تميزت أول نسخة من البطولة «الاحترافية» ببروز اسم الدولي التشادي كارل ماكس بارتيليمي «داني» كهداف للبطولة برصيد 17 هدفا ليعود بذاكرة هدافي البطولة الوطنية لعام 2000، حين توج مصطفى بيضوضان لاعب الفتح الرباطي هدافا بنفس عدد الأهداف، بينما كان هداف الموسم الماضي جواد وادوش مهاجم الجيش قد سجل 11 هدفا فقط. وسبقت سمعة كارل ماكس داني مجيئه لعاصمة دكالة وارتباطه بألوان الدفاع الحسني الجديدي بعقد يمتد إلى 2014 حيث كان الدولي التشادي قد توج في الموسم السابق هدافا للبطولة الغابونية بإحرازه 20 هدفا رفقة فريقه السابق «نادي ميسيل» وهو ما جعل وكيل أعماله يقول لمسؤولي الدفاع على سبيل الهزل «إذا لم يتمكن كارل من التتويج هدافا أو تسجيل 20 هدفا فاعتبروا الصفقة خاسرة». وأوفى كارل ماكس داني ذو ال25 ربيعا بالتزاماته اتجاه مسؤولي الدفاع وجمهوره وساهم بفعالية في الصعود الصاروخي للفريق في النصف الثاني للبطولة حين تمكن الفريق الدكالي من تسلق الدرجات ولولا بعض العثرات غير المتوقعة لكان ضمن ثلاثي المقدمة لينهي الموسم خامسا لكن اسم الفريق ظل يذكر بفضل هدافه الفارع الطول والمتعدد المواهب. برز كارل ماكس داني في بلده تشاد رفقة «توربيون» ونجح في تقديم صورة طيبة جعلته ينتقل إلى البطولة الكاميرونية ليدافع عن ألوان «كوتون سبور كاروا» عام 2009 لكنه سرعان ما انتقل للدوري الغابوني ليتوج هدافا صحبة فريق «ميسيل» مما شجع الدفاع الجديدي للارتباط به علما أن شبيبة القبائل الجزائري كان بدوره يرغب في ضمه في فترة سابقة. ويتقن كارل ماكس التسديد من بعيد بقوة وتركيز بجانب ضرباته الرأسية بجانب مهاراته الفردية العالية التي مكنته من كسب النزالات الثنائية وخلق الامتياز لفائدته داخل منطقة الجزاء مع إحراز أهداف من أوضاع مختلفة مما جعله ورقة رابحة لدى المدرب محمد جواد الميلاني طيلة موسم استعاد فيه الفريق بعضا من كبرياءه. واستغل كارل ماكس داني-المزداد في 18 أبريل 1988- الجولة التاسعة والعشرين وما قبل الأخيرة ليتجاوز هداف أولمبيك أسفي حمد الله عبد الرزاق وإرجاعه للمركز الثاني بعد تجمد رصيده عند 15 هدفا مع التحاق الهداف العسكري عزيز جنيد به بنفس الرصيد. وأحرز كارل ماكس ثلاثة أهداف في مرمى خالد العسكري حارس الرجاء البيضاوي لكي يرفع رصيده إلى 17 هدفا بينها ستة أهداف من ضربات جزاء. وكان مهاجم الدفاع الحسني الجديدي كارل ماكس بارتيليمي وراء تأهل منتخب تونس لآخر كأس إفريقية بعد إحرازه هدفا في الوقت المحتسب بدل ضائع في مرمى مالاوي ليمنح تأشيرة الصعود لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2012 للمنتخب التونسي في أعقاب ختام مباريات المجموعة الحادية عشر من التصفيات وفازت تونس بثنائية نظيفة أمام الطوغو حملت توقيع وليد الهيشري وصابر خليفة لكن ذلك لم يكن كافيا لأنه وحتى الدقائق الأخيرة لمباراة نجامينا فقد كانت مالاوي متقدمة بهدفين مقابل هدف أحرزهما روبرت نغامبي (35 د) وفيراندا(81 د) بعد أن كان أصحاب الأرض قد تعادلوا في حدود الدقيقة 65 عن طريق لابو. وبينما كانت المباراة تتجه لفوز مالاوي وتأهلها وفي حدود الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل تمكن الصفقة الرابحة للدفاع الجديدي «كارل ماكس» من إحراز هدف التعادل الذي أشعل فرحة لا توصف بملعب رادس وباقي المدن والساحات التونسية بتأهل قيصري كثاني المجموعة وراء بوتسوانا. كل هذه الاستحقاقات المحلية والدولية قد تجعل كارل ماكس داني مرشحا فوق العادة للتحليق بعيدا أو لدى بطل المغرب المقبل على المشاركة في دوري أبطال إفريقيا العام المقبل رغم أن دولي منتخب تشاد مرتبط بعقد مع الدفاع الجديدي يمتد لسنيتن أخرتين.