مطلوب لاعب دولي من الخجل أن نسقط في معضلة البحث عن لاعب دولي بالمنتخب الوطني ما دام المغرب به أكثر من 30 مليون نسمة، ولا نجد لاعبا مهاريا واحدا من مليون نسمة لنصل إلى لائحة 30 لاعبا من 30 مليون نسمة.. ومن الخجل أن تسقط الأندية في متاهة المال أيا كانت مقارناتها العالمية إلى المتوسطة من دون أن تمنحك جوهرة صغيرة السن تنمو بالدولية والتأطير الأكاديمي بالمنتخبات الوطنية لتصل إلى الكبار بجميع الأقنعة التكوينية بمستواها الإفريقي والعالمي.. ويكذب من يقول أن الأندية الوطنية تشتغل على البناء القاعدي باستثناء المغرب التطواني، ويكذب من يقول أن بالنادي الواحد له دوليون كبارا لهم أهلية حمل القميص الوطني بوزن اللاعب المتكامل في كل شيء (الذهني، البدني، التكتيكي، المهاري والمورفولوجي).. بينما اللاعب الدولي هو من يتدرج بالمنتخبات الوطنية من الفتيان إلى الكبار وعلى درجة عالية من الكفاءة التأطيرية بالمنتخبات مقارنة مع مؤطري الأندية الوطنية باستثناءات قليلة وقليلة جدا.. واللاعب الدولي هو من يحترف أوروبيا بالملكة والتواصل وليس باعتراف الحاجة الإجتماعية بالخليج العربي.. واللاعب الدولي هو الأقدر على المقارنة بينه في بطولة مغربية هاوية، وبطولة أوروبية محترفة بجميع الهياكل، ومن يرحل إلى أوروبا كالعادة يعترف أن المقارنات تصح، واللعب والإحتراف بأوروبا ضرورة لا محيد عنها تكوينيا وتواصليا وجهادا كبيرا مقارنة مع التكوين الهش بالمغرب. قال الطوسي.. أوجه رسالتي إلى كل المدربين المغاربة من أجل العمل سويا لصناعة جيل مغربي جديد يقارن بالحافيظي والقديوي والشاكير ولمياغري ونوصير.. وأنا مع هذا التوجه رغم أنه مطلب فرضناه كإعلاميين ما بعد مونديال 1998 عندما أكدنا بتوليد الخلف سنة بعد أخرى، وتصدير الوجوه القادرة على صنع الإختلاف الدولي، ولكن مع ذلك مات هذا الرأي لأن الأندية اتجهت إلى المال السريع أو الربح السريع من تهجير لاعبين نحو الخليج.. وحتى ولو قال الطوسي بهذا المطلب، فلن يجد له جوابا على الإطلاق إلا ما بعد خمس أو ست سنوات عندما تصل البطولة الإحترافية أصلا إلى نضجها العاقل بالتكوين القاعدي ورجال التأطير القاعدي، ولن يربح الطوسي أفضل من الحافيظي في السن الصغيرة إلا من فاخر والزاكي والعامري ومديح، مع أن أغلب الأندية لا تغامر بالأجيال الصاعدة، ولها من المتقدمين في السن ما يؤهلها لأن تصنع البقاء بالأمان أو تنشيط البطولة من أجل التنشيط، ولا يهمها في أن يكون نجم أو نجوم يخلقون لها صداع الرأس بكثير من المشاكل. المشكلة هي أن البطولة التي ينادي أغلب الناس والجماهير بتكوين قاعدتها الدولية كنواة أصلية بالمنتخب الوطني غير موجودة على الإطلاق وغير مؤهلة لإعطاء تجمع دولي مختص بالأدوار الكبيرة التي تؤسس منتخبات متكاملا من دون محترفين.. وقلتها وسأظل أقولها أن اللاعب الدولي بالبطولة به نواقص تكتيكية وبدنية ومحدود المهارة التي تسيدتها الأجيال الماضية، وهو في ذلك مهضوم الهوية لأنه حتى ولو كان مهاريا لا تدبر كفاءته بالخاصيات التكتيكية المعاصرة، ومفروض عليه أن يدخل غمار الدولية بمنتخبات متدرجة للحكم على أدائه وتكوينه من أطر عليا.. وهذا ما نفتقده أصلا داخل الأندية التي تنجب أولادها بالإنتماء لا باستقطاب الطيور من أوكار مختلفة مثل الحافيظي القادم إلى الرجاء من أبي الجعد، مع أنه مشروع مستقبلي يمكن تكوينه بأفضل مما هو عليه الآن، وليس لأنه نجم يتكلم عنه الجميع بصانع أفراح المغرب بهدفه أمام جنوب إفريقيا.. ما يعني أن جميع الأندية مطالبة ومعنية بورش المنتخب الوطني وبجميع فئاته، وليس معنية بمد المنتخب بلاعب واحد أو أربعة لاعبين من أصل 16 فريقا بالدرجة الأولى، مع أن الواقع الأصلي يميل إلى الدرجة الثانية والهواة الموجود بهم ذرر حقيقية مهضومة الحظ والمستقبل إلى الكبار. مشكلة البحث عن لاعب دولي له خاصيات كبيرة في صناعة هذا المشروع من أن ينبث في عش مهاري، ويدخل عش نادي معين، ويسرق الأضواء من عين تقنية ومنقبة على منبث الدولية الصغيرة، قبل أن تستمر في استثمار مفهوم الدولية التدريجية بحمل القميص الوطني اعتياديا واختصاصيا في مواجهة الأفارقة وحتى الكرة العالمية.. فهل لنا هذا المنبث أصلا مع أنه موجود بما سمي بالمراكز التكوينية المقفلة أبوابها في غياب صناع التأطير والتدبير الجيد في الإدارة.. وبذلك نكون كما قلت أمام جحيم إسمه اللامبالاة بالمنتخبات الوطنية، والمسؤول عنها أصلا هم الأندية، ورؤساء الأندية ومديرو الفئات الصغرى ومؤطرون من المستوى الضعيف، قبل أن تكون الإداة التقنية الوطنية التي يحكمها جون بيير مورلان معنية ومسؤولة عن هذا الخراب الكروي بالمغرب وعن الخراب التأطيري وتوزيع الشواهد في دورات تكوينية لا تقاس بقوة الدورات التكوينية بأوروبا لمدد تفوق عام أو عامين أو ثلاثة أو أكثر للحصول على ديبلومات ذات مستوى عالي. فهل نحن فعلا أمام حل إيجاد لاعب دولي من أندية عالية المستوى في الكفاءة التدبيرية لكل القواعد المؤطرة؟ وهل لنا منتخبات قاعدية عادة ما تقصى لأسباب ضعف البنية الجسمانية وضعف التأطير بالأندية، وضعف في التواصل و... و...؟ إرحمونا من عذاب ومصيبة الكرة الوطنية، لأن بطولتنا ضعيفة بضعف غياب صناع الفرجة داخل النوادي وصناع الإختصاص وصناع الفرحة الإفريقية.. وها هي تونس التي شاركت بالمحليين على أعلى درجة من الإحتراف أقصيت في أول دور مع أن أنديتها أكثر تمرسا بالتجارب الإفريقية. محمد فؤاد