لهذه الأسباب إخترت العودة إلى الدفاع الجديدي لم أندم على الإحتراف بالنادي الإفريقي التونسي عاد القناص التشادي كارل ماكس داني في الميركاتو الشتوي الماضي مجددا للدفاع عن ألوان الدفاع الحسني الجديدي قادما إليه من النادي الإفريقي التونسي الذي أعاره لهذا الأخير لمدة ستة أشهر سعيا من الفريق التونسي إلى تمكين كارل ماكس من التخلص من عقدة التهديف التي واجهته داخل فريق باب الجديد واستعادة تنافسيته بعد ذهاب كله عذاب، عاني خلاله إبن نجامينا من شبه عطالة كروية. ويراهن الدكاليون على الدولي التشادي هداف النسخة الأولى من البطولة الوطنية الإحترافية للعام الماضي لقيادة الدفاع نحو تحقيق نتائج إيجابية في مستوى انتظارات جماهيره بعدما فشل مواطنه دجيم نام ليجي في منح قيمة مضافة للخط الأمامي لفارس دكالة.. في هذا الحوار يشرح كارل ماكس داني أسباب إختياره العودة إلى الجديدة، وإخفاقه في الدفاع عن مكانته الرسمية داخل الإفريقي التونسي، إضافة إلى رهاناته القادمة صحبة فريقه الجديد / القديم. - المنتخب: أول سؤال يطرح نفسه بإلحاح، كيف جاءت عودتك للدفاع عن ألوان الدفاع الجديدي؟ كارل ماكس: أولا وقبل كل شئ، أشكر صحيفة «المنتخب» التي أتاحت لي هذه الفرصة لأتواصل مع الجمهور الرياضي المغربي عامة والجديدي خاصة، بكل بساطة، بعدما واجهتني بعض المشاكل داخل النادي الإفريقي التونسي إتفقت مع المسؤولين على تغيير الأجواء ولو على سبيل الإعارة حتى لا أظل رهين كرسي البدلاء طيلة الموسم الكروي الحالي، وتوصلت بعروض كثيرة من أندية خليجية، أوروبية ومغربية أيضا، ولما بلغ الخبر أيضا إلى الدفاع الحسني الجديدي إتصل أعضاء المكتب المسير بي وبوكيل أعمالي وأبدوا رغبة جامحة للإستفادة من خدماتي ووافقت على العرض، ليربطوا الإتصال بنظرائهم داخل النادي الإفريقي، حيث كللت المفاوضات بين الطرفين بالنجاح، ومن ثمة ووقعت عقد إعارة لمدة ستة أشهر لفارس دكالة، وأنا سعيد بهاته التجربة الجديدة، لأنني بكل صراحة كنت وما زلت أعتبر الدفاع بيتي الثاني، لا سيما وأنني قضيت معه تجربة إحترافية ناجحة خلال الموسم الماضي. - المنتخب: قلت بأنك توصلت بعدة عروض إحترافية من خارج تونس، إلا أنك فضلت الدفاع على باقي الأندية، ما السر في ذلك؟ كارل ماكس: كما أشرت سابقا، لقد توصلت بالعديد من العروض الإحترافية عندما كنت أجاور النادي الإفريقي، وهذا الأخير هو أيضا كان على اتصال دائم مع فرق أجنبية التي عبرت عن رغبتها لضمي إلى صفوفها في الميركاتو الشتوي الأخير، بكل صراحة لا أعرف أسماء الأندية التي خطبت ودي، كان من الممكن أن توجه هذا السؤال إلى وكيل أعمالي لأنه يعرف جيدا تفاصيل العروض الاحترافية، غير أن دخول الدفاع الحسني الجديدي على الخط، جعلني أصرف النظر عن كل هاته العروض، وفضلت العودة إلى الجديدة للتوقيع على شهادة ميلاد جديدة واستعادة تنافسيتي، كما أن النادي الافريقي هو الآخر رحب بالفكرة بحكم العلاقة التي تربط مسؤوليه بنظرائهم الدكاليين مما ساهم في نجاح صفقة انتقالي إلى الدفاع، واختياري لهذا الأخير لم يكن إعتباطيا، وإنما تم بناء عن قناعة شخصية، لأنني لا أنسى فضل فارس دكالة ولاعبيه علي، بفضلهم توجت هدافا للبطولة الإحترافية في نسختها الأولى وارتفعت أسهمي في بورصة اللاعبين، كما أحتفظ بذكريات جميلة عن مدينة الجديدة التي أشعر فيها بارتياح كبير كما لو أنني في نجامينا لأنني تربطني علاقة جيدة بجمهورها العريض وبساكنتها عموما. - المنتخب: ألا ترى بأن مسؤوليتك كبيرة داخل الفريق الدكالي الذي ينتظر منك جمهوره الشئ الكثير داخل البطولة الإحترافية؟ كارل ماكس: بالفعل، أعرف حجم انتظارات الدفاع الجديدي وجمهوره العريض الذي أكن له كل التقدير والإحترام، حيث يراهن علي كثيرا لإعطاء قيمة نوعية مضافة للفريق، وسأعمل جاهدا لإسعاده ورد الجميل له خلال هاته التجربة الإحترافية الجديدة، وذلك طبعا بدعم ومساندة زملائي اللاعبين وكذا أعضاء الطاقم التقني، صحيح أنني أشكو من ضعف في اللياقة التنافسية لأنني لم أجر مباريات كثيرة مع النادي الإفريقي التونسي، كما حالت بعض المشاكل الإدارية دون مشاركتي مع الدفاع في تجمعه الإعدادي الأخير الذي أقامه بالرباط، لكن بإمكاني استرجاع كامل مؤهلاتي في أقرب وقت ممكن بعد خوضي للقاءين أو ثلاثة في مرحلة الإياب بالإضافة إلى الجدية والمثابرة في التداريب، ومما سيساعدني على الإندماج بسرعة مع أجواء النادي، حفاظه على أغلب الثوابت الأساسية الذين سبق وأن جاورتهم في الموسم الماضي. - المنتخب: كيف وجدت الأجواء داخل الفريق الدكالي؟ كارل ماكس: رغم بعدي عن المغرب، فقد كنت على اتصال دائم بأصدقائي في الجديدة لمعرفة أخبار الدفاع ، سواء عبر الهاتف أو الانترنيت، حزنت كثيرا لخروج الفريق مبكرا من إقصائيات كأس العرش، لأن كان حلم المجموعة الجديدية الشابة الصعود إلى منصة التتويج وتحقيق ما عجزت عنه الأجيال السابقة، خاصة وأن الفريق أنهى بطولة الموسم الماضي في مرتبة جيدة، الشيء الجميل هو أن المسؤولين لم يفرطوا في الكثير من الركائز الأساسية، كما جدد الفريق دماءه بضمه للاعبين متمرسين قادرين على تحقيق الأهداف المنشودة والمسطرة من قبل المكتب المسير للنادي خلال الشطر الثاني من البطولة، فيما يخص المدرب الجديد حسن مومن فبكل صراحة رغم أنني لا أعرفه جيدا، إلا أنه يظهر من خلال طريقة عمله أنه مدرب محترف ويشتغل وفق أساليب علمية وحديثة، أتمنى له كامل التوفيق في مهمته الحالية. - المنتخب: كيف تقيم تجربتك الاحترافية الأخيرة بتونس؟ وبعبارة أدق لماذا أخفقت في فرض ذاتك مع فريق باب الجديد؟ كارل ماكس: رغم الصعوبات التي واجهتها بتونس، أرى أن تجربتي الإحترافية رفقة النادي الإفريقي مفيدة، لأنني اكتشفت العديد من الأشياء الايجابية التي أغنت رصيدي الكروي، بكل صدق ما أثار إنتباهي أن كل شروط الممارسة التي يحتاجها اللاعب المحترف متوفرة داخل فريق باب الجديد، للأسف الشديد لم أتمكن من فرض مكانتي الرسمية والظهور بصورة قوية، لأنني وجدت صعوبة بالغة في التأقلم بسرعة مع أسلوب وطريقة اللعب التي ينهجها الإفريقي، وعاكسني الحظ في التهديف في المباريات الرسمية، لأنني لم أخض مع النادي الإفريقي سوى بضع دقائق في تسع لقاءات فقط من أصل 15 دورة من بطولة الرابطة التونسية الأولى للمحترفين، مما أثر سلبا على نفسيتي ومردوديتي التقنية أيضا، لم أندم كثيرا على هاته التجربة الاحترافية، لكنني أريد أن أنساها بسرعة وأمحيها من ذاكرتي، لأنني لم يسبق لي في مشواري الكروي أن عشت ظروفا عصيبة مثلما حصل لي في تونس. - المنتخب: هل ستدافع على الحذاء الذهبي الذي أحرزتها في الموسم الماضي، أم أن هذا الأمر يبدو صعبا المنال؟ كارل ماكس: كما سبق وأن صرحت لجريدتكم في حوار سابق السنة الماضية، أنا مهاجم مهووس بهز الشباك، والمركز الذي أشغله يفرض علي تسجيل الأهداف في مرمى الخصوم، حتى أرضي فريقي وأكون عند حسن ظن جمهوري، وقد توجت هدافا مع عدد من الفرق الإفريقية، آخرها الدفاع الجديدي، صحيح أن تصدر قائمة الهدافين للبطولة الإحترافية يبدو صعبا، لأنني سألعب فقط مباريات الإياب، مع العلم أن الهداف حمد الله في حوزته حاليا 12 هدفا، سأحاول تحقيق هذا الرهان الصعب، بمساعدة طبعا زملائي، وإذا لم أوفق فعلى الأقل سأحاول إنهاء الموسم في مرتبة مشرفة إلى جانب الهدافين، صدقني ما يشغل بالي أكثر هو استعادة تنافسيتي وفك عقدة التهديف التي واجهتني في تونس وتسجيل أهداف حاسمة تعيد الدفاع إلى الواجهة من جديد، حتى أكون عند حسن ظن المسؤولين والجمهور الدكالي. حوار: