوطني ملك لجميع اللاعبين المغاربة الممارسين بالبطولة المحلية والمحترفين. وقلت أيضا أن كل السنوات التي حملتني للأسود هي سنوات استثنائية في مساري شرفتني بالفعل كما تحملت فيها العديد من التضحيات، واليوم أعيد وأكرر أن الكلمة الفصل هي للناخب الوطني وهو مالك مفاتيح وأسرار دعوة كل لاعب من اللاعبين أو تجاهلهم. - المنتخب: لكن ما زاد الغموض هو تصالح رونار مع محيطه ومع لاعبي الخليج كونه استدعى جل اللاعبين الذين شكلوا نواة منتخب الزاكي وبقيت أنت خارج السياق؟ عصام العدوة: لو كان الأمر لاختيارات تقنية سأكون أول المرحبين والداعمين للموسيو رونار، لأني لعبت مع كل اللاعبين الحاليين وأعرف قدراتي جيدا كما أعلم إن كنت مؤهلا للعب للأسود أم لا. أما إذا كان الإستبعاد لدواعي غير تقنية أو رياضية فهنا سيكون الأمر جد مؤلم لأن فيه ظلم كبير لشخصي وظلم لتضحياتي وحتى لاجتهادي، والحكم كان وسيظل للإعلام المغربي والجمهور أيضا. - المنتخب: هل ما زلت واثقا من إمكانية تقديمك للإضافة في حال وصلتك بطاقة الدعوة لتعزيز الأسود؟ عصام العدوة: الإحتراف علمني مسألة مهمة وهو أن العبرة بالجاهزية والتنافسية والحضور الدائم رفقة الأندية وهي معايير ولله الحمد تتوفر لدي ولم أتنازل عنها في أي من التجارب التي مررت منها. كما علمتني التجارب أن الملعب هو الحكم وهو الفيصل وهو القاضي، وللأسف الشديد كنت أتمنى لو أتيحت وسنحت لي الفرصة في أي من المعسكرات السابقة لأوضع في الإختبار والمحك ويكون الحكم علي بالمباشر لا بالتقارير ولا غيرها، لذلك ثقتي كانت وستبقى حاضرة في نفسي وكوني مؤهل ومن الأمس وليس اليوم لأمثل منتخب بلادي بالشكل الحسن ودون مركب نقص وفي أي دور يطلب مني. - المنتخب: ألم تبادر في أي فترة لاستفسار رونار كما فعل غيرك معه لمعرفة سبب استبعادك؟ عصام العدوة: لو فعلت ذلك فلن أكون عصام العدوة الذي يضع بينه وبين مدربي الفرق والمنتخب مساحات من الإحترام سواء للإختصاص أو حتى للسن. الكرة التي أقدمها والمردود على الميدان أعتقد أنهما أبلغ رسالة وهما أفضل وسيط بيني وبيني المدربين ومرة أخيرة وقبل أن أغلق هذا الملف بالنسبة لي الفريق الوطني ملك للجميع وسأظل محترما لقرار ورغبة المدرب إن كان الإستبعاد تقنيا أو أكون اقل درجة من الحاضرين. - المنتخب: كانت لي معك حوارات عديدة وكان حلم المونديال دائما في طليعة أهدافك اليوم أنت بعيد عن الأسود، كيف تنظر لحظوظنا المونديالية؟ عصام العدوة: أعتقد أن كل الحسابات واردة وكما قلت فهذه المسابقة هي الحلم الأكبر وهي أقصى ما يتمناه أي لاعب وبالنسبة لي لن أستسلم وسأظل دائما مؤمنا أنه بإمكان الفريق الوطني في التصفيات الحالية بلوغ هذا الهدف وأن أحلم بفرصتي لغاية اللحظة الأخيرة. قلتها لك في تسجيل صوتي سابق على أن ابتعادي عن الفريق الوطني لن ينقص من تعلقي وحبي الكبير لقميص الأسود وسأظل مساندا للاعبين والمجموعة من الخارج كما لو كنت بالداخل. - المنتخب: راجت أخبار عن إمكانية لحاقك بالوداد في فترة من الفترات، أين تضع الوداد ضمن خانة المستقبل؟ عصام العدوة: الوداد هو الفريق الأم وهو المنطلق ومنه تعلمت الكرة وانطلقت لعالم الشهرة وبالتالي أنا مدين له بالكثير. حاليا لا يوجد في الخطط ما يقربني من الوداد وقلتها سابقا على أنني أحلم بإنهاء مساري بالإحتراف خارج المغرب و أن أحطم رقما قياسيا على مستوى سنوات الإحتراف المستمر. اليوم أنا في عامي العاشر للإحتراف ولو كتب لي ذات يوم العودة للعب بالبطولة ولو لموسم واحد فلن أحمل غير قميص الوداد بطبيعة الحال، وبالمناسبة أتمنى له ولأنصاره التوفيق في رحلة عصبة الأبطال. - المنتخب: كسؤال أخير عصام، ما تعليقك على المقارنات التي تضعك رفقة نيبت في نفس الخانة، الإنطلاق من الوداد لفرنسا ثم البرتغال فإسبانيا والمنتخب الوطني؟ عصام العدوة: شرف كبير أن أقارن بأسطورة مثل نيبت وشرف كبير أن يوحد بيننا نفس الإنتماء ولو أني كنت سأسعد كثيرا لو أنهيت مساري مثله ببطولة لطالما حلمت بها وهي البطولة الإنجليزية. بالفعل نيبت هو لاعب قدوة، شارك في المونديال أكثر من مرة، ومثل الفريق الوطني عميدا وهو ما فعلته بدوري وكل الفخر أن نكون من نفس الأسرة الودادية. - المنتخب : كلمة مفتوحة موجهة للجمهور المغربي؟ عصام العدوة: عبركم دائما أتوجه بتحية للجمهور المغربي الذي يتابع أخباري وأخبار باقي المحترفين على أني كنت وسأظل أحلم كرأس مال حبهم الكبير لي وعلى أني حاولت طيلة مساري كلاعب أن أكون نعم اللاعب المحترف ونعم القدوة للأجيال الصاعدة وأن أضع الإنضباط في المقدمة ودون سواه. مرة اخرى أؤكد على أنه لا خلاف بيني وبين رونار وعلى أني تقبلت وسأتقبل قراراته ما دامت طبيعتها رياضية وعلى أني جاهز لتمثيل الأسود وتقديم الإضافة ومن أي موقع متى أيقن أني جاهز لبعض الأدوار أو أني فعلا تعرضت للظلم وأستحق إنصافا منه.